معرض القاهرة الدولي للكتاب وهوية مصر
أجواء ملبدة بالغيوم و سحب ثقلت بمياهها رغم سرعة الرياح ، جائحة تحمل العالم نتائج فيروسها المتطور و المتحور يوماً بعد يوم ، تغيير مناخي ذات باتت الشتاء معه لا أكثر برودة وحسب بل تخطى معها الأمر حدود المنطق و العقل ، كلها عوامل إتحدت و تجمعت لكنها وقفت عاجزة فاشلة أمام هوية مصر .
هوية مصر ، شعار رفعته الدولة المصرية في تنظيمها هذا العام لأحداث و وقائع معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته 53 ، قدمت به الدولة المصرية تجسيداً حقيقياً و واقعياً في التصدي للظروف و العقبات ، إشارة حملت على مدار أيام إنعقاد دورة معرض القاهرة الدولي للكتاب من خلال فاعليات و أنشطة تعبر بأدق تفاصيلها أن الهوية هي الملجأ و الملاذ الآمن للشعوب في ظل تداخل الأفكار و تلاقح الثقافات بين عوالم و بلدان تحولت أقرب ما يكون بفعل طفرة الإتصالات و التواصل .
أن ترى في معرض القاهرة الدولي للكتاب حفلات توقيع للكتب و كتاب ، و ندوات ثقافية و أدبية ، و عروض فنية ، كلها أمور معتادة ، لكن تحمل شعار الهوية هو حقاً إشارة و رسالة لرواد المعرض تتلخص في إستشراف و قراءة للمستقبل ، المستقبل الذي سيشهد مزيداً من الطفرات التكنولوجية ستشكل الهوية حائط الصد الأساسي في مواجهة ما سينتج عن هذا التطور من تبعات تزيد بها الإنسياقات خلف العالم الإفتراضي الممر بين طياته قيم و أهداف تخدم صانعيها .
الهوية ، مواجهة مصرية جديدة تخوضها مصر بقوة ناعمة في معرض القاهرة الدولي للكتاب ، مواجهة سعت من خلالها أن تحصن العقول و تزيد وعيها لتكون قادرة على مواجهة المستقبل القريب و القريب جدآ ، فالهوية هي في ملخصها إنتماء و شخصية و ثقافة و قيم و أخلاق و طباع ، صارت الحرب عليها أكثر فتكاً و أشد ضراوة مما قد يعتقد الكثر ، فبين تنوع ثقافات داخل إطار حدود المكان وجب معه التعريف و التأكيد على أن هذا التنوع نقطة جوهرية في تشكيل الهوية و الشخصية المصرية بكل ما تحمله من سمات أساسية ، و هو ما يسعى المعرض هذه الدورة في إبرازه و التأكيد عليه لتتمكن العقول من العمل الجاد و التصدي الحقيقي لكل المحاولات الهادفة إلى إحداث خلخلة في العقل الجمعي و تغيبه و تشتيت الهوية و إصباغها بلباس إفتراضي يسهل معه تشويه العقل و من ثم السيطرة عليه و توجيهه بكل سهولة .
هوية مصر ، نجاح جديد في مواجهة التحديات و إرسال الإشارات أن المؤسسات المصرية على وعي كامل بالتحديات و تنتقي و تختار أسلوب مواجهة هذه التحديات بالطرق و الوسائل التي من شأنها أن تدافع بها عن نفسها و شعبها لبناء مستقبلها.