خبير اقتصادي يكشف أسباب تراجع أسعار النفط عالميا وتأثيره على معدلات التضخم
رصد أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية، أسباب تراجع أسعار النفط عالميا هذه الأيام وذلك يرجع إلى التخوف العالمي من التباطؤ الاقتصادي والركود، إضافة تراخي في الطلب على النفط وزيادة في العرض خاصة بعد خفض البنك المركزي الصيني أسعار الإقراض بعد تباطؤ اقتصادي في يوليو الماضي وتعرض المصانع للإغلاقات وتقلص نشاطها، إضافة لانخفاض التوقعات العالمية لنمو الناتج المحلي الصيني بسبب سياسة الصين الصارمة للوصول لصفر كوفيد وهي تعد أكبر الدول المستوردة للنفط عالميا .
وأضاف "غراب" أن من أبرز أسباب انخفاض أسعار النفط هو زيادة الإنتاج الأمريكي للنفط وزيادة المعروض منه، إضافة لتراجع مخزون النفط الأمريكي بعد تصدير كمية تبلغ 5 مليون برميل من النفط يوميا الفترة الماضية لدول الاتحاد الأوروبي لتعويض النفط الروسي، إضافة إلى التوصل لاتفاق بين ايران وأمريكا وأوروبا بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني وهذا قد يؤدي إلى زيادة ضخ النفط الإيراني في الأسواق بمعدل يتخطى الـ 5 مليون برميل عند رفع العقوبات على صادرات النفط الإيرانية .
وأشار إلى أن من الأسباب أيضا زيادة ضخ النفط الليبي في الأسواق العالمية بمعدلات كبيرة يوميا، إضافة إلى أن أكبر المستهلكين على الاطلاق للنفط وهما الصين والهند يقومون بشراء النفط الروسي بكميات كبيرة وتقديم روسيا عروضا لهم بخفض سعره وهذا أدى إلى إحجام على شراء النفط الإيراني وغيره الذي يباع بالسعر العادي في الأسواق ما زاد من العرض وقل الطلب وخفض الأسعار، هذا بالاضافة إلى أن مؤشرات تباطؤ نمو الاقتصاد والانكماش في الصين وأمريكا وأوروبا تقلل من الطلب على النفط، مؤكدا أن هذا ينذر بانخفاض أسعار النفط لأقل من سعره الحالي الفترة القادمة .
ولفت إلى أن وجود زيادة في الإمدادات السعودية وزيادة صادرات الإمارات من النفط إلى أوروبا والعالم، ساهم في خفض سعره أيضا، متوقعا انخفاض أسعار البترول في الأيام القادمة، موضحا أن انخفاض أسعار البترول عالميا يساهم في خفض أسعار الوقود وبالتالي هذا ينعكس على خفض أسعار وتكلفة النقل والشحن ومن ثم يساهم في خفض أسعار السلع وهذا ينعكس بالايجاب على خفض معدلات التضخم عالميا .