من هو ”مردوخ” صاحب أضخم إمبراطورية إعلامية بالعالم ؟
في عالم إمبراطوريات الإعلام يعرف اسم روبرت مردوخ ضمن الأساطير المؤسسين لأعرق الكيانات الإعلامية في التاريخ.
وكان مردوخ ممن أنشأوا أبرز المؤسسات في مجال الإعلام والإنتاج الفني، على مستوى التليفزيون والسينما.
روبرت مردوخ هو رائد أعمال أسترالي-أمريكي بارز في مجال الإعلام، وهو الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "نيوز كورب"، ورئيسا ومالكا لمؤسسات إعلامية شهيرة من ضمنها قنوات فوكس، وهو الرئيس التنفيذي لشركة الإنتاج السينمائي "توينث سنشري فوكس".
يمتلك موردخ أيضا ضمن إمبراطوريته ما يصل لـ30 صحيفة في الولايات المتحدة، وأستراليا والمملكة المتحدة، تشمل صحيفة نيويورك بوست، وصحيفة "ذا تايم"، وصحيفة "صن داي تايمز" وصحيفة ديلي تليجراف ".
كان مردوخ من مواليد مارس عام 1931، في مدينة ملبورن الأسترالية، وكان والده من النبلاء، الحاملين للقب سير، وعمل مراسلا حربيا معروفا في الحرب العالمية الأولى.
وفي السنوات الأولى لمردوخ تأثر بمسيرة والده المهنية تأثرا كبيرا، بعد أن تولى والده منصب رئيس مجموعة هيرالد آند ويكلي تايمز الصحفية، وهي واحدة من كبرى دور النشر في أستراليا.
لذلك كان من المتوقع أن تسيطر الصحافة على عقل مردوخ منذ الصغر، وتأكد ذلك باعترافه في وقت لاحق أنه لا يستطع أن يتخيل حياته بعيدا عن الصحافة.
وفي حياته الدراسية، التحق موردخ بمدرسة أسترالية داخلية للنخبة، وكان كارها للدراسة، غير أنه تجاوز ذلك بمتابعة شغفه في العمل الصحفي داخل المدرسة، فأصبح رئيس تحرير مجلة المدرسة والتي كانت تعرف باسم If Revived.
وبعد إتمامه دراسته في المراحل الأولى حرص على العمل بدوام جزئي في جريدة والده، قبل أن ينتقل لمدينة أكسفورد لدراسة السياسة والاقتصاد والفلسفة في جامعتها.
قبل فترة قصيرة من انتهاء دراسته في إنجلترا، توفي والد مردوخ، واضطر للعودة بعد حصوله على شهادة من كلية الآداب باكسفورد لمباشرة أعمال العائلة.
وفي أوائل الستينيات من القرن الماضي كانت الانطلاقة الحقيقية في عالم الصحافة بتولي مردوخ لرئاسة تحرير عدد من الصحف التابعة للمؤسسة التي كان يديرها والده.
ذلك قبل أن يظهر التليفزيون، الذي تحول هوس مردوخ له مباشرة فور ظهوره، وحين وصل أستراليا توقع مردوخ أن تكون هذه التكنولوجيا الجديدة حقيقة بارزة في عالم الإعلام، وقرر روبرت شراء قناة تليفزيونية، وسافر إلى الولايات المتحدة لاكتساب الخبرة وشراء حزمة برامج لقناته الجديدة، فكانت أول قناة يمتلكها باسم "لاس فيجاس".
بحلول حقبة السبعينيات، قرر مردوخ التوجه لغزو سوق الولايات المتحدة للإعلام والصحافة، واشترى صحيفتين بقيمة 19 مليون دولار في سان أنطونيو بتكساس.
وكانت هاتان الصحيفتان انطلاقة لتأسيس إمبراطورية موردخ في أمريكا التي ضمت العديد من الشركات في مجال الإعلام.
وفي الثمانينيات، حصل مردوخ على الجنسية الأمريكية، وقرر الدخول في مجال الترفيه، وقام بشراء قنوات محلية ودمجها مع شبكته للقنوات" فوكس برودكاستين "، وفي العام نفسه اشترى شركة الإنتاج السينمائي" توينث سينشري فوكس"، ليكم عقد إمبراطوريته العملاقة المستمرة حتى هذا اليوم.