«الإدارية العليا» ترفض طعن جامعة دمنهور ضد المعيدة غادة عبدالعزيز
«ظهر الحق»، خلال الساعات الماضية من صباح اليوم السبت، قضت المحكمة الإدارية العليا فحص، بإجماع الآراء، برفض الطعن المقام من جامعة دمنهور ضد المعيدة فى علوم الفيزياء غادة عبد العزيز الشوربجى، وتأييد الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية الدائرة الأولى بحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، بوقف تنفيذ قرار رئيس جامعة دمنهور السلبى، بالامتناع عن الموافقة على طلب قيد المدعية بالتسجيل لدرجة الدكتوراة بذات تخصصها فيزياء الجوامد بنظيرتها بكلية العلوم بجامعة الاسكندرية، لعدم وجود أستاذ أو أستاذ مساعد بتخصصها بكلية العلوم جامعة دمنهور، وما يترتب على ذلك من آثار، أخصها إلزام جامعة دمنهور بإعمال الأثر القانونى لحصولها على درجة الماجستير الموقوف عنها سنة ونصف، وإلزامها بالموافقة على طلبها بقيدها بدرجة الدكتوراة بكلية العلوم جامعة الإسكندرية دون الاعتداد برأى الأستاذ المتفرغ الوحيد بالقسم بدمنهور، وإجباره على التنحى عن أى شأن علمى يخص المدعية لوجود خصومة بينه وبينها بدت بيقين إساءة لاستعمال السلطة بما يخالف مبادئ العدالة وضمانات البحث العلمى من وجوب أن يكون القائم على تقويم أمورالشأن العلمى مجرداً من شوائب الميل أو مظنة التحيز باعتبار أن حرية البحث العلمى حقا دستوريا للباحثين، وأمرت بتنفيذ الحكم بمسودته وبغير إعلان وألزمت الجامعة المصروفات.
وفى مشهد مهيب بالمحكمة، تقدمت المعيدة النابغة ومعها والدها المسن وشقيقها وسط القاعة المكتظة بالمتقاضين وقالت للقاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة : “سيدى القاضى أنا خريجة كلية العلوم جامعة الإسكندرية وحصلت على المركز الأول على دفعتى فى جميع أقسام الكلية بامتياز مع مرتبة الشرف وأشغل وظيفة معيدة بقسم الفيزياء كلية العلوم جامعة دمنهور ونظراً لحداثة تخصصى العلمى النادر فيزياء الجوامد حصلت علي درجة الماجستير فيه من كلية العلوم جامعة الإسكندرية”، ثم أكملت: ”ورغم تفوقى فى تخصصى النادر فى الفيزياء الذى تقدره جوائز نوبل الخمس ولدى طموح كبير إلا أن الأستاذ المتفرغ الوحيد بالقسم بدمنهور الدكتور (ح.ع.م) اضطهدنى ورفض ترقيتى لمدة سنة ونصف واشتكيت لرئيس الجامعة الذى قال لى دة أستاذك ولن أرقيكى لمدرس مساعد إلا لما هو يوافق”.
وقالت المحكمة برئاسة القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى، إنه يجب أن يشترط فى الأستاذ الجامعى شرط الحيدة حتى يحصل الاطمئنان إلى عدالته وتجرده عن الميل والتأثر ويسلم رأيه وهو يشترك فيما يخص شأن الباحثين العلمى، فيصدر عن بينة مجرداً من شوائب الميل أو مظنة التحيز، إذ أن مدار عمل الأستاذ هو وزن الإنتاج العلمى للباحث ومدى توافر شروطه فإذا ماقام به سبب يستنتج منه بحسب الأغلب الأعم أنه ممن تضعف له النفس ويخشى أن يؤثر فيه بما يجعله يميل فى رأيه بما يلوذ فى النفس من نوازع يخضع لها أغلب الخلق من اتجاه إلى محاباة الباحث أو الإضرار به وجب عليه ألا يشترك فى ثمة شأن علمى يخص هذا الباحث، فذلك أزكى له وأقوم لصحة تصرف الجامعة وسلامة قرارها وأدنى ألا تعلق بها الاسترابة من جهة اشتراكه فيها بما يمس كل ما يجب أن يتوفر من سلامة الرأى وعدالة الشهادة والبعد عن كل ما من شأنه أن يرتاب أحد فى استقامة أعماله وعدالة موازينه , كما أنه أكفل باطمئنان ذوى الشأن على أمورهم.
وأضافت المحكمة أن وجود خصومة بين الباحث وأستاذه تستوجب تنحيته عن الاشتراك فى شأنه العلمى، والأمر كذلك حتى إذا لم يكن ثمة خصومة بينهما قضاءً مادامت العداوة والبغضاء قد بدت بينهما، إذ يجب عليه أن يستشعر ما يسببه ذلك له ولذى الشأن من حرج فيتنحى من تلقاء نفسه، ويجبر على ذلك خاصة إذا بلغت البغضاء مبلغ الخصومة تكون سبباً يدعو إلى زعزعة ثقته فيه أو تقضى على عدم اطمئنانه إليه ويستوجب عدم صحة اشتراكه فى الشأن العلمى للباحث وهو ينظر أمره، فإذا اشترك رغم قيام المانع المذكور به ترتب على ذلك بطلان أى عمل أو قرار أو تصرف يكون وليد مشاركته فيه ويحبط عمله ورأيه مما ينسحب إلى القرار الصادر بناء عليه.
واختتمت المحكمة أن حصول المدعية على درجة الماجستير بامتياز فى تخصص علمى نادر فيزياء الجوامد كان يوجب على الجامعة أن تعمل الأثر القانونى بترقيتها إلى وظيفة مدرس مساعد إلا أن أستاذها المشرف اضطهدها و تعنت معها وقد شاركه رئيس الجامعة فى ذلك وحرموها طوال سنة ونصف من ترقيتها بل امتد حرمانها من حقها الدستورى فى البحث العلمى ومنعوها من قيدها بدرجة الدكتوراة، وأصبحت مجبرة من أساتذتها وجامعتها بأن تكون جليسة الفكر وقعيدة عن إعمال قواعد العقل وطريدة العلم، محرومة من حقها الدستورى فى البحث العلمى واستكمال دراساتها العليا بفعل ظلال تلك الخصومة مما يستنهض عدل هذه المحكمة فى بسط الحماية لها لتحررها من أغلال عبودية العقل وهى أمور تتصف بالاستعجال حرصاً على مستقبلها العلمى، وبعد نطق القاضى بالحكم قال الأب للقاضى لفرحته بانتصار ابنته ”كل أحكامك وسام على صدر المصريين”.