العمال المهاجرين فرصة ألمانيا لمواجهة أزمة شيخوخة المجتمع
تمثل الشيخوخة شبح يطارد ألمانيا ويهدد مستقبلها، سواء على المستوى الاقتصادي الذي يشهد تأثر نتيجة نقص العمالة الشابة ، مما يتسبب في إبطاء عجلة الاقتصاد الألماني.
والجدير بالذكر أن يُعد سكان ألمانيا من أكبر سكان العالم عمراً، ومن المتوقع أن يكون ربعهم تقريباً فوق عمر 67 عاماً بحلول نهاية هذا العقد.
لذا فإن هناك دعوات من قبل مسئولين أن ألمانيا بحاجة إلى حوالي 400 ألف عامل أجنبي سنوياً،وذلك من أجل التخفيف من الأثر الاقتصادي الناجم عن شيخوخة المجتمع.
هذا وقد سلطت الضوء دراسة حديثة أجراها "معهد كولونيا للأبحاث الاقتصادية" على أهمية العمال المهاجرين بالنسبة للإقتصاد الألماني.
وإعتمد الباحثون في هذه الدراسة، إن نسبة كبيرة من المهاجرين الموجودين بالفعل في ألمانيا ينشطون في المجالات التي تواجه نقصاً في العمالة، مثل سائقي الشاحنات والممرضات.
وعلى إثر ذلك فإن المهاجرين يمثلون لـ ألمانيا الفرصة الذهبية، لمواجهة أزمة شيخوخة المجتمع والدفع بعجلة الإقتصاد.
ويتوجب الإشارة إلى أنه وفقاً للإحصائيات الرسمية، فإن عدد السكان في ألمانيا لم يسجل ارتفاعاً خلال العام الماضي، وبحسب الإحصائيات أيضا فإن تعداد سكان ألمانيا خلال العقد الماضي، لم يزيد سواء ما يفوق 3 مليون نسمة بقليل.
فمثلاً يصل عدد من يبلغون 80 عاما فأكثر في ألمانيا، أكثر من 9. 5 مليون نسمة، فيما يصل عدد من تتراوح أعمارهم بين 60 و79 عام إلى 2. 18 مليون نسمة.
والجدير بالذكر أنه بالرغم من أن ألمانيا تعتبر الدولة الأكثر سكانا في أوروبا، إلا أنها تعاني من تقهقر في السكان، بسبب تناقص في الزيادة الطبيعية .
وأزمة فئات العمر في ألمانيا ، أجبرتها على أن تستقبل أكثر من 5 ملايين مغتربا من أتراك وإيطاليين ، بجانب سوريين، و أيضاً البعض من يوغسلاف .
وبحسب الإحصائيات الرسمية فإن معدل الخصوبة الكلي لدي ألمانيا أدنى المعدلات في العالم ، حيث يبلغ 1.38 طفل لكل امرأة في ألمانيا.
ويشار إلى أن أزمة الشيخوخة بجانب أنها تهدد ألمانيا و على المستوى الاقتصادي بشكل خاص، لكنها أيضا تؤثر على جميع المستويات في ألمانيا، ولا يوجد طوق نجاة ينقذ الأوضاع في ألمانيا بشكل سريع، سوا المهاجرين و اللاجئين.