مفاجأة: مخزون البن في مصر لايكفى شهرا (تعرف على السبب)
أعلنت شعبة البن التابعة للغرفة التجارية في مصر، عن وجود "نقص كبير" في مخزون القهوة، وكشفت عن أن الموجود من البن يكفي مدة "لا تتجاوز شهرا واحدا".
وأرجع رئيس شعبة البن بغرفة القاهرة التجارية، حسن فوزي، السبب في ذلك إلى "الصقيع الذي حدث في دولة البرازيل نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري، وأتلف أكثر من 25 بالمئة من المحصول، وتسبب في قلة المعروض".
وأكد فوزي لموقع "سكاي نيوز عربية": "البرازيل هي الدولة الأولى والأكبر عالميا في إنتاج البن، ومع قلة المعروض سيحدث ارتفاع بالتبعية في الأسعار، بعد اللجوء لعدد من الدول الأخرى التي تقوم بإنتاجه".
وأشار إلى أن مصر "تستورد 100 بالمئة من المحصول، لعدم ملاءمة مناخها لإنتاجه، حيث يحتاج لدرجة حرارة مرتفعة ورطوبة عالية".
وأوضح المسؤول المصري: "ارتفاع سعر البن في مصر له عدة أسباب، من بينها نقص المحصول العالمي وتأخر خروج البضاعة الموجودة في الموانئ، وارتفاع أسعار الغرامات والأرضيات التي يتحملها المستوردون".
وتشير الأرقام الصادرة عن شعبة البن المصرية، إلى أن أسعار البن ارتفعت الضعف خلال النصف الثاني من العام الماضي، بعد ارتفاعها 8 مرات متتالية، وذلك بسبب تأثير الطقس على الإنتاج، وارتفاع تكلفة الشحن من ألفي دولار للحاوية إلى 10 آلاف دولار.
وأردف فوزي: "من بين الأسباب التي جعلت هناك قلة في المعروض من البن في مصر، أزمة فيروس كورونا، واضطراب سلاسل التوريد العالمية، وغلق فيتنام للتصدير، حيث تعد هي الأخرى من أكبر دول العالم في إنتاج البن".
وعن الحلول المتاحة، أكد أنه "يجب أن تكون هناك سرعة في تدابير الاستيراد، وخروج البضائع من الموانئ للسوق المصري، لسد أي عجز قد يحدث، ومحاولة السيطرة على ارتفاعات أسعار البن، وتخفيف العبء على المستوردين، خاصة أنه من السلع الأساسية التي يتناولها معظم الناس بشكل دائم".
ووفقا لإحصائيات رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن قيمة الواردات المصرية من البن غير المحمص وصلت إلى 84 مليونا و508 آلاف دولار، خلال الـ8 أشهر الأولى من عام 2021.
بينما يتدنى حجم الاستهلاك السنوي للفرد بنحو 200 غرام فقط، مقارنة بأميركا التي يصل فيها حجم استهلاك الفرد لنحو 9 كيلوغرامات سنويا، ونحو 3 كيلوغرامات في لبنان والجزائر.
وأوضح أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية، خبير استشاري البلديات الدولية، حمدي عرفة، أن "زراعة البن لها خصائص محددة، أهمها زراعتها تحت شجر المانغو، الذي يصل طوله إلى 9 أمتار، في حين يصل طول شجر البن إلى مترين أو 3 على الأكثر".
وتابع لموقع "سكاي نيوز عربية": "أفضل شيء لزراعة البن هو الضوء غير المباشر، ووجود أراضي حمضية، وتربة عميقة تحتوي على صرف زراعي متميز، بجانب أنها تحتاج لتشبع رطوبي، وشتاء غير بارد".
واستطرد: "القهوة محصول استوائي، ومصر تقوم باستيرادها بما يقارب الأربعة مليارات جنيه سنويا. المخزون بدأ في التناقص بشكل ملحوظ الفترة الأخيرة، وذلك يرجع لفقدان البرازيل لكم كبير من محصولها، إضافة لوقف استيرادها في مصر لعدم وجود عملة كافية".
وتطرق عرفة إلى حلول من الممكن أن تساهم في تلافي مثل هذه المشكلات مستقبلا، قائلا: "لدينا معاهد كثيرة خاصة بالزراعة ومراكز للبحوث الزراعية. يجب إنتاج شتلات خاصة بالقهوة واستيرادها من الخارج وزراعتها في مصر، فهذا الملف لو تم التعامل معه بشكل مثالي، سيوفر لمصر 88 مليار جنيه من التصدير على الأقل، بجانب حلق فرص للعمالة المختلفة، وتوفير للعملات الأجنبية".
كما أوضح أن "قانون الإدارة المحلية رقم 43 لسنة 1979 يسمع للمحافظين التنسيق مع الوزارات المعنية بالأمر، كوزارتي الزراعة والري، لذلك فكل ما نحتاجه هو مجموعة تنسيقية في المحافظات، ووضع اليد على المناطق الصالحة لزراعة البن، وأهمها محافظة الإسماعيلية، التي تتمتع بوفرة زراعية في محصول المانغو".
في الوقت نفسه، قدمت استشارية البكتيريا والمناعة والتغذية ورئيسة قسم البكتيريا بمستشفى جامعة القاهرة، نهلة عبد الوهاب، نصائح للمواطنين الذين يتناولون القهوة باستمرار.
وقالت: "لا تجعلوا القهوة مشروبكم الأول والأساسي، فعلى الرغم من فائدتها وما تحتويه من مضادات أكسدة، خاصة القهوة الخضراء، فإن الإكثار منها يسبب مشكلات كبيرة".
وتابعت لموقع "سكاي نيوز عربية": "النوم العميق من أهم أسباب زيادة مناعة الجسم، والمعدل الطبيعي لتناول القهوة يوميا هو فنجانين فقط، وما تحدثه كثرة القهوة من اضطراب في النوم، تجعل الشخص يشعر بشكل دائم بالتعب والإرهاق".
وأكدت عبد الوهاب: "القهوة سريعة الذوبان أو المضاف إليها مواد مُبيضة أو زيوت نخيل غير مفيدة للصحة على الإطلاق، ومن الممكن أن تصيب الشخص الذي يتناولها بكثرة بتصلب في شرايين القلب".
كما نوهت إلى أنه في حال وصل الفرد إلى "مرحلة الإدمان"، فيجب التخلص منها عن طريق "التقليل تدريجيا وليس التقليل فجأة، بجانب تناول القهوة التي لا تحتوي على الكافيين، للمساهمة في سرعة تخلص الجسم منها".