جريدة الديار
الإثنين 25 نوفمبر 2024 05:14 صـ 24 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ماذا تعرف عن المرأة التي ستخلف جونسون برئاسة وزراء بريطانيا؟

في سن السابعة لعبت ليز تراس دور رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر في مسرحية مدرسية. لكن على عكس رئيسة الوزراء المحافظة التي فازت بأغلبية كبيرة في الانتخابات العامة في ذلك العام، لم تحقق تراس أي نجاح.

تضمنت المسرحية انتخابات وهمية. عام 2018 تذكرت تراس دورها في المسرحية قائلة: "انتهزت الفرصة وألقيت خطاباً صادقاً في الاجتماع الانتخابي لكن انتهى بي الأمر من دون الحصول على أي أصوات. حتى أنا لم أصوت لنفسي".

بعد تسعة وثلاثين عاما اغتنمت تراس الفرصة لتسير على خطى السيدة الحديدية بشكل حقيقي وتصبح زعيمة حزب المحافظين ورئيسة للوزراء.

وخاضت وزيرة الخارجية معركة ضد وزير المالية السابق ريشي سوناك الذي تقدم عليها في جميع الجولات الخمس للتصويت من قبل نواب حزب المحافظين.

لكن خبراء مكاتب المراهنات لطالما اعتبروا تراس المرشحة المفضلة للفوز بالسباق بعد أن أمضت سنوات في بناء علاقات مع روابط الناخبين وظلت موالية لبوريس جونسون خلال أحلك أيام رئاسته للوزراء.
لكنها من نواحٍ عديدة ليست من المحافظين التقليديين، فقد أبصرت ماري إليزابيث تراس النور مدينة في أكسفورد عام 1975. ووصفت والدها أستاذ الرياضيات ووالدتها الممرضة بأنهما "يساريان".

عندما كانت فتاة صغيرة شاركت والدتها في مسيرات ضد السلاح النووي قادتها "حملة نزع السلاح النووي"، وهي منظمة عارضت بشدة قرار حكومة تاتشر بالسماح بنشر رؤوس حربية نووية أمريكية في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في غرينهام كومون غرب لندن.
معلومات أساسية
العمر: 47 مكان الولادة: أكسفوردمكان الإقامة: لندن ونورفوكالتعليم: مدرسة راوندهاي في ليدز، جامعة أكسفوردالعائلة: متزوجة من المحاسب هيو أوليري ولديهما ابنتان مراهقتانالدائرة الانتخابية البرلمانية: جنوب غرب نورفوك
انتقلت العائلة إلى بيزلي غربي غلاسكو في اسكتلندا عندما كانت تراس في الرابعة من عمرها.

في حديثه إلى راديو بي بي سي 4 ، قال شقيقها الأصغر إن العائلة كانت تستمتع بألعاب مثل Cluedo و Monopoly وكانت ليز الشابة تكره الخسارة وغالبا ما كانت تتوارى عن الأنظار بدلاً من المخاطرة بعدم الفوز.

انتقلت العائلة فيما بعد إلى مدينة ليدز حيث التحقت تراس بمدرسة ثانوية حكومية في حي راوندهاي، وتحدثت عن "الأطفال الذين فشلوا في الدراسة بسبب ضعف الآمال التي كانت تُعلق عليهم في المدرسة" خلال فترة وجودها هناك.

عارض بعض من عاصرها خلال تلك المرحلة وصفها للأوضاع في المدرسة، ومن بينهم الصحفي في صحيفة الغارديان مارتن بينغلي، الذي كتب: "ربما تنشر سيرة حياتها بشكل انتقائي وترسم صورة سلبية عن المدرسة والمعلمين الذين علموها لتحقيق مكاسب سياسية".

بعد إنهاء دراستها في المرحلة الثانوية التحقت تراس بجامعة أكسفورد حيث درست الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وكانت تنشط في السياسة الطلابية في البداية في صفوف الديمقراطيين الأحرار.

في مؤتمر حزب الديمقراطيين الأحرار عام 1994 تحدثت لصالح إلغاء الملكية وقالت للمندوبين في برايتون: "نحن الديمقراطيون الأحرار نؤمن بتساوي الفرص للجميع. لا نؤمن بأن هناك أشخاص ولدوا ليحكموا".

طموحات ويستمنستر

خلال فترة وجودها في جامعة أكسفورد تركت تراس الديمقراطيين الأحرار، وانتقلت إلى صفوف حزب المحافظين.

بعد التخرج عملت محاسبة في شركة شل النفطية العملاقة وغيرها من الشركات الخاصة وتزوجت من زميلها المحاسب هيو أوليري عام 2000 ولديهما ابنتان.

ترشحت تراس عن حزب المحافظين في الانتخابات العامة لعام 2001 ، لكنها خسرت الانتخابات كما تعرضت للهزيمة في انتخابات 2005.

لكن طموحاتها السياسية لم تتراجع فقد تم انتخابها كعضو في مجلس بلدية غرينتش جنوب شرق لندن في عام 2006، وفي عام 2008 عملت أيضا نائبة لمدير مؤسسة الأبحاث "إصلاح" ذات التوجهات المحافظة.

وضع زعيم حزب المحافظين السابق ديفيد كاميرون تراس على "قائمة أ" للمرشحين الذين يحظون بأولوية الترشيح في انتخابات عام 2010 وتم اختيارها للترشح عن المقعد الآمن للحزب في جنوب غرب نورفوك الذي فازت به بأكثرية 13 ألف صوت.

لكن في عام 2012 واجهت معركة ضد إلغاء تمثيلها لدائرتها الانتخابية من قبل جمعية حزب المحافظين الانتخابية بعد أن تم الكشف عن علاقتها الغرامية مع زميلها في مجلس العموم عن حزب المحافظين مارك فيلد قبل خمس سنوات.

لكن معارضيها في الدائرة الانتخابية ذات الطابع الريفي إلى حد كبير، فشلوا في النهاية في محاولتهم للإطاحة بها.

وشاركت تراس في تأليف كتاب بعنوان "بريطانيا متحررة من القيود" والذي دعا إلى إلغاء الدور التنظيمي للدولة لتعزيز مكانة المملكة المتحدة في العالم، وباتت مدافعة بارزة عن سياسات حرية السوق في صفوف حزب المحافظين.

وفي سبتمبر من عام 2012 وبعد ما يزيد قليلاً عن عامين من عضويتها في مجلس العموم، دخلت الحكومة نائبة لوزير التعليم.

اصطدمت مع نائب رئيس الوزراء نيك كليغ من حزب الديمقراطيين الأحرار بشأن إصلاح المدارس، لكن كاميرون منحها منصباً أكثر أهمية في الحكومة عام 2014 حيث أوكل إليها منصب وزيرة البيئة.

وفي مؤتمر حزب المحافظين لعام 2015 تعرضت تراس للسخرية بعد أن قالت في خطاب عاطفي لها أمام المؤتمر: "نحن نستورد ثلثي الجبن لدينا، يا للعار".

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
بعد أقل من عام من ذلك شهدت بريطانيا أكبر حدث سياسي على مدى عقود حيث جرى استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقفت تراس الى جانب دعاة البقاء في الاتحاد الأوروبي وكتبت في صحيفة صن أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون "مأساة ثلاثية: المزيد من القواعد والمزيد من الإجراءات الورقية و المزيد من التأخير عند الاتجار مع الاتحاد الأوروبي".

لكن بعد فوز دعاة الخروج من الاتحاد الاوروبي غيرت رأيها وقالت إن هذه الخطوة توفر فرصة "لتغيير طريقة عملنا" في المملكة المتحدة.

وفي عام 2016 أصبحت وزيرة العدل في عهد رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وانتقلت في العام التالي لشغل منصب نائبة وزير الخزانة وهو منصب وضعها في قلب البرنامج الاقتصادي للحكومة.

بعد أن أصبح بوريس جونسون رئيسا للوزراء في عام 2019، انتقلت تراس إلى منصب وزيرة التجارة الدولية مما وفر لها الفرصة لمقابلة ساسة ورجال أعمال عالميين للترويج للشركات البريطانية.

في عام 2021 عندما كانت تبلغ من العمر 46 عاما انتقلت إلى واحدة من أرفع الوظائف في الحكومة وتولت منصب وزيرة الخارجية عندما نقل جونسون دومينيك راب إلى منصب وزير العدل.

في هذا الدور سعت تراس إلى حل المشكلة المعقدة لبروتوكول أيرلندا الشمالية من خلال إلغاء أجزاء من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة انتقدها الاتحاد الأوروبي بشدة.

كما نجحت تراس في الإفراج عن نازانين زاغاري راتكليف وأنوشه عاشوري (بريطانيتان من أصول إيرانية) من السجن في إيران.

وعندما غزت روسيا أوكرانيا في فبرايرالماضي، اتخذت موقفا متشددا وأصرت على ضرورة طرد جميع قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من البلاد.

لكنها واجهت انتقادات بعد أن أعربت عن دعمها للبريطانيين الذين قد يرغبون في الذهاب إلى أوكرانيا للقتال ضد القوات الروسية.

"معارضة للإعانات الاجتماعية"
وبطبيعة الحال فإن حملة تروس لقيادة حزب المحافظين لم تخل من الجدل.

وبعد أن تعرضت لضغوط بشأن كيفية معالجة أزمة تكاليف المعيشة، قالت إنها ستركز جهودها على "خفض العبء الضريبي، وليس توزيع الإعانات".

كما أُجبرت على إلغاء خطة لربط أجور القطاع العام بتكاليف المعيشة الإقليمية، فقد جوبهت تلك الخطة برد فعل عنيف من كبار المحافظين الذين قالوا إن ذلك سيعني منح رواتب أقل لملايين العمال خارج لندن.

ووصفت تراس الوزيرة الأولى الاسكتلندية نيكولا سترجين بأنها "شغوفة بلفت الانتباه إليها"، مضيفة أنه من الأفضل "تجاهلها".

خلال زيارتها لروسيا في فبراير الماضي قبيل بدء الحرب في أوكرانيا كانت تراس ترتدي قبعة مستديرة من الفرو شبهها المراقبون بأخرى كانت ترتديها تاتشر خلال رحلة لها إلى معسكر تدريب لحلف الناتو في عام 1986.

وبعد أن انضمت إلى سباق قيادة حزب المحافظين ارتدت قميصا أبيضا له عقدة كبيرة خلال إحدى المناظرات التلفزيونية، شبيه بذلك الذي كانت ترتديه تاتشر.

فهل كانت توجه بشكل متعمد بعض الرسائل وهي تحاول أن تصبح ثالثة رئيسة وزراء في تاريخ المملكة المتحدة؟

قالت تراس لـمحطة جي بي نيوز التلفزيونية: "إنه أمر محبط للغاية أن تقارن السياسيات دائما بمارغريت تاتشر بينما لا يقارن السياسيون الذكور بتيد هيث".

لكن مثل هذه المقارنات ربما لا تمثل نقيصة أو نقطة سلبية عندما يتعلق الأمر بمحاولة كسب تأييد حوالي 160 ألف عضو في حزب المحافظين.