سي إن إن: مسار العالم سيتحدد خلال ساعات
مازال أصداء خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، يتردد في الأفق العالمي، فالجميع يدور حول الخطاب بدراسة الرد على قرار بوتين سواء بالعقوبات أو المواجهة أو العودة إلى الدبلوماسية والحوار.
وذلك بعدما قرر الرئيس بوتين أمس الاعتراف الفوري باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، وتوقيع توقيع اتفاقيات دعم وشراكة بين موسكو والجمهوريتين.
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية اليوم، من خلال تقرير لها أن مسار العالم للسنوات المقبلة قد يتحدد في الساعات أو الأيام المقبلة.
وأفادت بأن ذلك يتوقف على ما سيفعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في إشارة من الشبكة الأمريكية أن خطوات الرئيس الروسي لم تنتهي بقرارات خطاب أمس، ومازال في جعبت بوتين الكثير.
وخلال التقرير أيضا اعتبرت الشبكة أن الرئيس بوتين "صعّد بشكل كبير مواجهته مع الولايات المتحدة وحلفائها بتوقيعه مراسيم تعترف بمنطقتين في شرق أوكرانيا تحت سيطرة المتمردين المدعومين من روسيا"، إلا أنها أفادت بأنه "على الرغم من سوء هذه الجولة الأخيرة، فإن ما سيحدث في الساعات والأيام المقبلة سيحدد مسار العالم في السنوات المقبلة".
فيما أشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه "إذا توقف بوتين عند ذلك (الاعتراف بالمنطقتين) فمن الممكن احتواء أزمة أوكرانيا، وحتى منح الرئيس الروسي فرصة لتهدئة الموقف، والكف عن غزو أوكرانيا بأكملها بعد الاستيلاء على أراض جديدة في سعيه لمنعها من التحرك نحو الغرب".
وأكدت أن هذا السيناريو "سيجنب حدوث أزمة عالمية أوسع، ويجنب الأمريكيين ارتفاعًا مدمرًا جديدًا في أسعار البنزين والتضخم ،ويسمح للرئيس جو بايدن بالهروب من ضربة أخرى لمصداقيته".
وبالرغم من تلك النظرة المتفائلة، إلا أن الشبكة الأمريكية ذكرت أنه "لسوء الحظ، فإن الأدلة على خطاب بوتين الغاضب يوم أمس، ووجود ما يصل إلى 190 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا، إلى جانب معظم تقييمات القادة الأمريكيين ومسئولي المخابرات، تشير إلى الآمال في صراع محدود، هي وهم".
ودللت على ذلك أنه "في خطابه من الكرملين، شدد بوتين أنه لا يمكن تمييز أوكرانيا عن روسيا، وليست كيانا مستقلا.. وهي بالكاد حجة توحي بضبط النفس"، مضيفة أن بوتين أشار إلى أن أوكرانيا "جزء لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا ومساحتنا الروحية".
كما أوضحت الشبكة أن "نظرة بوتين الدعائية للتاريخ لم تكن بمثابة إعلان عن غزو أو محاولة لإعادة توحيد أوكرانيا مع الوطن الأم"، حيث أشارت إلى أنه "سيكون من السهل قراءتها على أنها محاولة لإعداد الشعب الروسي للحرب، كما أدى بالتأكيد إلى بذل جهد طويل الأمد للهيمنة وزعزعة استقرار الديمقراطية التي تضم أعدادا كبيرة من المواطنين الذين يتوقون للانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي".
واختتمت الشبكة تقريرها بالقول "جاء خط بوتين الأكثر رعبًا عندما بدا أنه وضع الأساس للتعامل مع أي هجوم على القوات الروسية، التي ستدخل شرق أوكرانيا كذريعة لصراع أوسع،حيث قالت الولايات المتحدة إنه قد يتسبب بمقتل آلاف المدنيين ويؤدي إلى تدفق اللاجئين".