هل ستعود العلاقات بين بيروت ودول الخليج؟

قرر وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي اليوم الجمعة، الاستقالة بشكل رسمي من منصبه، حيث أكد أن ذلك بدافع حرصه على مصلحة بلاده و أهلها ، كما أنه لا يريد أن يكون سبب لأذي اللبنانيين في السعودية والخليج .

وجاءت تصريحات قرداحي خلال مؤتمر صحفي، حيث قال فيه "قصتي أصبحت معروفة ولا أعتقد أن هنا داع لتكرار التفاصيل والتطورات ،منذ أن بثت المقابلة الشهيرة ولا أعتقد أن هناك داع للتذكير أن المقابلة أجريت قبل أكثر من شهر من تعييني وزيراً للإعلام وما رد فيها لا يلزم الحكومة بشيء، ولم أقصد في كلامي الإساءة لأحد بل دعوة صادقة لوقف الحرب لمصلحة الأطراف المتحاربة".

 أزمة التصريحات.. و من ثم الهجوم

فيما تابع جورج قرداحي خلال مؤتمره الصحفي، بقوله "المقابلة بثت بعد 3 أشهر وفتحت على حملة شعواء ومقصودة في الإعلام اللبناني والمواقع ووسائل التواصل وصوروا ما قلته وكأنه جريمة بحق السعودية وانتقلت الحملة على الخليج وإعلامه".

وخلال تصريحات أوضح أيضاً وزير الإعلام اللبناني المستقيل، أن "هذه الحملات المسعورة التي تضمنت الكثير من التطاول أزعجتني في مشاعري تجاه أناس أحبهم في السعودية والإمارات والخليج.. وأزعجتني أكثر لأنه بسبب هذه الحملة، باشرت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي إجراءات مقاطعة دبلوماسية واقتصادية وتجارية.. وأزعجتني لأنها تسببت بحال من القلق لدى اللبنانيين في الخليج الذي خافوا على أعمالهم ومصالحهم وما أزعجني، هو تحميل شعب بكامله كلام قلته بحسن نية وصدق ومحبة".

°في البدايه رفضت الاستقالة.. لأن لبنان لا يستحق هذه المعامله

وأفاد قرداحي خلال مؤتمره الصحفي "وجدت أنه من المنطقي أن أرفض الاستقالة تحت الضغط والتحامل الجائر.. رفضت الاستقالة لأقول إن لبنان لا يستحق هذه المعاملة، ولكن نحن اليوم أمام تطورات جديدة، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذاهب إلى السعودية بزيارة رسمية، وفهمت من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قابلته قبل 3 أيام، أن الفرنسيين يرغبون باستقالتي قبل الزيارة لتساعد على فتح الحوار مع السعوديين ومستقبل العلاقات".

° قبل الاستقالة.. تم التشاور

وعلى إثر ذلك فقد ذكر قرداحي، أنه "تشاورت مع الوزير السابق سليمان فرنجية وجميع الحلفاء بهذا الأمر وتركوا لي حرية اتخاذ الموقف المناسب".

ولذا فإنه "بعد التفكير العميق وحرصاً مني على استغلال الفرصة دعوتكم لأقول أنني لا أقبل أن أكون سببا لأذى اللبنانيين في السعودية والخليج، وبين أن يقع الظلم والأذية على أهلي وبين أن يقع علي أنا فضلت أن تكون مصلحة بلدي أهم من مصلحة جورج قرداحي، ولبنان أهم من جورج قرداحي ومصلحة اللبنانيين أهم من أي منصب".

وأختتم قرداحي تصريحاته ،بقوله "وجدت أن بقائي في الحكومة عبثي، لذلك قررت التخلي عن الموقع الوزاري على أن أبقى في خدمة وطني حيث أكون".

°قرداحي.. حرب اليمن لن تستمر إلى الأبد

والجدير بالذكر أن وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي،وخلال حديثه استطرد بقوله إن "حرب اليمن لن تستمر إلى الأبد وسيأتي يوم يجلس فيه المتحاربون على الطاولة ويتصافحون، وآمل يومها أن يتذكروا رجلا من لبنان دعا إلى وقف الحرب محبة باليمن وشعبها والسعودية وشعبها والإمارات وشعبها وكل الخليج العربي ومحبة بلبنان".

ويذكر أن تسببت تصريحات قرداحي عن حرب اليمن، في استدعاء السفير السعودي من بيروت ،كما أمهلت السفير اللبناني 48 ساعة لمغادرة البلاد،وهو ما فعلته كل من الإمارات و البحرين و الكويت.

بعد الاستقالة.. هل ستعود العلاقات

ولكن عقب الاستقالة ،هل ستنجح المساعي الرامية لعودة العلاقات بين بيروت من جهة ودول الخليج من جهة أخرى، وهل هذه الخطوة ستكون كافية لذلك.

 يأتي التساؤل أيضاً حول إمكانية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون  في العمل على تحسين العلاقات بين لبنان ودول الخليج ،على إثر إستقالة جورج قرداحي.