مصنع يهدد حياة قرية كاملة.. أولاد إلياس يستغيثون بمحافظ أسيوط: «نموت بالبطيء»
وصل "الديار" شكوى من أهالي مدينة صدفا بمحافظة أسيوط، يستغيثون من وجود مصنع بدون ترخيص لإعادة وتدوير مخلفات البلاستيك، داخل الكتلة السكنية بأولاد إلياس، وهو ما يخالف الإجراءات الاحترازية لحماية المواطنين.
وبعث القارئ محمد عبد الراضي بكر استغاثة يقول فيها: إن المصنع يزاول نشاطه بتمام الثقة، وسط عدد من المنازل وأراضٍ زراعية، وأسر تقوم بتربية المواشي، حاويا مواد سريعة الاشتعال ومعدات لها أصوات عالية، ورائحة كريهة، كما أنه يتسبب في إشغال الطريق.
بدورها، تواصلت "الديار" مع عدد من المواطنين المتضررين، حيث أكدوا انهم تقدموا بعدد من الشكاوى للجهات المختصة يستغيثون، ولكن دون جدوى، حيث يقول محمد عبد الراضي بكر، أحد ساكني المنطقة، إنه تقدم بشكوى إلى المجلس القروي بأولاد إلياس ثم إلى مجلس مدينة صدفا، ومن ثم إلى محافظ أسيوط، وتمت الاستجابة السريعة من المحافظ وصدر القرار رقم 26 بغلق المصنع بتاريخ 20-5-2021 ولم ينفذ حتى الآن.
صاحب المصنع يحتمي في عائلته
وذكر عدد من المواطنين رفضوا ذكر أسمائهم خوفا من بطش صاحب المصنع، حيث يقولون إنه من عائلة من ذوي المناصب، أنهم سبق وأن تقدموا بشكوى إلى رئيس النيابة الإدارية بمركز أبوتيج ضد كل من رئيس القرية ومسؤل البيئة، بالتواطؤ مع صاحب المصنع وعدم تنفيذ قرار الغلق.
ويضيف محمد بكر: "إنني متضرر بشدة من تلاصق المصنع بجوار منزلي بشكل مباشر، مما يجعلني أنا وأسرتي المكونة من 8 أفراد معرضين للتلوث البيئي، ويهدد سلامة أولادي، لذا تقدمت إلى وحدة حقوق الإنسان بديوان عام محافظة أسيوط لدفع الضرر عني، وتم فحص ومعاينة الشكوى من قبل وكيل وحدة حقوق الإنسان ومفتش إدارة البيئة، ومديرة وحدة حقوق الإنسان، ولكن لم أر أي قرار أيضا.
نفايات خطرة تهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات
وبشأن الأضرار الصحية الواقعة على المواطنين، أكد الدكتور عماد الدين عدلي، الخبير البيئي، إن إعادة مخلفات البلاستيك وحرقه يؤدي إلى نفايات خطرة منها غازات سامة مضرة بالصحة العامة، ومن المفترض أن يتم التعامل مع البلاستيك في أضيق الحدود، وفي إعادة تدويره أو التخلص منه لابد أن يكون في إطار منظم جدا وفي ظل المعايير المتعارف عليها".
وأضاف الخبير البيئي: "وللعلم ليس كل أنواع البلاستيك يمكن إعادة تدويرها، فبعض أنواع البلاستيك لا يمكن تدويرها مرة أخرى.. ولو اختلط مع الغذاء أو السوائل التي يستخدمها الإنسان دون المعايير الصحيحة مع إعادة تدوير غير صحيحة تكون الأضرار على الصحة عالية جدًا".
وأكد عدلي أن المصانع التي تعمل إعاده تدوير تقوم بصهر أو تسخين البلاستيك من أجل إعادة تشكيلهُ بشكل مختلف، تنتج عنها كميات كبيرة من الأبخره والغبار السامة، وفي حالة وجود منطقة زراعية أو تربية أنواع من الحيوانات يكون لها تأثيرات ضارة على صحة الحيوان والنبات".