بعد شهر من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. بوتين لا يخطط للتراجع
تزامناً مع إستمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لما يقرب من شهر، سلطت وكالة " فرانس برس" الضوء على السيناريوهات المحتملة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأشارت الوكالة إلى أن أمام الرئيس الروسي، التحديات كبيرة إذا اختار بوتين السيطرة على أوكرانيا بالكامل.
بوتين قد يلجأ لإجبار الأوكرانيين على الاستسلام
ووفقاً لفرانس برس ، فإن ماري دومولان الخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية (ECFR)، أوضحت أن "الخطة الأولية، التي ربما انطوت على شن حرب خاطفة للسيطرة على كييف بسرعة كبيرة وإسقاط الحكومة الأوكرانية، لم تنجح".
وعلى إثر ذلك فـ تشير ماري دومولان إلى أن الأرجح ، أن الرئيس الروسي سيضاعف جهوده وسينتقل إلى استراتيجية ما وصفتها بـ"الحرب القذرة"، لزيادة التكلفة البشرية بالنسبة للأوكرانيين وإجبارهم على الاستسلام".
الاتجاه إلى حرب أكثر تدميرا
فيما يرى فريديريك تشاريلون أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كليرمون أوفيرنيو ومؤلف "حروب النفوذ "، أنه "ما زال بوتين يراهن على أن الحرب لن تدوم، وأنه في نهاية المطاف سيفرض نفسه بفضل حجمه العسكري، مهما كانت المقاومة التي يواجهها على الأرض".
كما يؤكد أنه أمام الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي على الأرض وسلسلة العقوبات المفروضة على روسيا، يتجه بوتين أكثر فأكثر نحو حرب تقوم على التدمير والعقاب.
استعادة النفوذ الروسي
وبحسب الوكالة أيضا ، فإن تاتيانا ستانوفايا الباحثة في مركز كارنيغي في موسكو، فإنها ترى أن "السؤال ليس في ما يريد الحصول عليه، ولكن كيف وبأي ثمن... سيستغرق الأمر وقتًا، وسيسبب مزيدًا من المآسي، لكنه مقتنع بعدم وجود خيار وأنه مكلف بمهمة تاريخية" تتمثل في استعادة النفوذ الروسي.
بوتين لا يمكن أن يتراجع
وبحسب عباس غالياموف المحلل السياسي الروسي، فإن "الأساس بالنسبة لبوتين هو القوة والضغط والنصر،لا يمكنه التراجع من دون الحصول على بعض المكاسب، إنه يحتاج إلى اتفاق بشأن حياد أوكرانيا، لكن من الواضح أن هذا لا يكفي، فهو يريد أيضًا الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم باستقلال الجمهوريتين الانفصاليين الموالين لروسيا في لوغانسك ودونيتسك".
كما أكد أن إذا لم توافق أوكرانيا على مثل هذه المطالب، فستظل روسيا قادرة على تحقيق مكاسب في شرق البلاد، مع هدف رئيسي، وهو ضمان الامتداد الجغرافي بين دونباس وميناء ماريوبول على بحر آزوف وشبه جزيرة القرم إلى الجنوب.
إحتمالية الضغط على بوتين
هذا و وفقاً لمذكرة تحليلية للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (Ifri)، فأن كلما طال أمد الحرب، "بدون احتمال التوصل إلى حل سريع"، من المرجح أن تزداد التوترات سوءًا وصولًا إلى "انهيار نظام السلطة في الكرملين".
وعلى إثر ذلك فيتوقع محللون غربيون، إن بعض الأطراف الفاعلة في روسيا من الأثرياء النافذين ورؤساء الأجهزة الأمنية، قد يميلون إلى أن يطلبوا من فلاديمير بوتين أن "يتوقف".
والجدير بالذكر أن أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لم تتغير منذ بدأ العملية و حتى الآن، حيث أنه متمسك بضرورة بقاء أوكرانيا على "الحياد" ،و"نزع سلاحها" التي تهاجم بها سكان إقليم دونباس.