مخاوف من تفاقم أزمة جوع عالمية بسبب روسيا
عاد الخوف الي العالم من جديد من تفاقم ازمة الغذاء فضلا عن ارتفاع أسعار الحبوب من جديد عقب قرار روسيا أمس السبت الانسحاب من اتفاق صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وسمح الاتفاق الذي أبرم في يوليو برعاية الأمم المتحدة وتركيا، بتصدير ملايين أطنان الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية منذ بدء النزاع في فبراير. ورفع الحصار أسعار المواد الغذائية، مثيرا مخاوف من حدوث مجاعة.
وعلقت روسيا السبت الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيوي لإمدادات الغذاء في العالم، بعد هجوم بمسيّرات استهدفت سفنها في شبه جزيرة القرم وحملت مسؤوليته لأوكرانيا وبريطانيا.
وبررت روسيا هذه الخطوة بالهجمات الأوكرانية على أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم التي كانت موسكو ضمتها إلى الاتحاد الفيدرالي الروسي في 2014
تهديد روسي
وهددت روسيا عدة مرات بوقف العمل بالاتفاق الذي سمح بشحن نحو 9 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا التي تمزقها الحرب منذ نهاية شهر يوليو الماضي.
ووفق أرقام معلنة، يعاني 193 مليون شخص من جوع مدقع، علما بأنه تم تقييم البيانات حتى عام 2021، أي أنه لم يتم أخذ عواقب الحرب الروسية الأوكرانية بعين الاعتبار من الناحية الإحصائية، وفقا للمنظمة الألمانية "فيلت هونجر هيلفه" المعنية بمكافحة الجوع في العالم.
وفاء روسيا بالتزاماتها
طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك روسيا بالوفاء بالتزاماتها الواردة في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، في برلين اليوم، إن "هناك ملايين من الناس في العالم يتضورون جوعًا، وروسيا تعرض مجددًا أمن سفن الحبوب للخطر، ويجب لهذا الأمر أن يتوقف".
وأضافت أن مسألة "تمكن عائلات في لبنان أو النيجر أو بنجلاديش من دفع ثمن وجبتها القادمة، لا ينبغي أن يبقى مرهونًا بالخطط الحربية للرئيس الروسي".
أسعار الحبوب
وأشارت بيربوك إلى وجود عشرات السفن في الطريق لتوصيل حبوب من أوكرانيا إلى دول أخرى، وقالت:"نحن نطالب روسيا بعدم تعريض أمن هذه السفن للخطر وبمعاودة الالتزام بتعهداتها للمجتمع الدولي".
وأكدت بيربوك أن أسعار الحبوب في السوق العالمية عادت أخيرًا إلى مستوى مقبول منذ دخول اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية حيز التنفيذ في الصيف الماضي.
تجديد الاتفاق
من ناحية أخرى دعا حلف شمال الأطلسي "الناتو"، اليوم الأحد، روسيا إلى إعادة النظر في قرارها وتجديد اتفاق الحبوب الأوكرانية بشكل عاجل.
وأعلنت السلطات الأوكرانية، في البيان الصادر عنها اليوم الأحد، أن الحصار الروسي يجعل تصدير الحبوب أمرا مستحيلا.
وأكد مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق الاتفاق أن أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية لم تسجل في البحر الأسود الأحد.
وتمكنت 9 سفن شحن أمس السبت من استخدام الممر البحري في البحر الأسود "وثمة أكثر من عشر سفن أخرى" جاهزة لذلك في الاتجاهين.
وفي كلمته المصورة اليومية عبر الإنترنت، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أن القرار الروسي "لا يعود لليوم فقط.. فروسيا بدأت تفاقم أزمة الأغذية العالمية في سبتمبر عندما باشرت تعطيل حركة السفن التي تنقل منتجاتنا الزراعية".
وأضاف: "إنها نية واضحة لروسيا للتلويح مجددا بهاجس المجاعة على نطاق واسع في إفريقيا وآسيا". وقال إن موسكو عطلت حركة ما لا يقل عن 176 سفينة حتى الآن.
وِشدد على ضرورة حصول رد دولي صارم على مستوى الأمم المتحدة ولا سيما مجموعة العشرين.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس السبت إن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا "مشين".
وأضاف خلال حديثه إلى صحفيين "ليس هناك سبب ليفعلوا ذلك".
أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فقال: "بتعليقها الاتفاق تستخدم روسيا مجددا الغذاء سلاحا في الحرب التي شنتها ما يخلف تداعيات مباشرة على الدول ذات الدخل المنخفض وعلى الأسعار العالمية للسلع الغذائية ويؤجج الأزمات الإنسانية وانعدام الأمن الغذائي الخطر أساسا".
سلاح الغذاء
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن كاسحة ألغام تابعة للبحرية أصيبت بأضرار طفيفة من هجوم "ضخم" بطائرة بدون طيار على أسطولها في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان على تليجرام أن "الجانب الروسي يعلق المشاركة في تنفيذ اتفاقات تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية".
ومن جانبه، اتهم وزير الخارجية الأوكراني موسكو باستخدام "ذريعة كاذبة" لتعليق مشاركتها في ممر الحبوب بالبحر الأسود، أمس السبت.
وقال كوليبا في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "لقد حذرنا من خطط روسيا لتدمير مبادرة حبوب البحر الأسود. والآن تستخدم موسكو ذريعة كاذبة لسد ممر الحبوب الذي يضمن الأمن الغذائي لملايين الأشخاص".
كما اعتبرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن روسيا التي أعلنت السبت تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، تستخدم "الغذاء سلاحا".
وقالت أدريين واتسون في بيان إن "روسيا تحاول مجددا استعمال الحرب التي بدأتها ذريعة لاستخدام الغذاء سلاحا، الأمر الذي يوثر مباشرة في البلدان على صعيد الحاجة واسعار المواد الغذائية في مختلف أنحاء العالم، ويفاقم الأزمات الإنسانية الخطيرة أصلا وانعدام الأمن الغذائي".