دقيقة فقهية رمضانية مع مجدي عاشور
بدأ المسلمون صيام أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك، ويشترط في الصوم تبييت النية وعقدها من أجل صحة الصوم، لقول الرسول الكريم (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).
س : هل يجب تبييت النية في الصوم؟ وما حكم التلفظ بها؟
أولًا: النية هي القصد، وعرَّفها الفقهاء بأنها قصد الشيء عند الاقتران بفعله، ومحلها القلب في جميع العبادات ، فلو تكلم المسلم بلسانه بخلاف ما نوى في قلبه كان الاعتبار بما نوى بقلبه ، لا بلسانه ؛ لما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " .
ثانيًا: اختلف الفقهاء حول وجوب تبييت النية في صوم رمضان ؛ فقال الجمهور بوجوبها ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر . وخالفهم في ذلك الحنفيَّة فقالوا بأن تبييت النية مستحب ، ويصح أن تكون نهارًا إلى قبل وقت الظهر (الزوال).
ثالثًا: التلفظ بالنية في سائر العبادات مستحب وليس واجبًا عند الجمهور من الحنفيَّة والشافعية والحنابلة ، باعتباره قد أتى بها في القلب وهو محلها، ثم زاد فنطق بها ، وذهب المالكيَّة إلى مشروعية النطق بها وقالوا بأن الأَوْلَى تركه، إلا في حالة الموسوس فإنه يستحب له ذلك حتى يذهب عنه اللَّبْس.
والخلاصة: أنه يجب تبييت النية في صوم رمضان والصوم الواجب كالقضاء والنذر والكفارة ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر ، وهو مذهب الجمهور، ومحل النية القلب ، ويستحب للصائم التلفظ بها باللسان زيادة في الكمال.