جريدة الديار
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 07:18 مـ 2 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

النهاردة ذكرى رحيل زعيم الأمة سعد زغلول

نحيي اليوم الذكرى ال٩٥ لرحيل الزعيم المصري وقائد ثورة 1919 سعد زغلول أحد أهم الزعماء في تاريخ مصر والعالم العربي وهو أو من طالب باستقلال مصر.

تضاربت الأنباء حول تاريخ ميلاد سعد زغلول الحقيقي، فمنهم من أكد أنه ولد في يوليو عام 1857 وآخرون أكدوا انه ولد في يوليو من العام 1858م، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه من مواليد يونيو 1860م.

ولد الزعيم سعد زغلول في قرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقا بمركز مطوبس حاليا مديرية الغربية سابقا محافظة كفر الشيخ حاليا.

كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمره خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، من أسرة ريفية مصرية.

تلقى سعد زغلول تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873م تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني، ثم عمل معه في الوقائع المصرية.

انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي، اشتغل بالمحاماة لكن قبض عليه عام 1883م بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بجمعية الانتقام.

وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز عن طريق الملكة نازلي، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية ثم تزوج من ابنة مصطفى فهمي باشا رئيس وزراء مصر السيدة صفية زغلول وكانت ناشطة وثائرة مصرية وقد لقبت بأم المصريين، وتعلم سعد أيضا اللغة الفرنسية ليزيد من ثقافته الواسعة.

عين سعد زغلول وكيلا للنيابة العامة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين و ترقى حتى صار رئيساً للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892 ثم قاضيا.

انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه تحرير المرأة.

في عام 1906 تم تعيينه ناظراً للمعارف ثم عين في عام 1910 ناظرا للحقانية، وفي عام 1907 كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس الجامعة الأمريكية حاليا وتعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.

كما ساهم سعد زغلول أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907م وتولّى رئاسته في 18 يوليو 1907 م وأصبح نائباً عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية، و

بعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة جماعة الوفد فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية.

خطرت لسعد زغلول فكرة تشكيل الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918م ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف في لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولي عام 1918م.

تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين، أطلقوا على أنفسهم الوفد المصري، ليتم

اعتقال سعد زغلول ونفيه إلى جزيرة مالطا في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس ١٩١٩ فانفجرت ثورة ١٩١٩ التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول.

اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.

لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقى الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى·

في عام 1921 برزت الخلافات بين سعد زغلول وبعض أعضاء الوفد فصل على أثرها عشرة من أعضاء الوفد رغم أنهم كانوا أغلبية، حينها قال كلمته المشهورة، المسألة ليست مسألة أغلبية وانما مسألة توكيل، فأخضع بهذه الكلمة القاعدة الديمقراطية للقاعدة القانونية.

دخل سعد الانتخابات البرلمانية عام 1923م ونجح فيها حزب الوفد باكتساح، ثم تولى رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتى عام 1924م حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودان والتي اتخذتها سلطات الاحتلال البريطاني ذريعة للضغط على الحكومة المصرية حيث وجه اللورد اللنبي إنذارا لوزارة سعد زغلول يطالب فيه بتقدم الحكومة المصرية اعتذارا عن هذه الجريمة، وتقديم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب

تقديم تعويض مقداره نصف مليون جنيه إسترليني للحكومة البريطانية، وأن تنسحب القوات المصرية من السودان، وتقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة قطنا في السودان.

كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إلى إبعاد مصر عن السودان لتنفرد بها بريطانيا ووضع السودان ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر.

وافق سعد زغلول على النقاط الثلاثة الأولى ورفض الرابعة، فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته.

وقام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء.

فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الإسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م.

وتم قبول استقالته في 24 نوفمبر عام ١٩٢٤، وخاض صراعا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927م، وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب.

وتوفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927م، ودفن في ضريح سعد المعروف ببيت الأمة بالمنيرة بالسيدة زينب الذي شُيّد عام 1931 ليُدفن فيه زعيم أمة وقائد ثورة ضد الاحتلال الإنجليزي (ثورة 1919م).