أزهري: وصية التبرع بالأعضاء جائزة.. ولكن
انتشر في الآوانة السابقة الجدل حول هل تجوز كتابة وصية قبل الوفاة بالتبرع بالأعضاء أم أن هذا يخالف الدين؟، حيث اختلفت الأراء بين أهل الدين، وبدأ البحث عن كلمات التبرع بالأعضاء يجتاح محرك البحث العالمي جوجل، لمعرفة رأى أهل الدين والعلم في هذا الأمر.
ويحاول العلماء بشكل يومي التقدم والابتكار في الاكتشافات العلمية والطبيبة، لعلاج أصعب المشكلات الصحية، والحفاظ على حياة الإنسان والارتقاء بها، كما أن عملية نقل الأعضاء ساهمت بشكل كبير في إنقاذ المئات من حياة الأشخاص، إلا أن هناك أراء مختلفة حول صحة نقل الأعضاء أو التبرع بها، لذلك سنوضح أراء أهل الدين في هذا الأمر.
التبرع بالأعضاء داخل مصر
هناك الكثير من الأطباء الذين يتاجرون في الأعضاء البشرية، ويستغلون تواجد الميت داخل المستشفى بسرقة أعضائه بدون علم أهله، لذلك حددت مصر قانونًا خاصًا بزرع الأعضاء، وهو القانون رقم 5 الصادر في عام 2010، وينص على أن أى محاولة لاستئصال أعضاء الميت قبل موافقة لجنة ثلاثية، سيعاقَب مرتكبها بالسجن المؤبد وغرامة تصل إلى 300 ألف جنيه.
رأي الأزهر في التبرع بالأعضاء
ويقول الدكتور أبو اليزيد سلامة، باحث علمي في الأزهر الشريف، إنه لا يجوز للشخص بيع أعضائه بمقابل لأن هذا حرام شرعًا، وأن الله سبحانه وتعالى وهبه نعمة لا يجوز بيعها، ويقول الله في كتابه الكريم «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا»، فلا يجوز بيع الأعضاء.
وأضاف الدكتور أبو اليزيد أنه يجوز للإنسان التبرع بأحد أعضائه لشخص مريض من أحد أقاربه أو ممن يستحب إليهم ولكن بدون مقابل، وتكون بمثابة حفاظ على حياة الإنسان الآخر، ولكن هناك ضوابط أيضا في هذا الأمر، وهى لابد من التأكد من أن هذا الشأن لا يؤثر عليه صحيًا، فلابد من أخذ رأى الطبيب المتخصص أولًا وهو من يحكم الجدل حول هل يجوز نقل العضو أم لا، حتى لا يتسبب لنفسه ضررًا صحيًا قد يؤدى لوفاته.
وتابع الدكتور أبو اليزيد بأن بالنسبة لأمر كتابة وصية قبل الوفاة بالتبرع بالأعضاء للمرضى، فهذا يحتاج إلى عدة ضوابط وقوانين لابد من أن تحددها الدولة أولًا، حتى لا يصبح جسم الإنسان عبثًا في أيدى الأطباء، ولا يصبح الأمر عبارة عن تجارة بالبشر.