داوود عبدالسيد يعتزل الفن: لا أستطيع التعامل مع سينما التسلية
الديار- جمال عبد القادر
سادت حالة من الصدمة الكبيرة بين الوسط الفني وعُشاق السينما بعد إعلان المخرج الكبير داوود عبد السيد اعتزال الفن نهائيا.
وأوضح عبد السيد، خلال لقائه في برنامج "المساء مع قصواء" مع الإعلامية قصواء الخلالي والمُذاع قناة على قناة سي بي سي، أنه لا يستطيع التعامل مع حالة السينما الآن وسيطرة الافلام التجارية عليها ورغبة الجمهور في مشاهدة أفلام للتسلية فقط.
وقال إن الأفلام التجارية تُقدم بانتاج سخي وتقنية جيدة لأنها مضمونة النجاح ويسعى لها المنتج والنجم وأيضا الجمهور، وهو ما لا استطيع تقديمه.
وأضاف ايضا: "ما القضية الهامة في قيام البطل بتحطيم سيارتين أو حمل سلاح وقتل العشرات في مشاهد أكشن سوى التسلية وبس مناقشة قضية ما أو البحث في النفس البشرية كما أريد، هذه المشاهد والأفلام منقولة من السينما الأمريكية والتي تقدم سينما تجارية لكن بشكل مُتقن و جيد".
وأوضح داوود أن الجمهور قديما كان صاحب هموم وقضايا ويذهب للسينا للبحث عنها أما الآن هذا الجمهور لم يعد باستطاعته الذهاب للسينما لارتفاع سعر تذكرة السينما ولأنها أصبحت للتسلية فقط ولها نوع آخر من الجمهور.
وأشار إلى أن الفن لابد وأن يقدم الواقع والحياة ولا يوجد شيء ممنوع وأنه لم يقدم عري في أعماله وأن الممنوع الوحيد في اعماله هو أن نقدم شيئا خارج الضرورة الفنية، وأضاف أنه قدم عملين أدبيين هما "الكيت كات، سارق الفرح" ثم أرض الخوف ولم يكن هو كاتب السيناريو، وأن سعيه لتجسيد الحياة في الشعوائيات هي التي دفعته لإخراج هذه الأعمال.
وأكد على "أن الأدب الطبيعي ينظر للبشر والإنسان على أساس حاجاته الأساسية والغرائز كالطعام والجنس، وقولت إن الحل أني أطلع الجانب الثاني من الحياة عن طريق أحلام الشخصيات دي".
وأوضح أنه قرر إخراج أغاني فيها أحلام وأماني لتلك الفئة بعينها، لافتا إلى أن "هناك شخصيات تدخل عالم محدود في البداية يعقبها دخولها لعالم أوسع فتتغير، وهو ما جرى تجسيدة في كل من رحلة البحث عن سيد مرزوق، أرض الأحلام، أرض الخوف، الكيت كات نقله تانية روحت ليها ورجعت تاني مفيش مشاكل، والكيت كات أكثر الأفلام جماهيرية".
من ناحيتها أعربت زوجته الكاتبة الصحفية كريمة كمال عن سعادتها بالتقدير والثناء الذي نجده من الشباب الذين لم يلحقوا اعماله، فقد كانت الرحلة سريعة والحمد لله لم يقدم الا ما يريد وما يقتنع به ولم يجمع ثروة من العمل بالفن.
بدأ داوود حياتة الفنية مساعدا للمخرج الكبير يوسف شاهين في افلام الارض، الاختيار ، ومساعدا لـ كمال الشيخ في فيلم الرجل الذي فقد عقله، ثم بدأ العمل مخرجا للافلام التسجيلية اجتماعية عام 76 من خلال افلام "وصية رجل حكيم، العمل في الحقل"
أول أفلام داود عبدالسيد "الصعاليك" عام 85 بترشيح من نور الشريف بطل العمل وشاركه البطولة محمود عبد العزيز الذي حل بديلا لـ احمد زكي بعد خلافات مع داوود، قدم في مشواره القصير عددا من الاعمال الهامة مثل " البحث عن سعيد مرزوق، الكيت كات، ارض الخوف، سارق الفرح، رسائل بحر، ارض الاحلام، مواطن و مخبر وحرامي، ثم قدرات غير عادية وهو آخر اعماله السينمائية.
حصل على جوائز الإخراج عن أفلام الصعاليك، البحث عن سعيد مرزوق، الكيت كات، أرض الخوف رسائل بحر.
جاء فيلما الكيت كات وأرض الخوف في قائمة أفضل 100 في تاريخ السينما المصرية وافلام الكيت كات وارض الخوف و رسائل بحر في قائمة افضل 100 في السينما العربية.