الأمم المتحدة تدعو إلي إحياء المفاوضات بشكل عاجل بإقليم دارفور
من صاحب المصلحة في زعزعة أمن واستقرار إقليم دارفور؟
اندلعت الاشتباكات القبلية من جديد، اليوم الأربعاء، بين القبائل العربية والمسيرية في منطقة “جبل مون" بولاية غرب دارفور السودانية.
ووفقا لـ"العين" الإخبارية، كشف محمد أحمد علي، مدير منظمة "ظلال للسلام والتنمية" في محلية جبل مون، عن مقتل 12 شخصا وإصابة 4 آخرين يقبعون حاليا في مستشفى صليعة بولاية غرب دارفور جراء الاشتباكات، مشيرًا إلى حرق عدد من المنازل في قرى محيطة بمنطقة جبل مون، فضلا عن نزوح سكان هذه المناطقة، حيث اتهم حاكم إقليم دارفور منى أركو مناوي، جهات لم يذكر اسمها أمس، أنها تعمل على زعزعة الأمن وإعاقة التنمية في الإقليم.
وأوضح مناوي، في تصريح صحفي قائلا: "جميعكم تابعتم الأحداث الدموية المؤسفة التي بدأت في ولاية غرب دارفور وراح ضحيتها عدد من الأفراد"، مؤكدا وجود أيادٍ خفية لا تريد لهذا الإقليم أن يستقر وينهض لتضارب هذا مع مصالحهم الشخصية".
وبدوره، شكّل المجلس الأعلى المشترك للترتيبات الأمنية في السودان، أمس، قوة مشتركة رادعة ذات مهام خاصة، ومنحها سلطات واسعة في ضبط وحسم كل الأزمات وجمع السلاح بولايات دارفور.
فرض هيبة الدولة
وأعرب مجلس "السيادة" السوداني عن أسفه لوقوع أحداث عنف في بعض مناطق ولايات دارفور وكردفان، أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا، وإتلاف للممتلكات.
وقرر المجلس فرض المزيد من الضوابط والسيطرة على الأوضاع في تلك المناطق، وفرض لهيبة الدولة، وسيادة حكم القانون والحد من تدفق السلاح من دول الجوار.
تهديد خطير
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها لما يحدث في جنوب السودان، محذرة القادة هناك بأن "عملية السلام الموجودة حاليا هاشه وتواجه تهديدا خطيرا نظرا لعدم تحقيقها أي تقدم يذكر"، كما دعت إلى إعادة إحياء المفاوضات بشكل عاجل.
ناقوس الخطر
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، إن لم يجر تسريع وتيرة العملية فقد تصبح غير قابلة للاستمرار.
وأفاد "هايسوم"، في مؤتمر صحفي، بأنه "يتعين على الأحزاب أن تمنح العملية طابعا ملحا جديدا وتظهر رغبة مستدامة جماعية وسياسية لوضع حلول نهائية لأجزاء الاتفاق الأهم"، ملمحا "بكل بساطة، لا يمكن الاستمرار في نهج يقوم على بقاء الأمور على حالها".
وأشار هايسوم، إلى أن هناك ناقوس خطر بشأن أزمة الفيضانات الشديدة التي تجتاح البلاد، والتي تؤثر على أكثر من 800 ألف شخص بعد أمطار موسمية استمرت ستة أشهر، موضحا بالقول "لا يمكنني وصف الوضع إلا بأنه سيئ، لا تتراجع مياه الفيضانات وما زال هناك مئات آلاف النازحين ممن هم بحاجة إلى مساعدات عاجلة.
معاناة جنوب السودان
يذكر أن جنوب السودان قد عانى من عدم استقرار مزمن منذ الاستقلال عام في2011، فضلا عن الحرب الأهلية التي استمرت خمس سنوات بين قوات موالية للرئيس سلفا كير وأخرى موالية لنائبه رياك مشار، والتي أدت إلى مقتل حوالي 400 ألف شخص، حيث وصلت الأحزاب المتخاصمة على اتفاق العام 2018 والذي أنهى الحرب، لكن لا تزال بعض أبرز بنود الاتفاق غير مطبّقة.