جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 11:28 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
قائد قوات الدفاع الشعبى والعسكرى يكرم وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة البابا تواضروس يستقبل أساقفة جنوب السودان المجمع المقدس يجتمع برئاسة قداسة البابا إختيار نميرة نجم رئيسًا فخريًا للجمعية الإفريقية للقانون الدولي وسط تحذيرات من تداعيات أزمة الطاقة على إفريقيا ”القومي للإعاقة” يخرج بعدة توصيات من لقاء ”تعزيز وعي الكوادر الطبية لمحافظتي القاهرة والجيزة” إفتتاح معرض بداية لتنمية الأسرة ضمن المبادرة الرئاسية ”بداية”ولمدة 3 أيام فى البحيرة وزيرة البيئة تعقد لقاءًا مع المدير العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية UCLG AFRICA بتشريف رئيس الجمهورية..”القومي للأشخاص ذوي الإعاقة” يشارك في إفتتاح المنتدى الحضري العالمي في نسخته الـ 12 محمد صلاح فى مهمة صعبة مع ليفربول أمام ليفركوزن بـ دوري أبطال أوروبا وزارة الصحة تحذر من ”حقنة البرد”: تركيبة اجتهادية ليس لها أساس علمى وزيرة البيئة تشارك في الحوار رفيع المستوى حول المدن و أزمة تغير المناخ نتائج الانتخابات الأمريكية.. تعادل بين هاريس وترامب فى أصغر قرية أمريكية

إدلب تصبح ساحة مواجهة خطيرة بين روسيا وتركيا

انفجار دمشق امس
انفجار دمشق امس

تناولت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لمحررها السياسي، تسفي برئيل الانفجارالذي حدث أمس على جسر الأسد في دمشق والذي قتل فيه 14 جنديا على الأقل وأصيب العشرات.

ويقول برئيل انه لم تتحمل أي منظمة أو أي شخص المسؤولية عن تنفيذه، لكن الرئيس بشار الأسد عرف كما يبدو منبع الانفجار، خلال فترة قصيرة قصف سلاح الجو السوري بلدة أريحا الواقعة في محافظة إدلب وقتلت ثمانية أشخاص بينهم أطفال، ولكن دمشق لن تكتفي بهذا الرد المتناسب.
ويشير برئيل الى تحول إدلب  إلى ساحة مواجهة رئيسية في سوريا، ليس فقط بين عشرات آلاف مقاتلي المليشيات المناوئة لسوري ابل تقع إدلب في بؤرة المواجهة السياسية بين سوريا وروسيا من جهة، وتركيا من الجهة الأخرى، وهي تهدد بجر الطرفين إلى مواجهة عسكرية.
ولفتت هآرتس الى استثمار روسيا جهوداً كبيرة للحصول على عمليات محلية لوقف إطلاق النار في أرجاء سوريا بين قوات المعارضة والجيش السوري. كجزء من هذه الصفقات، وافقت القوات السورية والروسية على السماح لمقاتلي المليشيات بمغادرة البلدات التي يعيشون فيها والانتقال إلى محافظة إدلب شريطة التخلي عن سلاحهم الثقيل وإبقاء السلاح الخفيف، لتحتل مكانهم قوات النظام التي ستحل محل هذه المليشيات في هذه البلدات، وحدث ذلك بالاتفاق، لكن روسيا والجيش السوري لم يتركوا أمام هذه المليشيات أي خيار. فقد كان أمامهم خيار واحد فقط، وهو القتال أمام قوات متفوقة أو الاستسلام.
ويقول برئيل أنه في2020 قصفت الطائرات الروسية محافظة إدلب، فقتلت نحو 50 جندياً تركياً. ووصل الشرخ بين روسيا وتركيا إلى الذروة عندما اتهمت تركيا بشكل مباشر روسيا بالمس عمداً بجنودها. وفي المقابل، أوضحت روسيا بأن لا يوجد للقوات التركية ما تبحث عنه في هذا المكان. وتركيا لم تنسق وجود هذه القوات معها. ولمنع المواجهة بين روسيا وتركيا، قرر الطرفان التوقيع على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وشروطه تشبه الاتفاق الذي تم توقيعه في 2018.

 ولكن هذا الاتفاق لم يؤد إلى تجريد المليشيات من سلاحها وإبعاد رجال هيئة تحرير الشام الذين تعتبرهم روسيا وروسيا إرهابيين.
يبدو أن تركيا، رغم تعهدها لروسيا، لا يمكنها تقييد أيدي المليشيات، ليس هذا فقط، بل ولا تعنى بذلك لأن سيطرتها في إدلب تحولت إلى ورقة مساومة أمام روسيا في منطقة أخرى في سوريا. تقول تركيا إن روسيا لم تنفذ دورها. 

ويذكر الكاتب أن اتفاق لإخلاء القوات الكردية المسلحة من منطقة الحدود بينها وبين سوريا، بالأساس من مدينة منبج ومدينة تل رفعت فأمام مطالبة روسيا إخلاء إدلب من المليشيات، فإن تركيا تطلب من روسيا أن تنفذ في البداية المطلوب منها فتخلي المقاتلين الأكراد.

ويشير برئيل إلى احتدم الخلاف، مؤخرا بين البلدين وفي 10 اكتوبر تمت مهاجمة قافلة عسكرية تركية، كما يبدو على أيدي قوات كردية، وقع فيها ضحايا من القوات الخاصة التركية. بدأت تركيا بدفع قوات عسكرية إلى المنطقة وأعلنت بأنها ستتخذ كل الوسائل لضمان سلامة جنودها تم تفسيره هذا التحذير كنية من تركيا بشن حرب في منطقة الحدود على الفور، وأن تحتل البلدات الكردية وتطرد المقاتلين الأكراد دون انتظار عملية روسية.


ولذلك دفع الجيش السوري، بحماية من روسيا، قوات نحو إدلب وهدد بشن معركة على المحافظة المتمردة واستكمال سيطرة النظام عليها. كل ذلك بعد أن فشل الطرفان في 29 أيلول في لقاء القمة بين الرئيس التركي والرئيس الروسي في الاتفاق حول مسألة إدلب. تركيا متمسكة بموقفها القاضي بوجوب رفع التهديد الكردي عن حدودها في الطرف السوري، في حين أن روسيا، الطامحة إلى تجنيد الأكراد لخطوات سياسية بادرت إليها من أجل حل الأزمة في سوريا، غير معنية بالتدهور إلى مواجهة معهم.

ويلفت الكاتب الى أن الخوف من أن انفجار أمس في دمشق وقصف سوريا لمحافظة إدلب، قد تشكل الصواعق التي ستنطلق في أعقابها معركة شاملة على هذه المحافظة من جانب الجيش السوري والقوات الروسية، الأمر الذي سيحطم الاتفاق بين تركيا وروسيا وسيحرم تركيا من إمكانية السيطرة على المحافظات الكردية ويدفع نحوها بموجات جديدة وكبيرة من مئات آلاف اللاجئين، إضافة إلى حوالي 3.5 ملايين لاجئ هم الآن على أراضيها. ولكن روسيا تدرك أيضاً أن هذا التطور قد يضعها في مواجهة أمام تركيا، بالتحديد في الوقت الذي هي بحاجة إليها فيه كحليفة أمام الولايات المتحدة.

 ويختم برئيل تقريره بالقول انه  لا يمكن لروسيا وتركيا السيطرة بشكل مطلق على التطورات التكتيكية مثل عمليات ستنفذها المليشيات ضد قوات الجيش السوري، أو هجمات سينفذها الأكراد ضد القوات التركية.  مضيفا أن هذه الهجمات ثمة إمكانية كامنة حقيقية لحدوث معركة عسكرية مزدوجة، في إدلب وفي منطقة الحدود مع تركيا، وحدوث مواجهة خطيرة بين روسيا وتركيا.