جريدة الديار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 03:49 مـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ما مصير سد النهضة اذا سقطت أديس أبابا في يد التيجراي وحلفاؤها؟!

آبي احمد
آبي احمد
تبدو السياسة الاقصائية التي انتهجها رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد في التعامل مع المعارضة السياسية وحتى العسكرية في البلاد اسفرت عن  احتقان سياسي. ذلك الاحتقان الداخلية ترافق مع ازمات خارجية آخرها أزمة سد النهضة مع السودان ومصر، تسببت في دفع الاوضاع في اثيوبيا نحو الانفجار والحرب الاهلية.

اكبر خطر يواجه آبي الان هو التحالف الذي تم بين جبهة تحرير تيجراي وجيش تحرير الأورومو والتقدم السريع لقواتهما على الارض، والتي باتت تبعد 340 كيلومترا عن العاصمة أديس أبابا، بعد سيطرة مقاتلي جبهة تحرير تيجراي على مدينتي ديسي وكمبلوتشا الإستراتيجيتين،وتقدمهم نحو مدينة كميسي، فيما قامت الحكومة بإعلان حالة الطوارئ في كل أرجاء البلاد.
التيجراي وحلفاؤها الجدد باتوا اكثر تصميما على انهاء حكم آبي بعد إعلان 9 فصائل، تشكيل تحالف تحت اسم الجبهة المتحدة للقوات الفدرالية والكونفدرالية الاثيوبية ومن ابرز مكونات هذا التحالف جيش تحرير أورومو وجبهة تحرير تيجراي وحركة آغاو الديمقراطية.

مراقبون للمشهد الاثيوبي، حذروا من ان الحرب  تثير الكثير من التساؤلات حول من يجب أن يحكم وكيف يستمر، وتجعل من الصعب نجاة اثيوبيا من التفكك.
وفي مقال راي لمجلة فورين ، رأت فيه أن الصراع في اثيوبيا استقطب العديد من القوى الأجنبية، منها الصين ومصر وإريتريا والصومال والسودان وتركيا والإمارات وامريكا، مما يزيد مخاطر وقوع إثيوبيا ضحية حروب بالوكالة بين قوى إقليمية وعالمية متنافسة.

 وما يُفاقم الأزمة عدم وجود رؤية مقنعة ومشتركة على نطاق واسع بين المعارضة لطبيعة حكم الدولة الإثيوبية. 
ويؤكد المراقبين للشأن الاثيوبي  على ان الأمور لن تتسبب في اثيوبيا حتى لو توقف القتال ورحل آبي، لأن الخلافات حادة. 

اغلب المحللين السياسيين للوضع الاثيوبي، ينفون نفيا قاطعا من ان الامور ستسير لصالح مصر والسودان.
فيما يخص موضوع سد النهضة الاثيوبي الذي يهدد حصة البلدين في مياه النيل، في حال واصلت قوات المعارضة زحفها نحو العاصمة اديس ابابا واسقاط حكم آبي.
 حيث يؤكد محللون سياسيون  ل الديار،ان مشكلة سد النهضة ليست مرتبطة على الاطلاق بشخص آبي أحمد وحده ، وإنما الأورومو، المعارضين له، هم الذين بدأوا مراحل التجهيزات الأولية للسد أيام ميليس زيناوي، وهم يعتبرونه مشروعهم القومي.
وان اختلافات وصراعات القبائل والطوائف الأثيوبية حول موضوعات ومشكلات متعددة منذ عشرات السنين، ليس من بينها سد النهضة.

 تطورات الاوضاع في اثيوبيا مهما كنت نتائجها، فانها لن تؤثر على مشكلة سد النهضة، بل قد تزيدها تعقيدا، بعد ان اصبح مستقبل آبي، واثيوبيا بشكل عام، على المحك.