بوادر انفراجة في الأزمة السياسية السودانية بعد تعهدات البرهان
يبدو أن المشهد السياسي بالسودان على وشك حدوث بوادر انفراجة في الأزمة السياسية بالبلاد فى انتظار تسوية وإجراءات لبناء الثقة.
ويشهد السودان أزمة سياسية قد اشتدت منذ ما يقرب من ستة أشهر عندما أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي حالة الطوارئ، وتعطيل العمل بالوثيقة الدستورية والشراكة مع المدنيين، وحل الحكومة الانتقالية.
وينتظر الشارع السوداني تنفيذ ما تعهد به رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان يوم الجمعة الماضية باتخاذ إجراءات لتهيئة المناخ للحوار، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والنظر فى رفع حالة الطوارئ.
وفي الأثناء، رحبت الجبهة الثورية، وهى تحالف لمجموعة حركات مسلحة موقعة على اتفاق للسلام بوعود البرهان.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجبهة أسامة سعيد، فى تصريحات صحفية اليوم "إن الاستجابة بتنفيذ تلك المطلوبات يشكل بادرة حسن نية وجدية لبدء حوار يفضي إلى تسوية سياسية شاملة".
وحثت الجبهة القوى المدنية لوقف التصعيد ونبذ خطاب التهييج السالب وللقبول بالحل السياسي عبر وسيلة الحوار.
فيما رحب عضو مجلس السيادة بالسودان الهادي إدريس بتصريحات البرهان التي وعد فيها بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين حيث
وقال فى تصريح صحفى اليوم "تصريحات البرهان خطوة إيجابية تفتح المجال واسعا أمام الحوار الشامل بين كل السودانيين وقوى الثورة".
كذلك، أعرب أدريس عن تفاؤله بقرب التوصل لحل للأزمة السودانية بتوافق كل قوى الثورة بما يحقق التحول الديمقراطي الذي ينشده الجميع.
ويقول المحلل السياسى السوداني عبد الرحيم السنى، إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة عبر الحوار الجاد جاء ذلك خلال
وفى تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم السبت أكد "لقد حركت تصريحات البرهان بالأمس المياه الراكدة، وإذا ما تم تنفيذ الوعود بإطلاق سراح المعتقلين ،ورفع حالة الطوارئ فان من شأن ذلك خلق بيئة مناسبة للحوار".
في حين، شدد السنى على أهمية استجابة القوى المعارضة خاصة الجماعات التى تحرك الشارع لدعوات الحوار ووقف التصعيد والجنوح للحوار.
كما اوضح قائلاً انه "من المعلوم أن هناك حالة تدهور اقتصادى وسياسى وأمنى بسبب الأزمة المستمرة منذ نحو ستة أشهر، وقد حان الوقت للبحث عن حلول للأزمة وإنهاء حالة انسداد الأفق لإخراج البلاد من هذه الأزمة".
وإلي الآن، لم تصدر عن الجماعات المعارضة الرئيسية وهى (لجان المقاومة) و(تجمع المهنيين) و(تحالف الحرية والتغيير) رد فعل تجاه دعوة البرهان للحوار وتعهده باتخاذ إجراءات لبناء الثقة.
ومن جانب آخر ،تحتجز السلطات منذ أشهر أعضاء لجنة إزالة التمكين - وهى لجنة قانونية معنية بتفكيك نظام الانقاذ السابق وقيادات بارزة في لجان المقاومة - وهى المحرك الرئيسي للاحتجاجات الشعبية الرافضة لسيطرة الجيش على السلطة.
ومن جهته ، قد أبدى رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان أمس استعداده للتنحى من منصبه حال تم التوافق بين القوى السياسية.
وبذلك، اعلن البرهان، فى كلمة خلال إفطار رمضانى بالخرطوم يوم الجمعة الماضية، عن إجراءات سيتتم اتخاذها خلال 48 ساعة بهدف تهيئة المناخ للحوار بما فيها الإفراج عن جميع المعتقلين.
ويذكر أن.. السودان يشهد أزمة سياسية عاصفة منذ أن أعلن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إجراءات فى 25 أكتوبر الماضى تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء.
وفي إطار اخر ،تنظم مجموعات معارضة تظاهرات راتبة بالخرطوم ومدن أخرى تنديدا بقرارات البرهان التي يقوض الفترة الانتقالية بالسودان.
ومنذ 21 أغسطس 2019، يعيش السودان فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات في يوليو 2023، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاقا لإحلال السلام، في 3 أكتوبر 2020.