جريدة الديار
السبت 23 نوفمبر 2024 04:15 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ماذا يدور في عقل بوتين؟

اللواء تامر الشهاوي
اللواء تامر الشهاوي

مع استمرار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وتطوراتها المتسارعة لحظه بلحظه، كشف اللواء تامر الشهاوى ضابط المخابرات الحربية السابق وعضو مجلس النواب السابق للديار، عن ماذا يدور فى عقل بوتين والغرب.

حيث أوضح اللواء تامر الشهاوي، أن مر اثنا عشر يوماً على اشتعال الازمة الروسية الاوكرانية، و التطورات متسارعة ومتلاحقة على مدار الساعة ، كما أشار إلى أن حرب التصريحات المتبادلة بين روسيا والغرب أكثر كثيراً مما يحدث على الأرض .

فيما ذكر الشهاوي أنه لا شك فيه أن أكثر ما يقلق هو الوضع الانسانى الذى تعيشه أوكرانيا، منذ إندلاع الأزمة واضطرار أكثر من 2 مليون مواطن أوكراني إلى الفرار لمناطق ودول أكثر أماناً من المتاخمة للحدود الاوكرانية ،ولكن هكذا تحدث الأمور عند اشتعال الصراعات المسلحة .

وعلى إثر ذلك فقد أكد ضابط المخابرات الحربية السابق، أن الأزمة أظهرت أهمية أوكرانيا كعمق إستراتيجي حيوي للاتحاد الروسي، و إن روسيا تحت أى ظرف من الظروف لن تسمح بانضمام أوكرانيا لحلف الناتو ،ولا أن تتقارب مع الغرب مهما كانت التضحيات التى ستقدمها روسيا وفى سبيلها الى ذلك طالبت مراراً وتكراراً من الغرب احترام مجالها الحيوى ،ولكن اصر الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية على تحدى روسيا وتهديد امنها القومى .

وقد أفاد الشهاوي أنه على جانب آخر لم تحسن أوكرانيا تقديراتها السياسية من خلال ميلها الى الغرب ورغبتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ،وتناست ربما عمداً ان التحالفات لها تقديرات مختلفة يجب ان توضع فى الاعتبار قبل الاقدام عليها ،وهنا بالطبع لا انسى ولا اتناسى أن أوكرانيا دولة مستقلة ولها أن تختار مسارها السياسى وفق ما يحقق مصالحها، ولكن بأي ثمن هل هى مستعدة أن تدفعه وهو قدر السياسيين وقاده البلاد فى تقدير الموقف وحسن اختيار المسار.

•ضابط المخابرات الحربية السابق.. يكشف العمق التاريخي للأزمة الروسية الأوكرانية

هذا و قد تحدث اللواء تامر الشهاوي، عن العمق التاريخي للأحداث، حيث أشار إلى أن منذ تفكك الاتحاد السوفيتى في عام 1991 ، و أن روسيا تحمل ضغينة كبرى وتحمل ماحدث لها للغرب والولايات المتحدة الأمريكية.

إلا أن الشهاوي أشار إلى أن روسيا البوتينيه مختلفه ،فهى تعود أكثر قوة وصلابة وتطوراً وحداثه، مما يؤهلها إلى استعادة مجدها القديم ربما ليس بنفس الصوره السوفيتية السابقة، من حيث المساحة والتمدد ولكن من حيث القوة والتأثير على الساحه العالميه .

وعلى إثر ذلك فقد نفذ بوتين تهديده لأوكرانيا فى تنفيذ عملية عسكرية استراتيجية محدوده، بعد سنوات من مطالبته المستمرة باحترام الأمن القومى الروسى دون جدوى و تعامل الغرب باستخفاف مع المطالب الروسية، حيث حشدت روسيا مايقرب من 100 ألف مقاتل على الحدود الاوكرانية بغرض تأمين إقليم الدونباس لصالح الجمهوريتان الجديدتان، بالإضافة الى استهداف وحدات الدفاع الجوي والمطارات العسكرية ومخازن الذخيرة و نقاط التجميع ومراكز القيادة والسيطرة ومباني الاستخبارات والمفاعلات النووية والاهداف الحيويه العسكريه الاستراتيجيه فى الداخل الأوكراني، بهدف إجهاض وإفشال القوات الاوكرانية في تحقيق أي نجاحات مستقبلية .

فيما أشار الشهاوي إلى أن البعض متأثر بما يروجه الإعلام الغربي بان روسيا تجتاح أوكرانيا، وان هناك مقاومة اوكرانية افشلت التقدم الروسي الى اخر هذه الادعاءات الغربية، بالاضافة الى الصورة التى يقدمها للعالم يوميا الرئيس الأوكراني ، إلا أنه وقياداته السبب الرئيسي فيما يحدث بأوكرانيا الآن لفشلهم فى تقدير موقف سليم .

وقد ذكر ضابط المخابرات الحربية السابق، أن عسكرياً خططت روسيا لعمليه عسكرية استراتيجية محدوده، ولم تخطط لحرب شاملة ،حيث اشركت اقل من 15% من قوتها العسكريه ولا ترغب موسكو في احتلال اوكرانيا، ولا الدخول في حرب مدن لدوله تعدادها 44 مليون نسمة، وهذا يفسر عدم اندفاع قواتها إلى داخل المدن والاكتفاء بمحاصرتها، لان أسواء معارك لأي جيش على الاطلاق هى ما تكون داخل المدن وروسيا تدرك ذلك، ومن جانب آخر يعلق الغرب على ذلك بأن الجيش الروسى فشل فى اقتحام المدن نتيجة المقاومه الاوكرانية، وهو على خلاف الحقيقة، كما تدرك روسيا ذلك أن الغرب يسعى الى دفعها للمستنقع الاوكرانى فى حرب طويلة المدى لاستنزافها، وهو ما لن تقع فيه روسيا.

كما تحدث الشهاوي أنه على المستوى السياسي،فقد فشل الغرب في الضغط على موسكو، بإيقاف العملية العسكرية على الرغم من الحشد الدولى الغير مسبوق وسلسله العقوبات من كل الاتجاهات، والتي بدأت من النفط والغاز مروراً بالرياضة، وانتهاءاً بغلق الشركات والمطاعم الغربية فى روسيا، ولكن في المقابل كان رد الفعل الروسي اصلب مما توقع الغرب بكثير وهم يعلمون تماما أن الروس لن يتراجعوا عن موقفهم تحت اى ظرف من الظروف، بل ذكروا العالم اجمع بالا يتناسى قوة الردع النووى الروسى بالتلويح بها من خلال رفع درجات استعدادها ،وهو ما لن يتحمله أوكرانيا ولا الغرب ولا العالم بأسره .

•اللواء تامر الشهاوي.. الغرب يسعى لشيطنة روسيا

فيما أكد الشهاوي أن كل تلك التطورات تدفعنا دفعاً الى النظر للموقف الغربي والأمريكي الذي يسعى الى ( شيطنة) روسيا، والضغط عليها الى حد الانفجار والذى ضحوا بأوكرانيا وشعبها فى سبيل توريط روسيا فى تلك الأزمة، لعزلها دولياً وفرض عقوبات جديدة عليها ، إلا أن الأمر بات جلياً للجميع أن حل الأزمة كان مطروحاً ،قبل اندلاعها أن تتخلى أوكرانيا عن محاولات انضمامها الى الناتو مع تعهدات غربية باحترام المجال الحيوي لروسيا .

•الشهاوي.. كل الأوراق بيد سيد الكرملين

هذا و يري اللواء تامر الشهاوي ، أنه بعد متابعة تطورات الأزمة فى الأيام الاخيره بعد اثنا عشر يوماً، أن لجام الأزمة أصبح بيد الكرملين، وأنه يملك كل الأوراق التفاوضية لتحقيق النهايات التى يرغبها.

كما أكد الشهاوي أنه خلال الايام القليله القادمه، سنري الوصول لحل الأزمة برضوخ الغرب لاغلب الطلبات الروسية، على الرغم من كل الضغوط التى يواجهها و قد يكون ما طرحته هو نهاية ( مؤقتة ) للأزمة، ولكنى استطيع القول أن العالم قبل أزمة أوكرانيا بخلاف العالم بعدها ،وإن العالم سيشهد تطورات حادة خلال السنوات المقبلة وبأسرع مما يتصور البعض، وفى القلب من تلك التطورات منطقة الشرق الأوسط .