ما هو شرط بوتن لتفادي ”أزمة غذاء” عالمية ؟
إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من المعاناة والأزمة الإنسانية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، لوجدنا أن الاقتصاد العالمي بأكمله سيشعر بآثار تباطؤ النمو وزيادة سرعة التضخم وسوف تتدفق هذه الآثار من خلال ارتفاع أسعار السلع الأولية كالغذاء والطاقة سيدفع التضخم نحو مزيد من الارتفاع، مما يؤدي بدوره إلى تآكل قيمة الدخول وإضعاف الطلب وبما أن روسيا وأوكرانيا من أكبر البلدان المنتجة للسلع الأولية، فقد أدت انقطاعات سلاسل الإمداد إلى ارتفاع الأسعار العالمية بصورة حادة، ولا سيما أسعار النفط والغاز الطبيعي. وشهدت تكاليف الغذاء قفزة في ظل المستوى التاريخي الذي بلغه سعر القمح، حيث تسهم كل من أوكرانيا وروسيا بنسبة 30% من صادرات القمح العالمية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن
في اتصال مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو دراغي أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ، اليوم الخميس ، ، أن موسكو مستعدّة لتقديم "مساهمة كبيرة" لتفادي أزمة غذاء عالمية تلوح في الأفق شرط أن يرفع الغرب العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا .
تخطي أزمة الغذاء
وقال الكرملين، في بيان إثر الاتصال : " شدد فلاديمير بوتن على أن روسيا الاتحادية جاهزة لتقديم مساهمة كبيرة لتخطي أزمة الغذاء من خلال تصدير الحبوب والأسمدة، شرط رفع القيود الغربية ذات الدوافع السياسية " .
وأضاف : " بوتن أكد أن روسيا على استعداد لمواصلة إمداد إيطاليا بالغاز دون انقطاع " .
رئيس الوزراء الإيطالي
من جهتها ، كشفت روما بعد الاتصال الهاتفي أن رئيس الوزراء الإيطالي والرئيس الروسي ناقشا الموقف في أوكرانيا وأزمة الغذاء وتأثيرها على الدول الفقيرة .
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قال فلاديمير بوتن إن الغرب سيفشل في محاولاته لعزل روسيا وسيواجه مشكلات اقتصادية أكبر.
رئيس الوزراء الإيطالي
وذكر، خلال حديثه أمام أعضاء المنتدى الاقتصادي الأورو آسيوي، أن روسيا لن تغلق على نفسها وتنعزل عن التعاون الدولي .
وأشار بوتن إلى التحديات الاقتصادية المتزايدة في الغرب ومنها " التضخم الذي لم ير منذ 40 عاما وارتفاع معدلات البطالة واضطراب سلاسل الإمداد وتفاقم الأزمة العالمية في مجالات حساسة مثل الغذاء " .
وتابع : " هذه ليست مزحة ، هذا أمر خطير سيكون له أثر على نظام كامل من العلاقات الاقتصادية والسياسية " .