دراسة حديثة تكشف تفاصيل خطيرة عن فيروس كورونا
كشفت دراسة أمريكية حديثة، عن تطور خطير في فيروس كورونا، الذي غزى العالم قبل عامين، ومازال يسجل ملايين الإصابات حول العالم حتى الآن.
حيث توصلت الدراسة الحديثة إلى أن الفيروس التاجي "سارس كوف 2" المسبب لمرض "كوفيد 19"، يمكنه الانتشار خلال أيام من الشعب الهوائية إلى القلب والدماغ وتقريبا كل عضو في الجسم، وقد يظل نشطا لأشهر.
وأفاد باحثون في معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، إنهم خلصوا إلى أن العامل الممرض قادر على التكاثر في الخلايا البشرية خارج الجهاز التنفسي، كما أوضحوا أن النتائج، التي نُشرت عبر ورقة لا زالت قيد المراجعة في مجلة "نيتشر".
وتشير إلى أن تأخر إزالة الفيروس كمساهم محتمل في الأعراض المستمرة، التي تدمر ما يسمى بـ"مرضى كوفيد لفترات طويلة".
تحسين رعاية المصابين
فيما أكد معدو الدراسة إن فهم الآليات التي يستمر بها الفيروس (داخل الجسم)، إلى جانب استجابة الجسم لأي خزان فيروسي، يعد بالمساعدة في تحسين رعاية المصابين.
وقد أفاد زياد العلي، مدير مركز علم الأوبئة الإكلينيكي في نظام الرعاية الصحية لشئون المحاربين القدامى في ولاية ميسوري، والذي قاد دراسات منفصلة حول الآثار طويلة المدى للفيروس ،أن هذه الدراسة تشكل "عملا مهما للغاية".
كما أوضح أيضا أن "لفترة طويلة حتى الآن، كنا نخدش رؤوسنا ونتساءل لماذا يبدو أن إصابات كوفيد الممتدة طويلا تؤثر على العديد من أنظمة الأعضاء، لكن هذه الورقة تلقي بعض الضوء، وقد تساعد في تفسير سبب حدوث الإصابات الممتدة حتى في الأشخاص الذين يعانون من مرض حاد خفيف أو دون أعراض".
الحالات المميتة لكورونا
وتجدر الإشارة إلى أنه تستند هذه الدراسة إلى بيانات جمعت من حالات "كوفيد" المميتة، وليس المرضى الذين يعانون من إصابات ممتدة أو التي يطلق عليها أيضا "مضاعفات ما بعد الإصابات الحادة".
والجدير بالذكر أيضا أن فيروس كورونا يصيب الخلايا خارج المسالك الهوائية والرئتين، كان موضع خلاف مستمر، وقدمت العديد من الدراسات أدلة تؤيد وتعارض هذا الاحتمال.
وخلال الدراسة اكتشف الباحثون استمرار الحمض النووي للفيروس في أجزاء متعددة من الجسم، بما في ذلك جميع أنحاء الدماغ، لمدة تصل إلى 230 يوما بعد ظهور الأعراض.
لذا فقد أوضح معدو الدراسة ، أن "تُظهر نتائجنا بشكل جماعي أنه في حين أن العبء الأكبر للفيروس يقع في الشعب الهوائية والرئة، فإنه قادر على الانتشار مبكرا أثناء العدوى وإصابة الخلايا في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك وعلى نطاق واسع- جميع أنحاء الدماغ".
وعلى إثر ذلك يفترض الباحثون أن العدوى التي تصيب الجهاز الرئوي قد تؤدي إلى مرحلة مبكرة من "الانتشار الفيروسي"، حيث يكون الفيروس موجودا في مجرى الدم ويتم زرع بذوره في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك عبر الحاجز الدموي الدماغي، حتى في المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة أو دون أعراض.
فيما أفادت الدراسة أيضا بضرورة التفكير في المرض كفيروس جهازي، قد يتخلص منه بعض الأشخاص، ولكن في البعض الآخر، قد يستمر لأسابيع أو شهور وينتج عنه أعراضا ممتدة - وهو اضطراب شامل متعدد الأوجه .