هل تمنع المضادات الحيوية تطور أعراض التوحد ؟
من المعروف بأن التوحد هو أحد إضطرابات النمو وغالباً ما يبدأ في الظهور خلال السنوات الثلاثة الأولي من حياة الشخص، ويحدث نتيجة الإضطراب العصبي له تأثير علي وظائف المخ المعتادة مما يؤثر علي تنمية مهارات الإتصال والتفاعل الإجتماعي عند الشخص،والأشخاص الذين يعانوا من التوحد لديهم مشاكل مع التفاعل الإجتماعي والأنشطة التي تشمل الفرح واللعب ، ويعد مرض التوحد من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم والتى يعانى منها ملايين الأطفال والآباء والأمهات، نظرًا لعدم وجود علاج فعال له، ولكن مازالت الدراسات والأبحاث جارية للوصول الى أفضل تقنية تحارب بها هذا المرض .
بحث الأطباء والباحثين والعلماء لعلاج للتوحد
واثناء بحث الأطباء والباحثين والعلماء في هذا المرض تم إيجاد دراسة أجريت على الفئران ونشرت من قبل مجلة "جي نيوروسي" وتفيد بأن المضادات الحيوية يمكن أن تمنع تطور أعراض التوحد، وأظهرت البيانات أن الفئران التي عولجت بعقار رابامايسين في وقت مبكر من حياتها لم تظهر عليها أعراض التوحد.
مركز "يو تي ساوث ويسترن الطبي"
كما قال الباحثون، في مركز "يو تي ساوث ويسترن الطبي" في دالاس، إن العقار وهو مضاد حيوي يتم بيعه تحت الاسم التجاري " سيروليموس " يعمل عن طريق منع إشارات mTOR، وهو مسار في الدماغ والجهاز العصبي المركزي يشارك في نمو الخلايا وتطورها، بحسب موقع " يو بي آي " الإلكتروني ،وأشار الباحثون، إلى أنهم عثروا على إشارات غير طبيعية في هذا المسار لدى الأشخاص والحيوانات الذين يعانون من مرض التصلب الحدبي، وهو اضطراب في النمو العصبي يرتبط ارتباطًا وثيقًا باضطراب طيف التوحد ،بإلاضافة أنهم أكدوا على أن العلاج الذي يتم إعطاؤه خلال فترات حرجة من نمو الطفل يمكن أن يمنع ظهور أعراض التوحد بشكل كامل، وبحسب الباحثين، فإن التجارب على الفئران أظهرت سلوكيات اجتماعية طبيعية ونشاطاً طبيعياً لخلايا أدمغة الفئران بعد أربعة أسابيع من تلقي العلاج.
يظهر مرض التوحد، بشكل مختلف في أدمغة الذكور والإناث، وفي دراسة أخرى أكتشف الباحثون اختلافات بين أدمغة الفتيات والفتيان المصابين بالتوحد، وقال كبير مؤلفي الدراسة فينود مينون، أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد: "اكتشفنا اختلافات كبيرة بين أدمغة الفتيان والفتيات المصابين بالتوحد، وحصلنا على تنبؤات فردية بالأعراض السريرية لدى الفتيات"
الذكاء الاصطناعي
وخلال الدراسة، استخدم مينون وزملاؤه في الجامعة الذكاء الاصطناعي لتحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لـ 637 فتى و 136 فتاة مصابين بالتوحد في جميع أنحاء العالم ،وكان لدى الفتيات أنماط مختلفة من الاتصال عن الأولاد في العديد من مراكز الدماغ، بما في ذلك أنظمة الانتباه الحركية واللغوية والمكانية البصرية، كانت الفروق الأكبر بين الجنسين في مجموعة من المجالات الحركية .
وارتبطت الاختلافات في المراكز الحركية بين الفتيات بخطورة الأعراض الحركية لديهن، وحدد الباحثون أيضًا مناطق لغوية اختلفت بين الأولاد والبنات، ولاحظوا أن الدراسات السابقة وجدت ضعفًا لغويًا أكبر لدى الأولاد المصابين بالتوحد مقارنة بالفتيات المصابات بالتوحد