جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 02:32 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لماذا يشعر الغرب بالقلق بشأن وجود القوات الروسية على حدود أوكرانيا؟

الأزمة الروسية الأوكرانية تهدد أمن العالم
الأزمة الروسية الأوكرانية تهدد أمن العالم

يمثل التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية أزمة أمنية كبيرة في المنطقة، مع احتمال أن تتضاعف لتصبح صراعًا أوسع، حيث قالت أوكرانيا إن روسيا حشدت حوالي 90 ألف جندي على الحدود، وتؤكد تقارير المخابرات الأمريكية أن غزو روسيا لأوكرانيا ممكن في وقت مبكر من الشهر المقبل.

وأظهرت روسيا، مؤخرًا في عام 2014، أنها لا تنفر من القيام بعمل عسكري في أوكرانيا، وفي ذلك العام، استولت روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا فيما كان أول مرة تقوم فيها دولة أوروبية بضم أراض من دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية.

ما هي مصالح روسيا والغرب في أوكرانيا؟

 

وتشترك أوكرانيا وروسيا في مئات السنين من الروابط الثقافية واللغوية والعائلية، وكجزء من الاتحاد السوفيتي، كانت أوكرانيا ثاني أقوى جمهورية سوفيتية بعد روسيا، وكانت ذات أهمية استراتيجية واقتصادية وثقافية.

ومنذ انفصال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي، تنافست كل من روسيا والغرب من أجل نفوذ أكبر في البلاد من أجل الحفاظ على ميزان القوى في المنطقة لصالحهما.

وبالنسبة للكثيرين في روسيا، يعد التراث المشترك للدول قضية عاطفية تم استغلالها لأغراض انتخابية وعسكرية. أما بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تعد أوكرانيا منطقة عازلة حاسمة بين روسيا والغرب.

ومع تصاعد التوترات مع روسيا، تصمم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل متزايد على إبعاد أوكرانيا عن السيطرة الروسية.

وكانت الجهود المبذولة لإدخال أوكرانيا في حلف الناتو مستمرة منذ سنوات عديدة ويبدو أنها تسارعت وتيرتها مؤخرًا، حيث أعلنت روسيا أن مثل هذه الخطوة خط أحمر، مع قلق موسكو من تداعيات توسيع التحالفات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة حتى أعتابها.

وبالعودة للماضي، شهد نوفمبر 2013 بداية الاحتجاجات الجماهيرية في جميع أنحاء أوكرانيا، ولكن بشكل خاص في ميدان كييف أو الميدان المركزي، فكان المتظاهرون غاضبين من قرار الرئيس الأوكراني آنذاك الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا بدلًا من الاتحاد الأوروبي.

وشهدت الاحتجاجات، المعروفة باسم حركة الميدان الأوروبي، اشتباكات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن بلغت ذروتها في فبراير 2014، وأدت إلى الإطاحة بيانوكوفيتش.

بعد فترة وجيزة، وسط مخاوف من تنامي النفوذ الغربي في أوكرانيا، قررت روسيا اتخاذ إجراءات بغزو شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءًا من أوكرانيا، وبدأت موسكو أيضًا في إثارة حركة انفصالية في شرق أوكرانيا، التي تضم العديد من الروس عرقيًا.

وأعطى غزو شبه جزيرة القرم وضمها اللاحق لروسيا تفوقًا بحريًا في المنطقة، كما أعطت الرئيس فلاديمير بوتين دفعة كبيرة في شعبيته داخل روسيا؛ ومع ذلك، فقد تم إدانته على نطاق واسع من قبل القوى العالمية، وأدى إلى فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو، كما أدى إلى تعزيز التزام كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لحماية سلامة حدود أوكرانيا.

ماذا يحدث الآن بين روسيا وأوكرانيا؟

 

مع تحركها لعدد كبير من القوات نحو الحدود، تسعى روسيا للحصول على تأكيدات من الولايات المتحدة بأن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو.

وأوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه غير مستعد لتقديم أي تأكيد من هذا القبيل، وقد ترك هذا البلدان في مواجهة، حيث كان عشرات الآلاف من القوات الروسية على استعداد لغزو أوكرانيا في وقت قصير، ولم يتزحزح الغرب عن مطالب روسيا.

وتحدث بوتين وبايدن عبر رابط فيديو يوم الثلاثاء، ويعتقد العديد من الخبراء أن روسيا تبقي التوترات عالية على الحدود الأوكرانية من أجل تخفيف العقوبات وغيرها من التنازلات من الغرب، وتبذل جهود دبلوماسية، يشارك فيها مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وأوكرانيون وروس، لتجنب العمل العسكري.

واعترف المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن، بأنهم غير متأكدين من نوايا بوتين، إذا فشلت الجهود الدبلوماسية لوقف الغزو، وقال مسؤولو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إنهم قد يفرضون عقوبات شديدة على روسيا في حالة العمل العسكري على الحدود الأوكرانية.

وفي هذا الشأن، يقول الخبراء إن العقوبات قد لا تكون كافية لردع أي نوع من العمل العسكري من قبل الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، فمن شأنه أن يعجل بأزمة كبيرة للعالم بأسره، وحتى الآن لم يتم مناقشته من قبل أي من الأطراف المعنية.