محلل سوداني لـ«الديار»:المشهد معقد لعدم توافق القوى السياسية
حالة طوارئ واستنفار أمني كبير تشهدها قوات الجيش السوداني في ظل دعوات السودانيين لمظاهرات حاشدة، اليوم الخميس، في ذكرى ثورة 21 أكتوبر، التي اندلعت سنة 1964 ضد نظام الرئيس السوداني الراحل الفريق إبراهيم عبود.
وفي هذا الإطار، قال حسن شايب دنقس، باحث في الدراسات السياسية والاستراتيجية، «تأتي ذكرى أكتوبر هذا العام والبلاد تمر بحالة انقسام وتشظي كبيرين، حيث إن قوى الحرية والتغيير، الذي وقع الشراكة مع المجلس العسكري والفصيل الذي انشق منها بقيادة الحركات المسلحة التي كانت تحارب النظام السابق في إقليم دارفور والنيل الأزرق التي وقعت على اتفاق سلام جوبا التي كانت لمصر حضور فيه، اختلفا حول قيادة دفة البلاد».
وأكد الباحث السوداني، في تصريح خاص لـ«الديار»، أن الحركات المسلحة تعتقد أن قوى الحرية لم تستكمل ولا تريد إكمال عملية التحول الديمقراطي بالشكل المطلوب، إذ إنها لم تبت في قيام المجلس التشريعي وإنشاء مفوضيات الانتخابات ومكافحة الفساد وعدم إنشاء المحكمة الدستورية والنائب العام بجانب الاستئثار بالوظائف العليا في البلاد لأحزاب معينة.
وأضاف أن القشة التي قصمت ظهر البعير هي لجنة إزالة التمكين التي قال عنها التكتل الجديد إنها عملت على إزالة التمكين بتمكين جديد بجانب أن سلطاتها أعلى من الجهات العدلية، وهذا يشوه شكل الدولة، مؤكدًا أن مطالب جماعة اعتصام القصر تتمثل في الحكومة الحالية واستبدالها بحكومة تكنوقراط وفتح الوثيقة الدستورية؛ لمناقشة قضايا لم يتم التوافق عليها في منبر جوبا، وكذلك الإسراع بقوانين التحول الديمقراطي للوصول لمرحلة الانتخابات.
وأشار إلى أنه توجد أصوات داخل الحرية والتغيير تطالب بتمديد الفترة الانتقالية لعشر سنوات؛ وهذا ما ترفضه الحركات التي وقعت على اتفاقية سلام جوبا.
واختتم الباحث في الدراسات السياسية والاستراتيجية تصريحاته قائلًا: «يبقى المشهد السوداني معقدًا جدًا نسبة لعدم اتفاق القوى السياسية على مشروع ورؤية وطنية قومية متفق عليها؛ عطفًا على ذلك التدخلات الخارجية في الملف السوداني»، مؤكدًا أن الراهن السياسي السوداني في مفترق طرق، إما إنشاء دولة قوية قانعة أو دولة فاشلة ترزح تحت وطأة القوى الخارجية.