جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 07:50 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أمير الدهاء فؤاد علام في حوار مع الديار

اللواء فؤاد علام
اللواء فؤاد علام

الرئيس السيسى نجح في تصفية التنظيمات الإرهابية بنسبة 95%

«أمير الدهاء» لقب أطلقه عليه عمر التلمساني، المرشد العام لجماعة الإخوان، والذي أشار عليه؛ بأن يكون وزيرًا للداخلية المصرية، بقوله: «أنت عدو للإخوان، وعندما يصلوا للحكم، ستكون أول وزير داخلية في عصرهم».

استبعده الرئيس محمد أنور السادات ضمن تصفيات أمنية، ليعود بعد اغتياله مُستكملًا عمله الأمني قرابة ربع قرن بجهاز مباحث أمن الدولة، كان فيها ملف جماعة الإخوان جزءًا أصيلًا من عمله و تاريخه الطويل.

ربطته بالإخوان علاقة جدلية حافلة بالمواجهة والإصلاح، حصدت العداء والثناء، حيث عارضه الكثيرون من رجال الدولة، لاتباعه لغة الحوار مع الجماعة، إنه اللواء/ فؤاد علام الخبير الأمني، ونائب جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، الذي كان لنا معه الحوار التالي:

■ بداية .. كيف تري السياسة الأمنية المصرية منذ عهد عبدالناصر حتي عهد مبارك؟

أجهزة الأمن في عهد الرئيس عبدالناصر، كانت قوية سواء كانت: المخابرات العامة، أو المباحث العامة، أو أمن الدولة فيما بعد، أو الرقابة الإداريه المنوطة بكشف فساد الموظفين، وكان لعبد الناصر رؤية في شتى المجالات.

ولكن لأسباب غير واضحة في عهد السادات، تم اتخاذ قرارت بالنسبة لأجهزة الأمن الرئيسية، وهي استبعاد مجموعاتٍ بشكل غير موضوعي، والإطاحة بخبرات أمنيه. وفي عهد مبارك، كانت الأجهزة الأمنية تحبو ببطءٍ؛ لكونه يميل لسكون الأوضاع، رغم ذلك كانت مرحلته أفضل من تصفيات السادات، التي أثَّرتْ سلبًا علي أداء الأجهزة الأمنية الثلاثة لمدةٍ طويلة.

■ ماذا عن الأمن الوطني بعد 30 يونيو؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ بحكم عمله في جهاز المخابرات الحربية، ومنذ أن كان قائد المنطقة الشمالية، عُرِف عنه الحزم، والجدية، والدخول في كل التفصيلات دون استثناءٍ، وصار ذلك معه حتى الآن، حيث بدأ في تصفية الجماعات الإرهابية؛ بمعرفة القوات المسلحة، وبالتنسيق مع أجهزة الأمن.

وما سبق، سهَّل علي الأمن الداخلي، متمثلًا في وزارة الداخلية، والأمن الوطني، و الجنائي أخذَ معلوماتٍ من المُشتبه فيهم، مكَّنت جهاز الأمن الوطني، من توجيه ضرباتٍ استباقية مهمة في سيناء؛ لبعض الخلايا الإرهابية المتسربة، من سيناء للدلتا أو العكس، وتصفية نحو 95 % من المجموعات، والتنظيمات، والأفراد الإرهابية، في وقت قصيرٍ جدًّا، وبأداء مُشرِّفٍ، غير متوقَّع تحقيقه.

والنتيجة، استقرار الأمن بنسبة كبيرة، وصولًا لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بوقف العمل بقانون حالة الطوارئ، وهو ما يؤكد حالة استقرار الأجهزة الأمنية.

الجماعات التكفيرية خرجت من تحت عباءة الإخوان

■ ارتبط اسم اللواء فؤاد علام بملف جماعة الإخوان، كيف ذلك؟

منذ توليتُ عملي عام 1965 في جهاز المباحث العامة، الذي سُمِّي بعد ذلك بأمن الدولة، ثم الأمن الوطني، كانت جماعة الإخوان التنظيم الوحيد، الذي خرج من تحت عباءته الجماعات التكفيرية فيما بعد.

ومنذ هذا التاريخ، بدأت المواجهة؛ باشتراكي في التحقيقات التي تمت مع سيد قطب ورفاقه، وأثناء عمليات الاعتقال، أثقلتْ هذه المشاركة خبراتي، ومعلوماتي الفنية، والعلمية، والإنسانية، وتكوين وجهة نظر تساعد علي كيفية التعامل مع هذا التنظيم، وهذا ما بنيتُ عليه عملي من بدايته حتى بلوغ سن المعاش.

■ بعد التقاعد، هل كان لكم دور لكشف وإفشال مؤامرات الإخوان؟

خرجتُ من الخدمة عام 87، وكان التنظيم استفحل تمامًا، وكان سببًا لدخولي الإعلام، حين كانت قناه الجزيرة في البدايات، ولم تعلن عن نواياها، والانحياز نحو سياسات بعينها، تقدم الرأي والرأي الآخر، كان لي لقاءات في مواجهة قيادات الإخوان، انتشرت هذه اللقاءات علي مستوي العالم انتشارًا واسعًا، أدَّى إلي اتصال مسئولين، وقيادات أمنية عربية؛ للمشاركه معهم في هذا الدور.

ما بعد 87 في عهد مبارك، كان هناك تصورٌ للقيادة السياسية، بالسماح لجماعة الإخوان بتكوين حزب، وكنتُ ضد هذه الفكرة، وتمَّ لقائي بوزير الداخلية السابق حسن أبو باشا في مركز البحوث الاجتماعية والجنائية، وأبدي رفضه التام؛ فعاودتُ الاتصال بوزير الداخلية في هذا الوقت اللواء حسن الألفي، فيما يخص الأمر، لكنه رفض تمامًا، أن يكون له دور في إيقاف هذا الاتجاه، فلجأتُ لكتابة المقالات في مجلة «روزاليوسف»؛ لتعريتهم فكريًا وفقهيًا وأخلاقيًّا، حتي علي المستوي الأسري، وصدر كتابي» الإخوان وأنا»، في محاولة لتكوين رأي عامٍ مضاد لهم، أسهم ذلك في تراجع الدولة عن موقفها، في السماح لهم بتكوين حزب سياسي.

واجهتُ فكرة إنشاء حزب للإخوان وحسن الألفي لم يتعاون معي

■ هل هناك فترة سقط فيها دوركم الأمني؟

ما قبل 87 بسنوات، تراجعت سياسة الدولة نحو الملف الإخواني، وخاصة فترة السيد نبوي إسماعيل وزير الداخلية الأسبق، مما أدي لتنامي التنظيم سريًّا، وامتدت يده إلي الأزهر والمرأه بعمق، ونجح مخطط عمر التلمساني، أخطر رجالات الإخوان؛ والذي اعتمد علي فكرة «تنظيم بلا نظام»؛ حتي لا يقع تحت طائلة القانون، الذي يجرِّم التمويلات، والتجمعات السرية، وحمل السلاح وخلافه، فألغى وجود الهيكل التنظيمي، وجعله على نظام الأسر المتغيرة؛ ليصعب تتبعهم.

وغيَّر أنظمة التمويل إلي تبرعات، وألغى تدريب الجماعة عسكريًّا، وجنح في فكره إلى استقطاب عناصر مدربةٍ من داخل الجيش، ومن أخطر ما قام به التلمساني، استثمارات أموال الإخوان حتي لايعتمدوا علي التمويلات، باتخاذ قرارعمل تنظيم دولي علي جانب منه، قيام يوسف ندا العنصر الإخواني، المقيم في سويسرا؛ بجمع تبرعات الإخوان واستثمارها دوليًّا، أيضًا اختراق التعليم، الذي بدأ بالحضانات المسماة إسلامية، والتسلل إلي النقابات، ثم إلي مجلس الشعب حتي وصل عددهم 82 عضوًا، وكان هناك تصور أنه بعد 50 عامًا، إما أن تصبح القاعدة الرئيسية من المجتمع إخوانًا، أو علي الأقل، يتعاطف معها، وهذا ما حدث بالفعل في 25 يناير.

التلمساني أقوى رجالات الإخوان على مدار 80 عامًا

■ ماهو السر وراء تمركز الجماعات الإرهابية في سيناء؟

حتى أوائل الثمانينيات، لم تكن هناك بؤرٌ إرهابية في سيناء، ولكن عادت بوصول حماس لغزة، والإخوان للحكم، والاتفاق بين الإخوان وحماس خاصة، وأن مرسي أخرج من السجون قيادات إخوانية، عليهم أحكام بالإعدام.

كان هناك اتفاقٌ بين مرسي والإخوان والأمريكا؛ أن تكون سيناء مولد الدولة الإسلامية، وتم جمع عناصر من كل البلاد: باكستان، وأفغانستان، وخرجوا باستعراض القوة بحوالي 100 عربة «رنج روفر»، ورايات وأعلام، وهذا لا يتم إلا بالاتفاق مع أجهزةٍ مخابراتيةٍ، وتحديدًا أمريكية.

وكان هناك تخطيطٌ، بالتنازل عن جزءٍ من سيناء لإسرائيل؛ بهدف تهجير الفلسطينيين، والجزء الأكبر هو الدولة الإسلامية، وذلك بعلاقات قوية مع حزب الله، وحركة حماس، والدليل تهريب مَن كان مسجونًا في مصر؛ بعملية فتح السجون، والأنفاق سببٌ كبير في وجود البؤر، والتي استطاعت القيادة السياسية القضاء على عددٍ كبيرٍ منها.

وقف العمل بقانون الطوارئ يؤكد استقرار الدولة وتحجيم الإرهاب

■ وماذا عن المنظمات الحقوقية التي تتهم السجون المصرية بانتهاك حقوق الإنسان؟

تلك المنظمات مشبوهة، وتتلقَّى تمويلاتٍ مالية ضخمة، تسهِّل عملها، وتمنحها الدعم اللازم؛ لتقويض دعائم الاستقرار في الأوطان؛ بترويج شائعاتٍ حول وجود تعذيب في السجون، ومنع الزيارات عن المسجونين، أو معاملتهم بطريقة غير آدمية؛ لذا يجب علي الإعلام تكثيف دوره في كشف الحقائق، بزيارة السجون، وإبراز الدور الحقيقي للسجون المصرية، في تهذيب ومحاولة العوده بالسجين، الي المجتمع كفردٍ نافع، والمواجهة الحقيقيه خير دليل.

ومثال علي ذلك في الثمانينات، بعد مقتل السادات، جمعنا العناصر التي كانت تهاجم بعنف، وذات الصلة بهذه المنظمات، وقمنا بعمل «استبيان»، ودعوتهم لمشاهدة السجون، وما تقدِّمه من خدماتٍ، ورتَّبنا لهم زياراتٍ مع أسر المعتقلين، كان حافظ أبو سعدة رئيس منظمة حقوقية كبيرة، وتحدَّث معي عن الاختفاء القسري؛ فطلبتُ منه أن يذهب إلي قرية وأسرة المختفي ويسمع منهم ، وكانت النتيجة؛ أنه اكتشف أن القصة مزيفة.