جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:51 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إلغاء التشعيب| «التعليم» تتخذ القرار المفاجئ.. تخفيف أم عبء جديد؟

الديار_حسام فاروق

فاجأ الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، طلاب المرحلة الثانوية، بإعلانه أن هذا العام هو نهاية التشعيب في الثانوية العامة، مما تسبب في حالة من الجدل أدت إلى انقسام الآراء ما بين مؤيد ومعارض لهذا القرار المفاجئ، وأدى إلى لغط كبير في أوساط الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين وأساتذة الجامعات.

الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم

طلب إحاطة بالبرلمان

وفي نفس السياق، تقدم النائب مصطفى سالم، وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، بطلب إحاطة ضد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، بشأن ما أعلنه عن اقتصار الثانوية العامة على شعبة علمية وأخرى أدبية، دون شعبتي العلمي علوم وعلمي رياضة، والتى معمول بها الآن.

النائب مصطفى سالم

وتساءل النائب مصطفى سالم عن فلسفة توقيت إصدار هذا القرار المفاجئ وبعد مرور نصف العام الدراسي؟ ولماذا لم يقم الوزير باتخاذه قبل بداية العام الدراسي حتى تكون الرؤية واضحة أمام طلاب الفرقة الثانية ثانوي ليتمكنوا من اتخاذ القرار المناسب لهم ولقدراتهم العلمية؟

التعليم: القرار للتخفيف عن الطالب

بدوره، أكد الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التعليم، أن إلغاء التشعيب في صالح الطالب، حيث سيدرس المواد بكميات قليلة موضوعة خصيصا، بحيث يكمل دراسة باقي المواد في الجامعة خلال السنة التمهيدية.

وأضاف مجاهد، في تصريحات لـ"الديار"، "لقد سمعت عن موضوع التشعيب مثلي مثلكم، حيث إنني كنت مصاحبا للوزير في فنلندا خلال رحلته التي قمنا فيها بعمل بروتوكولات تعاون مثمرة هناك".

الدكتور محمد مجاهد نائب وزير التعليم

وأوضح نائب وزير التعليم أن إلغاء التشعيب هو أمر جيد لكي لا نثقل على الطالب، فالتعليم تغيرت منهجيته في هذه الأيام، فمثلا الطالب الذي سيدخل كلية الهندسة سيدرس باقي المواد التي لم يدرسها في الثانوية، وذلك أثناء التمهيدي، وأنا كنت طالبًا بكلية الهندسة وأعي ذلك جيدا".

قرار متسرع دون دراسة

بينما وصف الدكتور محرز غالي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، فكرة التشعيب بـ"القرار المتسرع"، متسائلًا: كيف يأخذ الوزير مثل هذه الخطوة دون دراسة أو عمل استفتاء شعبي حول هذا الموضوع، خاصة أن مصر قد ألغت التشعيب قديما وباء هذا القرار بالفشل.

محرز غالي أستاذ الصحافة بكلية الإعلام

وأشار "غالي" إلى أن الدول كلها لديها نظام التشعيب، حيث يعمل هذا النظام على الجد والاجتهاد لحصول الطالب على مجموع عالٍ، أما في النظام الجديد ممكن أن يحدث تدنٍ في المجاميع، مما يقلل من هيبة كليات القمة، حيث ستضطر لتقليل تنسيقها حسب مجاميع الطلبة.

وأضاف أستاذ الصحافة أن الطالب سيدرس مواد لا يحبها ويهرب منها للقسم الذي يحبه عن طريق التشعيب، وهذا أمر خطير جدا، حيث إن الأصل في الثانوية العامة الميول ورغبة الطالب في التشعيب، ومن هنا وعن طريق التشعيب تلغي فكرة الميول والفروق الفردية.

طلاب الثانوية

واستكمل "غالي" حديثه بأن إلغاء التشعيب سيعمل على عملية قصور في دراسة المواد، حيث إن المواد في التشعيب تتصف بالكمال وبإلغائه سيكون هناك إقلال بالمواد لعدم عمل أعباء على الطلاب.

غالي: القرار يحتاج استفتاءً

وتساءل غالي مجددا: لماذا يصر وزير التعليم على أن المجاميع التي يحصل عليها الطالب هي مجاميع وهمية وأن نظامه هو الأمثل، الطلبة في الثانوية في بريطانيا وفرنسا وأمريكا يحصلون على درجات ١٠٠% وأكثر من ١٠٠% هل نحن أعلى من هذه الدول ونظامهم فاشل ونظامنا هو الأمثل؟

واختتم غالي: "أرجو أن يراجع الوزير موقفه ويكون هناك استفتاء بين الطلبة ورجال التعليم وأساتذة الجامعات للوقوف على هذا القرار ومدى نجاحه ودراسته دراسة جيدة قبل تطبيقه"، وتخوف غالي من فكرة الدمج، حيث إن تجاربنا في التطوير في الصف الرابع الابتدائي تجعلنا نتخوف من فكرة المناهج الجديدة وما تحمله من مفاجآت للطلاب.

طلاب الثانوية

محمود يوسف: النظام الحالي هو الأمثل

ويرى الدكتور محمود يوسف، أستاذ العلاقات العامة بجامعة القاهرة، أن النظام الحالي للثانوية العامة هو النظام الأمثل وجميع دول العالم فيها التشعيب، ويجب أن يكون القرار مدروسًا قبل تطبيقه، لأن هذا سيشكل عبئا كبيرا على الطلبة وأولياء الأمور.

الدكتور محمود يوسف أستاذ العلاقات العامة بجامعة القاهرة

وأشار يوسف إلى أن النظام الحالي يأخذ فيه الطالب المتشعب حوالي 8أو9 دروس خصوصية، فما بالك بالنظام الجديد والذي سيضيف عبئا كبيرا بزيادة عدد الدروس، متسائلًا: ماذا يفعل الطالب وأسرته لو كانت ظروفه المادية لا تسمح بذلك هي الآن لا تسمح فما بالك بزيادة المواد والدروس؟

سنتر دروس خصوصية

وأضاف "يوسف" أن فكرة إلغاء التشعيب غير مقبولة بالنسبة للطلبة، والتي تزيد من مخاوف أولياء الأمور، حيث إن الوزارة أصبحت ليست محل ثقة من حيث النظام التعليمي الجديد.

طالبة ثانوية: سنحول أدبي

وباستطلاع رأي إحدى طالبات الثانوية العامة، تقول الطالبة "آية" إن التشعيب بالنسبة للطالب سيؤدي إلى عدم الإقبال على القسم العلمي والتحويل للقسم الأدبي بسبب المخاوف من كثرة المواد التي ستزيد في القسم العلمي.

طلاب الثانوية

وأضافت الطالبة أن المخاوف بسبب "أننا الآن ندرس مواد قليلة ونعتمد فيها على الفهم وليس كالماضي كانت تعتمد على الحفظ، فما بالك بالمواد التي ستزيد بالقسم العلمي، هذا سيشكل عبئا كبيرا على الطالب حتى لو حصل تعديل على المواد نحن أثناء الامتحان يكون أمامنا السؤال وله إجابات متشابهة، مما يعرضنا للقلق الشديد تجاه عملية عدم التشعيب".