الدكتورة فاديا كيوان: تكليف «بودن» بالحكومة ليست الخطوة الرائدة الأولى لتونس
قالت المدير العام لمنظمة المرأة العربية د.فاديا كيوان:."هذه ليست الخطوة الرائدة الأولى، التى تتخذها تونس، فعندما شهدنا جميعا تسمية إمرأة لتشكيل الحكومة على الرغم من الشعور الدائم بالقلق على تونس بشكل خاص، وعلى الرغم من القلق الشديد على ابرز الدول التي حققت المرأة العربية من خلالها مكتسبات والتي يظل عدم الاستقرار سببا رئيسيا قد يطيح ببعضها، لابد وأن نعي جيدا أن هذا التكليف يمثل ذروة ما قد نصبوا إليه كنساء في المنطقة العربية.. وباسم كل إمرأة عربية أتمنى التوفيق لرئيس الوزراء "نجلاء بودن" في قيادة البلاد في مثل هذه المرحلة الدقيقة والصعبة، نحو شاطئ استقرار وسلام وأمان للتونسيين الأشقاء.
وأضافت كيوان:."في رسالة مباشرة بعث بها الرئيس التونسي قيس سعيد لكل تونسي والمجتمع العربي والمجتمع الدولي مضمونها الرئيسي التأكيد على التصدي لكل محاولة فاشلة هدفها السيطرة على مفاصل الدولة والعودة بالمراة التونسية، حيث عصور الظلام والجهل و الاصرار على تحقيق مسار التصحيح الذي انطلق في تونس والذي من أبرز ملامحه التأكيد التام على الدور المحوري للمرأة في مهمة التصحيح وإعادة البناء والتقدم بالبلاد من جديد.
كما أشارت د.فاديا كيوان: "هذا والجدير بالذكر الجهود التي تقوم بها المنظمة في هذا الإطار والتي كان من أبرزها الدورة التدريبية، التي عقدت خلال أكتوبر الماضي والتي تعد حلقة ضمن سلسلة طويلة نقودها منذ أعوام، نتناول من خلالها محاور سياسية ذات اهتمام عام، نحاول من خلالها تعزيز ثقافة المراة العربية وقدراتها على الحوار والتفاوض في ازمنة صعبة.
الجدير بالذكر ما شهدته الدورة من حضور لنخبة من النماذج النسائية من مختلف البلدان العربية والجمع بين عدد من المشاركات في برنامج التمكين السياسي لدينا وأخريات دبلوماسيات شابات، هذا لمناقشة التفاوض الدولي ماليا وتنمويا.
"فالتعاون الدولي من وجهة نظرنا ليس قائم فقط على اللقاءات الدبلوماسية خاصة في المرحلة الراهنة، بل أصبح يتناول موضوعات شائكة كثيرة، هذا بالإضافة إلى جلسات متخصصة مع عدد من الخبراء والتي تناولت صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وسبل التعاون مع الاتحاد الأوربي في مجالات التنمية التي تخص النساء العربيات، للتوسع في دائرة المعلومات".
أخيرا وفي رسالة مباشرة للوطن "لبنان" أكدت كيوان: "أولا هناك شعور لا يجوز أن نغفله، بالارتياح نتيجة تشكيل الحكومة في لبنان، فالحكومة من وجهة نظري أفضل بكثير من الفراغ، الذي عانى منه لبنان خلال ما يزيد عن العام، حيث مرحلة صعبة للغاية سواء إقتصاديا أو أمنيا، وصراحة ليس لدى أوهام في قدرة الحكومة في هذه المرحلة على انجاز المعجزات، رغم أن غالبية الأسماء التي تتضمنها الحكومة هي أسماء معروفة ولكن لابد وأن نمنحهم الفرصة لخدمة البلاد، وأن نعي جيدا أن المرحلة الراهنة هي مرحلة انتقالية وقد يكون هامش العمل ضيق لديهم، فإذا استطاعوا إنجاز الجزء الرئيسي نكون شاكرين، ألا وهو إعادة الكهرباء للمنازل والمؤسسات وتوفير الوقود في الأسواق واستخدام الاموال التي وعد لبنان بها في هذه المرحلة من قبل البنك الدولي بصورة رئيسية لتحسين الظروف المعيشية لفئات واسعة من اللبنانيين، التي أصبحت دون خط الفقر لسوء الحظ، وهو أمر يخجلني ويؤلمني كثيرا في ضوء ما هو معروف عن كل مواطن لبناني من حياة كريمة.. ولكن مع الأسف فجأة ضاقت سبل العيش على الجميع حتى بالنسبة لمن لديهم إمكانيات مادية ولكن ليس لديهم القدرة للوصول لايدعاتهم المصرفية للتصرف فيها، فقد عاني الجميع من قيود قاسية".