مالا تعرفينه عن مخاطر حقن التبييض.. تجميل مؤقت لأضرار مؤجلة
نرى كثير من الفتيات والسيدات يستخدمون وصفات تبييض الجسم وتفتيحه، ولعلّ هذا ما شجع على ابتكار طرق وتقنيات جديدة لتبييض الجسم، ومن أحدث هذه التقنيات إبر الجلوتاثيون.
والجلوتاثيون عبارة عن جزيئات ينتجها الجسم بشكل طبيعي، وموجود في كثير من الأطعمة والأغذية، ويتركّز الجلوتاثيون الطبيعي في الكبد، ويبقى معدله الطبيعيّ في الجسم في سنّ ما بين 30-50 سنة وثم يقل بنسبة 1%، ويعتبر الجلوتاثيون من مضادات الأكسدة، ويستخدم في علاج بعض الأمراض.
ويكتسب الجلوتاثيون فعاليتها نظراً لتكونها من ثلاث أحماض أمينية وهى: جلوتاميت، وسيستيين، وجلايسين.
وفي ذلك الصدد سلطت "الديار"، الضوء على تلك الإبر بعد أن تعالت العديد من الأصوات المنادية بحظر استخدامها والمُحذرة من مخاطرها.
وقال الدكتور أحمد راشد أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة المنصورة ان استخدام مادة (الجلوتاثيون) تعتبر مكونًا طبيعيًا يوجد في خلايا جسم الإنسان وتتألف من ثلاثة أحماض أمينية، هي (سيستين - جليسين - جلوتامات)، ولهذه المادة دور مهم كمضاد أكسدة يكافح تشكل الجذور الحرة، وبالتالي يحمي الجسم من التلوث ويحمي من تأثيرات الأشعة البنفسجية والإجهاد والمواد الكيميائية, ويلعب دورًا مهماً في تقوية جهاز المناعة، وله فوائد في علاج بعض الأمراض المزمنة؛ وتأثيره على الجلد يتمثل في معاكسة تشكل الجذور الحرة في الجلد، وبالتالي تخفيف علامات التقدم بالعمر وشيخوخة الجلد, وقد نال استخدامه في تبييض أو تفتيح الجلد انتشارًا واسعًا بين النساء والفتيات ولكنه يوجد له أضرار كثيرة.
وكشف راشد أنه عند تناول مادة الجلوتاثيون عن طريق الفم يتم تكسير الجزء الأكبر منها عن طريق أحماض المعدة وإنزيمات الكبد، وبالتالي لا يصل الجسم منها إلا كميات قليلة وبجرعات مناسبة وبسيطة لا تسبب أي ضرر، أما عند حقنها في الوريد فإنّها تثبط إنزيم التايروس الذى يتسبب العديد من البقع البيضاء الواضحة على الأظافر والجلد.
ويمكن أن تتسبب في إصابة النساء بالرعشة والقيء والغثيان بشكل دائم في بعض الأحيان ، كما يمكن أن تتسبب طلقات التبييض في تساقط الشعر والقلق الدائم والاكتئاب.
وقد يؤدي استخدام جرعات عالية من إبر التبييض إلى ظهور العديد من أعراض تفاعلات الحساسية والتي قد تظهر مثل (ضيق الصدر والطفح الجلدي ، تورم كثير في الجلد ، صعوبة في التنفس حيث يمكن أن يتسبب الاستخدام غير الصحيح لإبر التبييض في الإصابة بمتلازمة ستيفنز جونسون ، وهو مرض سام يقتل خلايا الجلد ويمكن لإبرة التبييض أن تجعل المريض يشعر بألم في البطن.
كما أشار راشد إلى أن بعض الأبحاث والدراسات التي تناولت خصائص إبر تبييض الجسم وآثارها المحتملة على المدى البعيد إلى أنها قد تُمثل خطورة بالغة على سلامة خلايا الجلد؛ حيث إن آلية عمل هذا النوع من الإبر التجميلية تعتمد على وقف إنتاج مادة الميلانين -مادة صبغية بروتينية- مما يؤدي إلى تفتيح لونها نسبياً، ومن المعلوم أن هذه المادة -الميلانين- بالغة الضرورة للحفاظ على صحة خلايا الجلد، ومن ثم فإن خفض معدلات إنتاجها في الخلايا يزيد من احتمالات التعرض للعديد من المخاطر الصحية.
وأضاف أستاذ الأمراض الجلدية أن انخفاض معدلاتها على هذا النحو يزيد من فرص وقوع الإصابة بحروق الشمس وحساسية الجلد أو ظهور البقع الداكنة، بل إن بعض الدراسات ذهبت إلى أن انخفاض مستويات تلك المادة قد يزيد من احتمالات وقوع الإصابة بمرض السرطان فلا يوجد اي اثبات علمي على فائدتها..والكثير من الناس لم يستفيدوا بعد اخذها فمويا او وريديا او بالعضل حيث تعتبر تجربة فاشلة .. المشكلة أن البعض يحقن بجرعات معينة يسبب لهم اضرار في الكلى..فلايوجد في الطب مسمى إبر التبييض أو حبوب التبييض فهي لاتفيد بل قد تعرض صحتك العامة للخطر.
ومن جانبه قال الدكتور حسين كشك أستاذ علم الأجتماع أن الانتشار الواسع لثقافة تبييض البشرة هي محاكاة وتقليد اعمى، بسبب كثافة التعرض والتأثر بالقنوات الفضائية، وأساليب الترويج من خلال مواقع التواصل الأجتماعى وما تروّج له من مفاهيم وثقافة، أدت إلى اهتزاز ثقة الفتيات بأنفسهن، وخلقت نوعاً من عدم الرضا عن البشرة السمراء، مقابل تعزيز مفهوم أن البشرة البيضاء هي الأجمل.
ودع كشك إلى قيام حملات توعوية اجتماعية وصحية لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، وحظر استخدام تلك الكريمات أو أبر التبييض ومكافحة تتداولها، إلى جانب استلهام مخزون التراث المصرى الاجتماعي، الشعري والغنائي، الذي يجعل من السمراء أيقونة تغنّى بها كثير من كبار المطربين المصريين فقد أصدرت منظمة الغذاء و الدواء تقريراً يحذر من استخدام حقن مادة الجلوتاثيون لتفتيح البشرة، و أعلنت أن استخدام الحقن لهذا الغرض غير مصرّح به مما يعني أنه لم يتم إجراء التجارب الكافية التي تضمن عدم حدوث تأثيرات جانبية أو مضاعفات نتيجة للحقن.
كما يُشير التقرير إلى أن استخدام حقن الجلوتاثيون بالجرعات المستخدمة لتفتيح البشرة (من 600-1200 مجم) يحمل خطراً على الصحة و قد ينتج عنه تأثيرات جانبية خطيرة.