جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 03:39 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«يسرائيل هيوم»... مؤتمر السلام الإقليمي فخ السيسي ل بينت

السيسي وبينت/ شرم الشيخ
السيسي وبينت/ شرم الشيخ

تناولت صحيفة "يسرائيل هيوم" في مقالا للرأي للكاتب ،غرشون هكوهن، لقاء رئيس الوزراء بينيت بالرئيس السيسي الأسبوع الماضي في شرم الشيخ،الذي اعتبره بينت إنجازاً سياسياً جديراً بالمباركة. 

ولكن هكوهن  يضيف يجدر بنا تحديد الخطر مصر، بقيادة الرئيس السيسي، مشغولة البال الآن بمصاعب اقتصادية وبتهديدات وجودية، مثل السد الإثيوبي وتقليص المساعدات الأمريكية. وهي انشغالات قد تبين دافع تغيير المعاملة العلنية تجاه إسرائيل، ولكن مصر لم تتنازل عن رغبتها في قيادة مؤتمر سلام إقليمي، وحسب بعض التقارير، استهدف اللقاء خلق البنية التحتية لذلك.

 ويوضح الكاتب بالقول ان مباحثات السلام بين إسرائيل ومصر، بقيادة الرئيس الأمريكي كارتر، تحقق اتفاقان: اتفاق السلام بين الدولتين، الذي عرف في مبادئه وتفاصيله، واتفاق حكم ذاتي للفلسطينيين والذي لم يتفق على تفاصيله بسبب خلافات مبدئية. كان واضحاً للزعماء الثلاثة بأن الاتفاق النهائي بين إسرائيل ومصر لن يوقع بدون مواجهات حول خطة الحكم الذاتي. وإسرائيل لم تذكر “دولة فلسطينية” صراحة، ولكن من ناحية المصريين والرئيس كارتر، فقد تم التشديد على الحقوق المشروعة لعرب بلاد إسرائيل والتي تستوجب السعي إلى حل شامل.

منذئذ، ورغم الانسحاب الإسرائيلي الكامل وتبادل السفراء، منعت القيادة المصرية خطوات التطبيع بحجة أن إسرائيل لم تنفذ التزامها فيما يخص الحكم الذاتي. وفي مؤتمر عقد في معهد يافا بمناسبة عشر سنوات على الاتفاق، شهد دان بتير، فقال: “رأى الرئيس كارتر في اتفاقات كامب ديفيد أولاً وقبل كل شيء اتفاقا شاملاً، وعليه فإن الاتفاق الثاني، اتفاق الحكم الذاتي، اعتبر الأهم في نظره. وعلى هذا تجاهل مع الجانب الإسرائيلي، ولا سيما مع رئيس الوزراء مناحم بيجن. 

لقد توقع بيجن أنه ومع تحقيق كل الخطوات التي ينطوي عليها الاتفاق المباشر مع مصر، سيخبو الاهتمام المصري بالمطالبة بالتقدم في حل بحقوق الفلسطينيين، غير أن مصر لم تتخل عن ذلك قط.

في ذاك المؤتمر انتقد عيزر وايزمن تأخر إسرائيل حول المسألة الفلسطينية، وعرض قولاً حاداً وجريئاً: لدي تقدير ذاتي تمامًا، بأن جلوس مناحم بيغن في البيت لم يكن للأسباب التي يخمنها البعض (مسؤوليته عن حرب لبنان) بل لاستنتاجه بأنه مع التوقيع على اتفاق كامب ديفيد كان قد وضع مستقبل بلاد إسرائيل الكاملة، لا أريد القول على قرن غزال، بل في وضع حساس، وعندها فهم ما حصل.

منذئذ إلى اليوم لم تتراجع مصر عن مطالباتها لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس. من ناحيتها، يُعدّ الدفع بمؤتمر سلام إقليمي خطوة في ميل ثابت لتقليص دولة إسرائيل وإعادتها إلى خطوط 67. وهذا التهديد كان معلقاً كسيف دموكليس فوق رأس نفتالي بينيت في شرم الشيخ.

في هذا المخطط، ثمة مؤتمر سلام إقليمي يقوده الرئيس السيسي بتنسيق مع الملك الأردني ورئيس السلطة الفلسطينية، وهو فخ دون منفد لدولة إسرائيل إذا رفضت إسرائيل المؤتمر ستعرض أمام العالم كرافضة سلام، إذا ما سلمت بمؤتمر كهذا، فستسير على حافة هوة في كل ما يتعلق بمستقبلها.