بعد شائعات تخدير وخطف الفتيات .. الكذبة فى ”شكة دبوس”
شعبان : التخدير يحتاج لحقن في الوريد بجرعات كبيرة
أبوحطب : الحديث عن تسببها في إغماءة "غير علمي"
الصحة : لو كان الأمر صحيحا لكانت المستشفيات أول من استخدمها
نورالدين : الكتائب الالكترونية للإخوان وراء انتشار الفيديوهات
تحقيق – إسلام مقلد
انتشرت مؤخراً مقاطع فيديو توعوية على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تحذر من نوع جديد من الخطف سواء للأطفال أو الكبار من خلال الوخذ بإبر مخدرة "شكة دبوس" أثناء التواجد بالمواصلات العامة ليتم بعدها تخدير الضحية ومن ثم اصطحابة الى جهة غير معلومة بعد ايهام المارة أنه أحد أقارب الضحية.
تلك الفيديوهات تسببت في مخاوف العديد من الأسر لدرجة دعت البعض لعدم النزول منفرداً خشية الوقع في براثن هؤلاء المحتالين الذين لم يتم القبض على أي منهم حتى الآن.
"الديار" حرصت على استطلاع آراء العديد من المتخصصين للوقوف على حقيقة هذا الأمر، خصوصاً بعد انتشار وتنوع تلك الفيديوها التي اتخذت شكلاً درامياً أقرب للحقيقة.
وفي تصريح خاص لـ"الديار" أكد الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة أن كل ما يثار حول الابر المخدرة عار تماماً من الصحة وأنه لم يثبت صحتها حتى الآن.
وأفاد بأنه كطبيب جراح يتمنى أن يكون هناك تخدير بشكة دبوس، فهذا الأمر سيسهل العمليات الجراحية كثيراً، مضيفاً " علميًا لا يوجد ما يسمى التخدير بشكة الدبوس .. فلو كان هناك مثل هذا الأمر لكانت المستشفيات أول من استخدمها".
من جانبه علق الدكتور جمال شعبان أستاذ كهرباء القلب وعميد معهد القلب سابقا على الشائعات التى ترددت مؤخراً حول وجود حوادث خطف للأطفال والفتيات تحديداً وتخديرهن بشكة دبوس قائلا : هذا الأمر مستحيل علمياً.
وأوضح أن التخدير الكلي يحتاج إلى حقن في الوريد بجرعات معينة ليست قليلة، و أن الأمر ليس بالبساطة ولا السهولة التي يعتقدها الناس، متسائلاً "ما هي المادة السحرية التى تفقد الشخص وعيه بشكة تحت الجلد".
ولفت إلى أن أطباء التخدير داخل غرف العمليات يقومون بالحقن مباشرة في الدم بجرعات غير قليلة، وفي أحيان كثيرة يستعصي فقدان الشخص للوعي، ساخراً من تلك المعلومات بقوله "إنهم يدعون إلي طب جديد".
وفي سياق متصل قال الدكتور محمد أبوحطب، استشاري الرعاية المركزة والتخدير بجامعة الأزهر، إن الحديث عن تسبب "شكة دبوس" في إحدث إغماءة "كلام غير علمي".
وأوضح إن التخدير له اشتراطات، ففي حالة الحقن العضلي فإنه لا يتم التخدير سريعًا بل يستغرق نحو 10 إلى 15 دقيقة لحين امتصاص المخدر في الدورة الدموية.
أما في حالة الاستنشاق وهو الذي يتم استخدامه مع الأطفال، حيث يحصل الطفل على أكسجين مُحمّل بمادة مخدرة تدخل على الرئتين وتصل للدم ثم عقل المريض وهذا يأخذ وقتًا من 3 لـ 5 دقائق حسب نوع المخدّر.
ولفت أبو حطب إلى أن حالة واحدة مع الحيوانات، يتم فيها استخدام مسدس محمل عليه سرنجة يتم إلقائها على الحيوان وتكون حقنة عضل وتأخذ وقتا حتى الإغماء.
شائعات مغلوطة
وحول حقيقة ذلك الأمر من عدمه قال اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني، إن انتشار شائعات الخطف وتخدير المواطنين بواسطة شكة الدبوس، كما يطلق عليها، ما هى إلا معلومات مغلوطة تروج لها الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوانية الإرهابية عبر منصات السوشيال ميديا المختلفة.
وأكد أن تلك المعلومات يتم بثها بهدف إثارة القلق والذعر بين مختلف أطياف الشعب المصري البسيط الذي من الممكن بكثرة تداول تلك المعلومات المغلوطة أن يتجه إليها ويصدقها.
وأردف بأن تلك الكتائب الإلكترونية تسعى لنشر اليأس والقلق بين الناس واللعب على أوتار المواطنين البسطاء والتشكيك في مؤسسات الدولة من خلال نشر أخبار كاذبة ومغلوطة بوجود حالات اختطاف كثيرة وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط تلك العصابات، وهو أمر يخالف الحقيقة تماماً.
وأكد نور الدين أن تلك الكتائب الإلكترونية مصابة بالغباء بنشرهم تلك المعلومات المغلوطة بين المواطنين وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، والتى دائما ما تفشل وتنجح الأجهزة المختصة فى ضبطها وكشفها أمام المواطنين بكل شفافية.
وطالب هيئة الإستعلامات بأن تخرج وتعلن للمواطنين حقيقتها، وكذلك الوزارات المختصة، عليهم العمل على ضبط القائمين علي مروجي تلك الشائعات.
وأكد أن الأخطر من ذلك هو قيام تلك الكتائب الإلكترونية بنشر تلك الشائعات من خارج البلاد، وهم لا يعلمون شيئا عن الحقيقة داخل المجتمع المصري.
3 وقائع كاذبة فى الإسماعيلية والمرج وكفر الدوار
رصدت الأجهزة الأمنية تداول منشور على إحدى الصفحات على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" تحت عنوان (جريمة "شكة دبوس" تصل الإسماعيلية والفتاة ألقت بنفسها من التاكسى) ، تضمن الإدعاء بتعرض إحدى السيدات للتخدير أثناء استقلالها سيارة أجرة بالإسماعيلية.
وبالفحص تبين عدم صحة ما تضمنه المنشور المشار إليه من إدعاءات وأن حقيقة الواقعة تتمثل فى أنه حال إستقلال إحدى السيدات المقيمة بدائرة مركز أبوصوير بالإسماعيلية سيارة أجرة "تاكسى" بدائرة مركز الإسماعيلية، وحال وصولها شعرت بحالة إعياء شديدة وإغماء فقام الأهالى المتواجدين فى المكان والسائق بالإتصال بمرفق الإسعاف وتم نقلها إلى المستشفى لتلقى العلاج.
وبسؤال السيدة المشار إليها أفادت بعدم تعرضها لشئ وأنها كانت تستقل السيارة المشار إليها بمفردها ووصولها إلى المستشفى عقب شعورها بحالة إعياء وبحوزتها كافة متعلقاتها الشخصية.
وبسؤال سائق السيارة أيد ما جاء بأقوال السيدة وأنها كانت تستقل السيارة بمفردها ولم يرافقها أحد.
شائعة تخدير وخطف بمواد سائلة
كما رصدت أجهزة وزارة الداخلية مقطع فيديو تم تداوله على أحد الحسابات عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" متضمناً الادعاء بتعرض إحدى السيدات للتخدير عن طريق سكب مادة سائلة عليها حال استقلالها مركبة "توكتوك" بدائرة قسم شرطة المرج بالقاهرة وبالفحص تبين عدم صحة ما تضمنه مقطع الفيديو من إدعاءات.
وبسؤال السيدة المشار إليها ، نفت تعرضها للتخدير وأكدت أنها بتاريخ 16 يونيو 2022 وحال استقلالها مركبة "توكتوك" بمنطقة المرج فوجئت بقيام إحدى الفتيات أثناء لهوها مع أُخرتين بإلقاء كيس "مياه" تجاهها، فترجلت من المركبة وأمسكت بإحداهن ما أدى لتجمع الأهالي وشعورها بحالة إعياء نظراً لظروفها الصحية.
وبسؤال قائد المركبة المشار إليها أيد ما جاء بأقوالها، وبتكثيف التحريات أمكن تحديد مرتكبي الواقعة 3 فتيات مقيمات بدائرة القسم تم ضبطهن، وبمواجهتهن اعترفن بارتكاب الواقعة ، وقيامهن بإلقاء كيس "مياه" تجاه مركبة "التوكتوك" بقصد اللهو.
كما أمكن التوصل إلى القائم على نشر مقطع الفيديو (مقيم بدائرة قسم شرطة النزهة بالقاهرة) وباستدعائه وسؤاله أقر بقيامه بنشر الفيديو لاعتقاده بصحته، مؤكداً حذفه عقب علمه بحقيقة الواقعة ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك.
تخدير مدرسة بالبحيرة
كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، حقيقة ما تم تداوله بمقطع فيديو عبر إحدى الصفحات على موقع "يوتيوب" تزعم خلاله المتحدثة بمقطع الفيديو تعرض مُدرسة بإحدى المدارس بمدينة كفرالدوار بالبحيرة للتخدير من إحدى السيدات وذلك حال خروجها من المدرسة فقامت بالصراخ والاستغاثة وتمكنت المتهمة من الهرب حال تجمع الأهالى.
وبالفحص تبين عدم صحة ما جاء بمقطع الفيديو المشار إليه وأن وأنه بتاريخ 8 يونيو 2022 تلقى قسم شرطة كفر الدوار بلاغاً من إحدى السيدات مقيمة بدائرة القسم يفيد بأنه أثناء تواجدها بأحد الشوارع بدائرة القسم، قامت إحدى السيدات بالاصطدام بها مما أدى لاختلال توازنها وسقوطها أرضاً، وقامت بمغافلتها أثناء ذلك وسرقة مبلغ مالى من حقيبة اليد الخاصة بها.
وعقب تقنين الإجراءات تمكن قطاع الأمن العام بمشاركة إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن البحيرة من تحديد وضبط مرتكبة الواقعة التي اثبتت التحريات أن لها معلومات جنائية و مقيمة بدائرة القسم.
وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة وأرشدت عن الـمبلغ المالى المستولى عليه وباستدعاء الـمُبلغة وسؤالها عن مضمون ما جاء بمقطع الفيديو المشار إليه نفت معرفتها بالمتحدثة بمقطع الفيديو وعدم علمها بمصدر المعلومات التى أوردتها بالمقطع، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية.