إدلب تصبح ساحة مواجهة خطيرة بين روسيا وتركيا
تناولت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لمحررها السياسي، تسفي برئيل الانفجارالذي حدث أمس على جسر الأسد في دمشق والذي قتل فيه 14 جنديا على الأقل وأصيب العشرات.
ولكن هذا الاتفاق لم يؤد إلى تجريد المليشيات من سلاحها وإبعاد رجال هيئة تحرير الشام الذين تعتبرهم روسيا وروسيا إرهابيين.
يبدو أن تركيا، رغم تعهدها لروسيا، لا يمكنها تقييد أيدي المليشيات، ليس هذا فقط، بل ولا تعنى بذلك لأن سيطرتها في إدلب تحولت إلى ورقة مساومة أمام روسيا في منطقة أخرى في سوريا. تقول تركيا إن روسيا لم تنفذ دورها.
ويذكر الكاتب أن اتفاق لإخلاء القوات الكردية المسلحة من منطقة الحدود بينها وبين سوريا، بالأساس من مدينة منبج ومدينة تل رفعت فأمام مطالبة روسيا إخلاء إدلب من المليشيات، فإن تركيا تطلب من روسيا أن تنفذ في البداية المطلوب منها فتخلي المقاتلين الأكراد.
ويشير برئيل إلى احتدم الخلاف، مؤخرا بين البلدين وفي 10 اكتوبر تمت مهاجمة قافلة عسكرية تركية، كما يبدو على أيدي قوات كردية، وقع فيها ضحايا من القوات الخاصة التركية. بدأت تركيا بدفع قوات عسكرية إلى المنطقة وأعلنت بأنها ستتخذ كل الوسائل لضمان سلامة جنودها تم تفسيره هذا التحذير كنية من تركيا بشن حرب في منطقة الحدود على الفور، وأن تحتل البلدات الكردية وتطرد المقاتلين الأكراد دون انتظار عملية روسية.
ولذلك دفع الجيش السوري، بحماية من روسيا، قوات نحو إدلب وهدد بشن معركة على المحافظة المتمردة واستكمال سيطرة النظام عليها. كل ذلك بعد أن فشل الطرفان في 29 أيلول في لقاء القمة بين الرئيس التركي والرئيس الروسي في الاتفاق حول مسألة إدلب. تركيا متمسكة بموقفها القاضي بوجوب رفع التهديد الكردي عن حدودها في الطرف السوري، في حين أن روسيا، الطامحة إلى تجنيد الأكراد لخطوات سياسية بادرت إليها من أجل حل الأزمة في سوريا، غير معنية بالتدهور إلى مواجهة معهم.
ويلفت الكاتب الى أن الخوف من أن انفجار أمس في دمشق وقصف سوريا لمحافظة إدلب، قد تشكل الصواعق التي ستنطلق في أعقابها معركة شاملة على هذه المحافظة من جانب الجيش السوري والقوات الروسية، الأمر الذي سيحطم الاتفاق بين تركيا وروسيا وسيحرم تركيا من إمكانية السيطرة على المحافظات الكردية ويدفع نحوها بموجات جديدة وكبيرة من مئات آلاف اللاجئين، إضافة إلى حوالي 3.5 ملايين لاجئ هم الآن على أراضيها. ولكن روسيا تدرك أيضاً أن هذا التطور قد يضعها في مواجهة أمام تركيا، بالتحديد في الوقت الذي هي بحاجة إليها فيه كحليفة أمام الولايات المتحدة.
ويختم برئيل تقريره بالقول انه لا يمكن لروسيا وتركيا السيطرة بشكل مطلق على التطورات التكتيكية مثل عمليات ستنفذها المليشيات ضد قوات الجيش السوري، أو هجمات سينفذها الأكراد ضد القوات التركية. مضيفا أن هذه الهجمات ثمة إمكانية كامنة حقيقية لحدوث معركة عسكرية مزدوجة، في إدلب وفي منطقة الحدود مع تركيا، وحدوث مواجهة خطيرة بين روسيا وتركيا.