49 عاما على أسطورة مصر الخالدة
أبطال أكتوبر: يكذبون وثائق ”هنري كيسينجر” السرية
في السادس من أكتوبر عام 1973 ضاع أثر نصر الجيش الإسرائيلي عام 67 النفسي وضاعت فكرة أن الجيش الإسرائيلي لا يُهزم، في ذلك الوقت كان "إيهود باراك" الرجل الذي أصبح فيما بعد رئيسا لوزراء إسرائيل قد تخرج للتو من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأمريكية لكنه كان قد أدى خدمته العسكرية في القوات الخاصة الإسرائيلية لذلك جمع أغراضه وعاد إلى تل أبيب بمجرد سماع الأخبار، ويقول "باراك" لقد كانت الوجوه شاحبة كأنما يعلوها الغبار فقد كانت هذه اللحظة هي الأشد قسوة خلال الحرب.
وثائق سرية
وقد كشف موقع ويكيليكس عن وثائق أمريكية أزيلت عنها رسميا صفة السرية عن حرب أكتوبر1973 تعود للأعوام ما بين1973 و1976, خلال فترة تولي هنري كيسينجر منصب وزير الخارجية الأمريكي
وتضمنت برقية أرسلتها السفارة الأمريكية في تل أبيب للبيت الأبيض خلال حرب أكتوبر تحوي تقييما استراتيجيا للصراع العسكري وضعه السفير الأمريكي في ذلك الوقت كينيث كيتينج.
في يوم الاثنين8 أكتوبر, بعث كيتينج برقية أكد فيها أن إسرائيل تتجه للفوز بالحرب ولكن المعارك تتجه إلي أن تستمر لوقت أطول مما توقع سابقا, مشيرا إلي أن الحكومة الإسرائيلية تسعي لإخفاء الحقائق بشأن الخسائر البشرية لعدم التأثير سلبا علي معنوية الإسرائيليين .
وفي برقية اليوم التالي بتاريخ9 أكتوبر اعاد السفير الأمريكي تأكيد اتجاه إسرائيل للفوز بالمعركة وذكر السفير في برقيته يوم12 أكتوبر أنه أصبح من الواضح أن الثقة الجديدة بالنفس لدي المصريين تجعلهم قادرين علي مواجهة الإسرائيليين في مفاوضات مباشرة بعد أن نجحت القيادة المصرية في إثبات نفسها عبر السيطرة علي خط بارليف.
وأشار إلي أن مفاجأة الجيش المصري للإسرائيليين في حرب6 أكتوبر وارتفاع حجم الخسائر البشرية في الجيش الإسرائيلي قلبا المعادلة السابقة مما يجعل امكان إقناع الطرفين بالتفاوض مباشرة بعد أن نجحت مصر في بعث رسالتها إلي إسرائيل بقدرتها علي تغيير الوضع القائم.
أسطورة مصرية خالدة
أرض المعركة
هي قصة أعظم الحروب في العصر الحديث انتصر فيها الجيش المصري الباسل، والتي سجلها التاريخ على صفحات من نور ودرستها الكليات العسكرية في جميع أنحاء العالم، كان القائد فيها الرئيس أنور السادات ومن حوله قيادات الجيش المصري منذ وضع الخطة العسكرية إلى الإنتصار على الجيش الإسرائيلي، وحقق هذا الإنتصار في أرض المعركة رجال كانت تضحياتهم لا يمكن وصفها أو حصرها لكن كلما ذكرناهم لمست أرواحهم أرواحنا وأذقتها طعم النصر
العبقري "باقي زكى يوسف"
قفزت الفكرة إلى ذهنه فجأة خلال الاجتماع حين تذكر سنوات عمله بالسد العالى وكيف كانت المياه الحل الأمثل للتغلب على التراب أثناء العمل فى السد.
"خفت أكون خرفت" بهذه العبارة علق اللواء باقى زكى يوسف عن مشاعره فى تلك اللحظات من السكون العميق التى ألقت بظلالها على قاعة الاجتماعات عقب طرحه فكرة استخدام المياه لاختراق خط بارليف بدلاً من المفرقعات.
وتقديرًا لفكرته التى قلبت موازين الحرب حصل اللواء باقى زكى يوسف على نوط الجمهورية العسكرى من الدرجة الأولى وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية.
المنتصر الأول.. محمد أفندى
كان الجندى محمد أفندى العباسى أول من رفع العلم المصرى بعد العبور، حيث صعد إلى أعلى نقطة رافعا علم مصر معلنًا نهاية أسطورة خط بارليف الذى لا يقهر، وعن تفاصيل قال: محمد أفندي: "فى صباح 6 أكتوبر 1973 بدأت عمليات التمويه فكان جنود مصر يلعبون كرة القدم والشطرنج، ثم كانت ساعة الصفر وعبرنا قناة السويس وكنت فى طليعة المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم اهتم بالألغام والأسلاك الشائكة، وقمت بإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين، وقلت لقائد الكتيبة المقدم ناجى من الفرحة مبروك يا ناجى، قالى مبروك ياعباسى وارفع العلم يا بطل فقمت بإنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى".
الشبح .. إبراهيم زيادة
بعد مرور 6 أشهر من تلقى أسرة البطل "إبراهيم عبدالعزيز يوسف زيادة" خبر استشهاده وبعد استخراج شهادة وفاته وتلقى العزاء فيه، فوجئت زوجته به يقف أمامها فى الشارع بلحية كثيفة ويعانقها، وكان "زيادة" يخدم أثناء الحرب فى منطقة الزعفرانة فى السويس ضمن قوات الصاعقة ونفذ خلال الحرب عدة عمليات كبدت العدو خسائر، منها تدمير أتوبيس يحمل 65 ملاحًا وطيارًا.
ووفقًا لما ذكرته زوجته فى مقابلات صحفية بعد رحيله عام 2007 فإنه ورغم هجوم الطائرات الهيلوكوبتر الإسرائيلية لم تنجح فى اصطياده، ولكن تم أسره فى أحد معسكرات العدو فاختفى 6 أشهر، ولكنه هرب منهم وسط الصحراء، وتمكن من النجاة.
المهمة المستحيلة.. صالح إدريس
فى يوم 11 أكتوبر جاءت الأوامر لكتيبته بزراعة الألغام في طريق دبابات العدو، لكن أول ما واجهه هو الرمال التى تعيق تقدم سيارته التى تحمل الألغام، اخترع طريقة مبتكرة تقى السيارات من رمال سيناء، حيث نفذ حصيرة حديد أنقذت سياراته، وأنقذت معها 200 لغم مضاد للدبابات، هذه الألغام التى استخدمها فى زراعة الألغام فى الكيلو 101 أثناء الثغرة.
فى البداية أمره الضباط بألا "يعمر" الألغام، لأنه مستجد ولم ينل التدريبات الكافية لهذه المهمة، لكن فجأة حدث أمرا غير المسألة، حيث انفجر اللغم فى زميله الصول عبد المسيح أثناء التعمير، وعليه كان وحده المسؤول عن تعمير 200 لغم زرعوا فى طريق الدبابات الإسرائيلية التى تحاول اقتحام الثغرة.
صالح الذى زرع 200 لغم فى الثغرة وحده، كان عليه أيضا أن يتفادى رصاص القناصة أثناء هذه العملية، 8 من زملائه الـ 10 الذين كانوا معه على نفس السيارة التى تنقل الألغام.