جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 11:11 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الذكرى الـ 48 لحرب أكتوبر المجیدة تاریخا لن ینسى

حرب اكتوبر 73
حرب اكتوبر 73

حرب أكتوبر ھي الحرب العربیة الإسرائیلیة الرابعة التي شنتھا كل من مصر وسوریا على إسرائیل عام 1973م، حیث بدأت الحرب في یوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق لیوم 10 رمضان 1393 ھـ بھجوم مفاجئ من قبل الجیش المصري، والجیش السورى على القوات  الإسرائیلیة التي كانت مرابطة في سیناء وھضبة الجولان، وساھم في الحرب بعض الدول العربیة، وتعرف الحرب بإسم حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان في مصر، فیما تعرف في سوریا بإسم حرب تشرین التحریریة، اما إسرائیل فتطلق علیھا اسم حرب یوم الغفران .

وتعتبر سیناء ھى جزء من أرض مصر تم إحتلالھا من قبل إسرائیل وقد أمضت القیادة المصریة طوال السنوات بین حرب 67 وحرب 73 التدبیر لإستعادة الأرض والدخول فى معركة التحریر فلم تؤدى ھزیمة مصر إلى فقدان عزیمتھا وقد إستعدت مصر للحرب عن طریق تدریب الجیش المصرى بأحدث الأسلحة وإعادة بنائھ على أحدث النظم العسكریة فى العالم، ودخلت فى حرب الإستنزاف وفیھا ألحقت بإسرائیل خسائر كبیرة وبعد أن فشلت الجھود السلیمة بإقناع إسرائیل فى الانسحاب من الأرض العربیة المحتلة، وتطبیق قرار مجلس الأمن رقم 242 لسنة 67م، فقد قررت مصر الدخول فى حرب التحریر، وذلك بالتعاون الوثیق مع القوات السوریة، تحت إشراف القیادة الإتحادیة بقیادة الفریق أحمد إسماعیل على، وبعدما أتمت مصر الإستعداد قامت بضرب إسرائیل بالتعاون مع سوریا فى مفاجأة أذھلت إسرائیل بل والعالم أجمع .

مراحل عملیات حرب أكتوبر 73:

بدأت العملیات العسكریة المصریة السوریة لإستعادة سیناء والجولان فى یوم 6 أكتوبر 1973م، وتم ذلك على أربع مراحل اولھما تحقیق المھمة الأساسیة وتشمل..

اولاً.. الضربة الجویة الشاملة

والتى بدأت الساعة الثانیة ظھراً، حیث أقلعت 220 طائرة مصریة مقاتلة من 20 قاعدة جویة بعبور القناة وكانت أھدافھا ضرب أھداف العدو مثل مركز القیادة، والمطارات، والقواعد الجویة والرئیسیة، تدمیر مواقع الصواریخ المضادة للطائرات ومدفعیة العدو بعیدة المدى، ضرب مناطق الشئون الإداریة وحصن بودابست شرق بورفؤاد، وقد نجحت فى تحقیق اھدافھا بنسبة %90 وشلت إمكانیة العدو تماماً .

ثانیا..ً التمھید النیرانى

بدأ فى الساعة الثانیة وخمس دقائق، حیث بدأت 2000 قطعة مدفعیة ھاون ولواء صواریخ تكتیكیة أرض أرض للتمھید النیرانى، وقد حققت أكبر خسائر فى صفوف العدو، وإجبار القوات الإسرائیلیة على الإحتماء بالملاجئ، تسھیل عبور القوات المصریة لقناة السویس.

ثالثاً.. إقتحام قناة السویس

فمع بدایة التمھید النیرانى بدأت مجموعات من قناصى الدبابات فى عبور قناة السویس بقوارب مطاطیة وحاولت تدمیر دبابات العدو ومنعھا فى التدخل، حیث أن دبابات العدو كانت تسعى لمنع قواتنا من العبور وحرمانھا من إستخدام مواقعھا على الشاطئ الشرقى للقناة، ثم تم عبور المشاه فى مواجات على قوارب خشبیة فى الثانیة وعشرون دقیقة بین النقط الحصینة فى خط بارلیف، وكانت الوحدات التى عبرت مدعمة بأسلحة خفیفة مضادة للدبابات وصواریخ مضادة للطائرات ومزودة بسلالم من الحبال للمساعدة فى تسلق خط بارلیف ورغم كثافة المقاومة إلا أن ذلك لم یمنعھم من التقدم فى العبور ، وفى تمام الساعة الثانیة وخمس وثلاثون دقیقة تم رفع العلم المصرى على الضفة الشرقیة للقناة معلنة بذلك بدأً لمعركة التحریر .

عبرت وحدة المھندسین فى محاولة لفتح 60 فتحة فى الساتر الترابى على طول الجبھة أى حوالى 12 ممر لكل فرقة، وتم إقامة طلمبات لرفع المیاه من القناة لتدمیر الرمال التى تعوق التقدم للعمق وتقدمت عدة عربات من شاطئ القناة وأنزلت كبارى، حیث بدأت الوحدة فى إقامة الكبارى على القناة لدعم التقدم فى عمق سیناء بكافة المعدات والأسلحة، وبدأت إسرائیل فى المقاومة، وذلك عن طریق الطائرات لمنع قواتنا من التقدم وركزت ضربھا على الكبارى، غیر أن القوات الجویة تصدت لھا وتكبدت إسرائیل فیھا خسائر فادحة .

وبعد 18 ساعة من الھجوم نتج عنھم

عبرت القوات إلى الشاطئ الشرقى للقناة وحررت أجزاء من سیناء وتم رفع العلم المصرى علیھا وعبرت أكبر عائق مائى، إنتقال بعض القوات المصریة حوالى "80 ألف مقاتل- 800دبابة" عبروا بالكامل إلى سیناء، وتم تدمیر اللواء 116 مشاه إسرائیلى وثلاثة ألویة مدرعة، وكذلك تم تحریر حوالى 4-3 كیلو من سیناء على طول القناة، وتم إنزال عدد من رجال الصاعقة فى عمق سیناء لمھاجمة قوات العدو فى العمق وتعطیل تدخل قوات الإحتیاطى .

إستكمال المھمة الأساسیة للقوات المسلحة

یعتبر یوم 8 أكتوبر من الأیام التى شھدت نجاح كبیر للقوات المسلحة على جمیع المستویات، حیث تم صد الھجوم الإسرائیلى على رؤوس الكبارى وقامت القوات المصریة بتطویر الھجوم شرقاً وتوسیع رؤوس الكبارى والتدخل فى سیناء بمعق من 10-8 كیلو، وتم تدمیر وتصفیة جمیع النقط القویة للعدو وقد وصلت خمس فرق مشاه لتحقیق المھمة الأساسیة شرق القناة ومعھا الإحتیاجات الإداریة والتعیینات والذخیرة، وقد إنتقلت مراكز القیادة الرئیسیة شرق القناة سواء للفرق أو الألویة، كما عبرت باقى المجموعات التابعة لھا، وتم تحریر منطقة القنطرة شرق ودعم القوات التى عبرت بما تحتاج إلیھ من إمدادات، وطلبت إسرائیل "جولدا مائیر" من أمریكا الدعم العسكرى لصد الھجوم المصرى وبالفعل قام أكبر جسر جوى من أمریكا إلى سیناء مباشرة وھنا حاولت إسرائیل أن تخترق الدفاعات المصریة عدة مرات وفشلت وأخذت مصر جمیع حصون خط بارلیف ما عدا حصن بودابست شرق مدینة بورفؤاد، ووصلت القوات المصریة لعمق حوالى من 15-12 كیلو شرق القناة وتحدید رأس للجیش الثانى والثالث، وبالتالى تم تنفیذ المھمة الأسیاسیة للقوات المسلحة، وقد شھدت تلك الفترة نشاط جوى إسرائیلى على إمتداد.

المرحلة الأخیرة .. التصدى لقوات العدو غرب القناة من 24-18 اكتوبر

الجبھة مع التركیز على مدینة بورسعید ولكن وسائل الدفاع الجوى المصرى تصدت لھم بنجاح، بعد أن قامت القوات الإسرائیلیة بفتح ثغرة فى القناة بعدما فشلت فى إختراق الدفاعات المصریة فى سیناء قامت بدفع عدد كبیر من قواتھا غرب القناة على أمل الإستیلاء على ھدف إستراتیجى، حیث كان مجلس الأمن على وشك قیام إعلان قرار بوقف إطلاق النار وتقدمت للسیطرة على مدن الإسماعیلیة، ولكنھا فشلت بل وتكبدت خسار فادحة، وقام مجلس الأمن بإصدار قرار بوقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر فقد إحترمت مصر القرار وتم وقف النار غیر أن إسرائیل دفعت قوات كثیرة على أمل السیطرة على ھدف رئیسى لھا تفرض بھ شروط بعد تدخل مجلس الأمن، وخاصة أن قوتھا أصبحت محاصرة من قبل القوات المصریة وحاولت الإستیلاء على مدینة السویس، ولكنھا وجدت مقاومة عنیفة من قبل المقاومة الشعبیة وتصدت لھم قوات المدفعیة المصریة، ورغم صدور قرار مجلس الأمن تطالبا مصر وإسرائیل بوقف القتال، عاودت إسرائیل ھجومھا على مدینة السویس وفشلت أیضاً وبعد أن أیقنت إسرائیل فى عجزھا عن إختراق الدفاعات المصریة او تحقیق أى ھدف لھا توقفت عن القتال، وبذلك إنتھت المعارك جھود مصر فى إنھاء الصراع العربى الإسرائیلى وبناء السلام.. التى إستمرت حوالى 23 یوماً .

اولاً .. بدأ الرئیس أنور السادات فى إتخاذ قرار مبادرة سلام لإنھاء الصراع فى الشرق الأوسط فى نوفمبر 1977 ،حیث قام بزیارة إسرائیل لإقامة سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط، وتجنیب المنطقة لویلات الحروب، والإعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطینى.

ثانیاً.. مؤتمر القمة فى كامب دیفید من 7-5 سبتمبر 1978 والذى دعى إلي الرئیس الأمریكى كارتر بحضور الرئیس السادات ومناحم بیجین رئیس الوزراء الإسرائیلى وأنتھى الإجتماع على الإنساحب التام من سیناء، وتطبیع العلاقات بین مصر وإسرائیل، تحقیق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطینى بإشتراك الأردن والفلسطینیین لتحدید مستقبل الضفة الغربیة، وقطاع غزة ویسبق ذلك إنھاء الحكم العسكرى وإقامة حكم ذاتى.