تسريبات صوتية للمالكى تهز العراق ..ومراقبون يحذرون من منحنيات خطيرة
حذر مراقبون عراقيون اليوم الجمعة، من التوتر الحاصل بين مختلف الأطراف في العراق من أن يأخذ البلاد، إلى منحنيات خطيرة، فى ظل غياب خطاب التهدئة، فضلا عن التنافس المحموم على الحكومة المقبلة وشكلها، وكذلك آلية اختيار رئيس الوزراء.
هذا، وأحدثت تسريبات صوتية منسوبة إلى رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ضجة واسعة في الأوساط السياسية والشعبية، وسط تحذيرات من ارتفاع منسوب الاستفزاز بين تلك الأطراف، وهو ما سيلقي بظلاله على الساحة العراقية.
وبدوره، فقد نشر الناشط والصحافي العراقي، علي فاضل، المقيم في الولايات المتحدة، هذاالتسريب المنسوب للمالكي، حيث يتناول فيه جملة قضايا، أبرزها علاقته بالصدريين، حيث اتهم الصدر، بأنه "قاتل"، كما اتهم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بأنه سعى إلى ضرب الشيعة، عبر احتضان النازحين من السنة، وكذلك قياداتهم.
كذلك، تساءل المالكي، "كم قتل مقتدى الصدر من بغداد؟، وخطف بسيارات البطة (تويوتا كراون)" وأكد المالكي: "أردت جعل الحشد الشعبي مشابهاً للحرس الثوري الإيراني".
لذا، جاء هذا التسريب في ظل خلافات محتدمة بين الصدر والمالكي حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، على الرغم من انسحاب الصدر.
إلي ذلك، ردا مقتدي الصدر في أول تعليق له على تلك التسريبات قائلاً: "لا تكترثوا بالتسريبات، فنحن لا نقيم له وزنا"، في إشارة للمالكي.
فيما أضاف في تغريدة عبر "تويتر" أن "صوت الجمعة أعلى من أي احتجاج آخر، وإني لن أدخل في فتنة أخرى، والخيار للشعب، وإني داعم له سابقاً وفي الأيام المقبلة، إن أراد الوقوف من أجل مناصرة الإصلاح“، وفقا لتعبيره.
ويشار إلى أن هذه الضجة تأتي في توقيت حرج، حيث يسعى التيار الصدري، لإطلاق الصلوات الموحدة، وهو مسار احتجاجي من نوع آخر، حيث جاءت تلك الخطوة في سياق التنافس مع "الإطار التنسيقي" على رغم انسحاب الصدر من مشاورات تشكيل الحكومة، واستقالة نواب الـ (73).
ولاشك ،ان الأوساط السياسية في البلاد قد انشغلت، وكذلك الشعبية، بتلك التسريبات، إذ تداولها نشطاء على نطاق واسع، خاصة وأنها جاءت في توقيت حرج، إذ يستعد "الإطار التنسيقي"، لوضع اللمسات الأخيرة على عملية ترشيح رئيس الوزراء الجديد.
و تزامنت هذه التسريبات مع الصلوات الموحدة التي أطلقها التيار الصدري، حيث أسهمت في تعميق الخلاف بين أتباع التيار، وأنصار المالكي.
بدوره، يرى المحلل السياسي، عماد محمد، أن "تلك التسريبات بغض النظر عن صحتها فهي واقع ومعروف لدى الشعب العراقي، لكنها ستكون حجر الزاوية في منع المالكي من ولاية ثالثة، حيث يسعى إلى ذلك، بدعم من قوى الإطار التنسيقي، لكن بعد تفجر تلك التسريبات، يبدو أن أولويات قوى الإطار اختلفت، وأعتقد أنها ستتجه نحو شخصية مقبولة، لضمان عدم استفزاز الصدريين".
وفي مارس2008 بدأ العداء بين الطرفين، حين قاد المالكي عملية عسكرية ضارية سُمّيت "صولة الفرسان" استهدفت جيش المهدي بقيادة الصدر، حيث تحولت خلالها مدينة البصرة العراقية لساحة حرب حقيقية.
وأودت تلك المعركة، بخسائر بشرية من الطرفين قدرت بـ1500 قتيل، بينما بلغت الخسائر المادية للعراق نحو 27 مليون دولار،وفق تقارير إعلامية، وفيها حاصر جيش المهدي القصر الرئاسي وبداخله نوري المالكي، واستعان الأخير بالمروحيات لقصف تلك التجمعات.