في ذكرى ميلاد إسماعيل ياسين.. قصة خلافه مع عبد الحليم حافظ
استعرض برنامج "صباح البلد" عبر فضائية "صدى البلد"، تقريرا عن ذكرى ميلاد "أبو ضحكة جنان" وملك الكوميديا اسماعيل ياسين.
ويوافق اليوم الأربعاء 15 سبتمبر، ذكرى ميلاد أسطورة الكوميديا، الفنان الراحل إسماعيل ياسين، أو إسماعيل ياسين إسماعيل علي نخلة، كما هو مدون في شهادة ميلاده، إذ ولد في مثل هذا اليوم بمحافظة السويس عام 1912، ورحل عن عالمنا في 24 مايو 1972، عن عمر يناهز الـ 60 عامًا.
وحتى وقت قريب كانت أبرز الشائعات التى تتردد عنه أنه مات فقيرا بعدما طالبته مصلحة الضرائب بمتأخرات أرباحه فى أعوام سابقة، فحجزت على العمارة التى كان يمتلكها ولم يجد أهله مالا ليدفنوه.
لكن هذه الشائعة نفتها سامية شاهين زوجة المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين بعدما كشفت خلال تصريحات تليفزيونية، أن نجم الكوميديا لم يمت فقيرًا، وأن آخر شقة عاش فيها كانت مكونة من 7 غرف وصالة، وأنه عندما أخذت الضرائب أمواله بدون علمه والبالغ قيمتها حينذاك 300 ألف جنيه سافر إلى لبنان وجنى أموالا كثيرة ثم عاد إلى مصر ولم يصل أبدا إلى حالة التسول.
وذات يوم في إحدى حفلات الفنان الراحل إسماعيل ياسين، وغنى عبد الحليم في هذه الحفلة، وقدمه إسماعيل ياسين بنفسه للجمهور واصفا إياه بأنه شاب موهوب صاحب صوت جميل.
وبدأ عبد الحليم حافظ، في شق طريق نجوميته كمطرب وممثل محققا نجاحا، وفي عام 1958 ظهر "العندليب"، مع كل من أحمد مظهر ومحمد توفيق، كضيوف شرف في فيلم "إسماعيل ياسين في البوليس الحربي" من بطولة إسماعيل ياسين، وإخراج فطين عبد الوهاب، وغنى إسماعيل ياسين في المشهد الذي جمعه بعبد الحليم حافظ، الأغنية الشهيرة للعندليب "في يوم وليلة" بشكل كوميدي.
ولكن سرعان ما انتهت هذه العلاقة بخلاف حاد حيث دعا إسماعيل ياسين عبد الحليم حافظ على عيد ميلاد نجله ياسين، ولكن الأخير قرر ألا يحضر، مكتفيا بإرسال هدية لـ ابن اسماعيل ياسين؛ وهو الأمر الذى اعتبره "أبو ضحكة جنان" نوعا من الإهانة، وقرر أن يرد الهدية، وتحولت العلاقة الشخصية إلى خلاف حاد.
وقدم إسماعيل ياسين وجوها جديدة في التمثيل، والذين كانوا في بداية مشوارهم الفني، وتعاون أيضا مع نجوم كبار، ولكن الشيء الغريب في الأمر، أن إسماعيل ياسين لم يلتقِ الفنان عبد الحليم حافظ في أي فيلم سينمائي طوال مشوارهما الفني، على الرغم من أنهما جمعتهما علاقة شخصية.
في عام 1944 جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه أنور وجدي فاستعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) أمام الوجه الجديد ماجدة.
استطاع ياسين أن يكون نجما لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير، وكانت أعوام 52 و53 و54 عصره الذهبي، حيث مثل 16 فيلما في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر.
وعلى الرغم من أن إسماعيل ياسين لم يكن يتمتع بالوسامة والجمال، وهي الصفات المعتادة في نجوم الشباك في ذلك الوقت، فإنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير عندما كان يسخر من شكله وكبر فمـه في معظم أعماله. وهكذا استطاع أن يقفز للصفوف الأولى وأن يحجز مكانا بارزا، مما دفع المنتجين إلى التعاقد معه على أفلام جديدة ليصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة.
وفي عام 1954 ساهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكوّن فرقة تحمل اسمه بشراكة توأمه الفني وشريك مشواره الفني المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عاما حتى 1966 قدّم خلالها ما يزيد علي 50 مسرحية بشكل شبه يومي وكانت جميعها من تأليف أبو السعود الإبياري.
بداية من عام 1955 كوّن هو وتوأمه الفني أبو السعود الإبياري مع المخرج فطين عبد الوهاب ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية وتاريخ إسماعيل ياسين وأبو السعود الإبياري أيضاً فقد عملوا معاً في أفلام عديدة.
و يذكر أن 30% من الأفلام التي قدمها نجم الكوميديا كان وراءها المخرج فطين عبد الوهاب، وكانت تحمل أغلبها اسم إسماعيل ياسين، حيث انتجت له الأفلام باسمه بعد ليلى مراد، ومن هذه الأفلام إسماعيل ياسين في متحف الشمع - إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة - إسماعيل ياسين في الجيش - إسماعيل ياسين في البوليس – إسماعيل ياسين في الطيران – إسماعيل ياسين في البحرية – إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين – إسماعيل ياسين طرزان - إسماعيل ياسين للبيع، والتي كان معظمها من تأليف أبو السعود الإبياري.
ولازمه في هذه الأفلام الممثل رياض القصبجي الشهير بالشاويش عطية، حيث كانت مشاهدهما – ولا تزال إلى الآن - محطة هامة في تاريخ الكوميديا والتي يستمتع بها الجمهور حتى الآن بسبب المفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية والمقالب التي يدبراها لبعضهما البعض كما شاركهما التمثيل في بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسي.