جريدة الديار
الأحد 22 ديسمبر 2024 08:13 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الفلسطينيون يعلنون عن هبة الأسرى ردا على تزايد القمع الإسرائيلي

وسط حالة من الغضب الفلسطيني المتصاعد داخل وخارج سجون الاحتلال تتجه الأمور الميدانية أكثر وأكثر صوب التصعيد، بعد أن قرر الفلسطينيون الرد على سياسات القمع الإسرائيلية، بإطلاق هبة الأسرى. 

وقررت فيه سلطات الاحتلال زيادة عذابات الأسرى من باب الانتقام، بحرمانهم من زيارات الأهل حتى نهاية الشهر الجاري.

ويواجه الفلسطينيون أرتال الآليات العسكرية والجنود المدججين بالسلاح والأجهزة المتطورة، الذين دفع بهم جيش الاحتلال للبحث على الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع، وكذلك الحملات العسكرية القمعية التي تستهدف الأسرى داخل السجون، بمسيرات غضب شعبية تعم كافة مناطق الضفة الغربية، فيما تنظم أخرى في قطاع غزة، التي هددت المقاومة بشكل مباشر، بالتدخل لحماية الأسرى من هجمات الاحتلال.

وقد دفع جيش الاحتلال من جديد بآلاف الجنود للبحث عن الأسرى الفلسطينيين الهاربين من سجن جلبوع وكشف النقاب أنه تقرر زيادة القوات التي تشارك في عمليات البحث ومساعدة فرق الشرطة بثلاث كتائب قتالية و7 سرايا، تضم عناصر استخباراتية وتكنولوجية.

وقال الجيش في بيان صحفي إنه بعد تقييم الوضع الأمني بإشراف رئيس الأركان  أفيف كوخافي، قرر أن يتم تعزيز القوات العسكري في الضفة الغربية، بوحدات مقاتلة ووحدات رصد جوي للمساعدة في إلقاء القبض على الأسرى.

وفي الوقت الذي يواجه فيه الأسرى داحل السجون عمليات قمع ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال، كانتقام منهم بعد عملية الهروب، وتشمل عمليات القمع اقتحام الغرف ونقل أسرى إلى سجون أخرى، وعلاوة على ذلك كانت سلطات السجون قد قلصت مدة الفورة وأغلقت كانتينا السجون.

وقالت الحركة الأسيرة في بيان هربته من السجون، وهي تصف الحملة الإسرائيلية الشرسة نواجه محرقة نازية جديدة ضدنا في سجون الاحتلال الصهيوني النازي وفي أفران النازيين الجدد لأننا ندافع عن كرامتنا وحريتنا وكرامة وحرية الأمة العربية والإسلامية، نناشدكم وكلنا ثقة بأنكم لن تخذلونا بأن تثوروا كهبة رجل واحد يدافع عن حريتكم وحريتنا”.

وقد أعلنت قيادة الأسرى، حالة النفير العام والتمرد على قرارات السجان، كرد على هذه الحملات الشرسة التي تهدد حياة العديد منهم، كما أوعزت للأسرى للدفاع عن أنفسهم بكافة السبل الممكنة والمتاحة، وعدم الركون أو الإستسلام أمام هذه الإجراءات القمعية، فيما أعلنت مؤسسات تعنى بأوضاع الأسرى انقطاع الاتصال بالأسرى داخل السجون، ما يعني أنهم باتوا في خطر شديد.

وتصديا للهجوم، كان الأسرى في قسم 6 في سجن النقب الصحراوي، أحرقوا العديد من غرف السجن، رفضا لعملية الاقتحام التي نفذها الاحتلال بالإستعانة بالكلاب البوليسية، وتوعد الأسرى بحرق المزيد من غرف الاعتقال رفضا لسياسات الاحتلال الأخيرة ضدهم، في إطار حالة النفير العام المعلنة.

وحذرت هيئة الأسرى من أن استمرار التصعيد بهذا الشكل يعني حرب حقيقية داخل السجون والمعتقلات، والمساس بحياة أسرانا ولن يقابل إلا بمواجهة حقيقية ترتقي إلى مستوى الأحداث داخل السجون وخارجها.
وقال رئيس الهيئة قدري أبو بكر، إنه إذا استمرت سياسة الاحتلال بالقمع والتنكيل في الأسرى داخل السجون، فإن الأوضاع في السجون ستنفجر في أي لحظة، مشيرا إلى حالة التنكيل التي تمارسها سلطات الاحلال ضد الأسرى منذ نجاح المعتقلين الستة في الفرار من سجن جلبوع لافتا إلى ان الهيئة تجري اتصالات مع كل المؤسسات المهتمة في حقوق الإنسان والأسرى والمنظمات الخارجية لتتفق على مسؤولياتهم.

وفي الأثناء، قال نادي الأسير، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أبلغت عائلات الأسرى، بوقف الزيارات حتى نهاية شهر سبتمبر الجاري، جراء التطورات الخطيرة التي تشهدها سجون الاحتلال، وأكد نادي الأسير أن المواجهة ستكون مفتوحة، طالما استمرت إدارة السجون في عمليات التصعيد الراهنة.

وبسبب ما يتعرض له الأسرى داخل السجون، دعت فصائل العمل الوطني والإسلامي لفعاليات “جمعة الحرية” في كافة المناطق الفلسطينية، وذلك بعد أن وصلت رسالة من الأسرى، أكدوا فيها مضيهم في التصدي لإجراءات الاحتلال، وناشدوا خلالها كافة الفصائل والحراكات الشبابية بالتحرك في مسيرات واعتصامات لدعمهم وإسنادهم لوقف هذه الهجمة.

وقال جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، في كلمة باسم الفصائل، خلال وقفة أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة “الشعب الفلسطيني أعلن التعبئة الشاملة ووضع كل طاقاته خدمة لمعركة الحرية، وبدأ استعداداته الميدانية لانتفاضة شعبية شاملة”.

وجاء ذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه موجة الغضب الشعبي في كافة المناطق الفلسطينية، نصرة للأسرى، وخرجت مسيرات شعبية غاضبة في العديد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، تخللها اندلاع مواجهات في الضفة أسفرت عن إصابة العشرات بجراح، فيما لوحت فصائل المقاومة في غزة من جديد بـ”الخيار العسكري” لحماية الأسرى، بعد أن نقلت رسائل واضحة بهذا الأمر للاحتلال من خلال الوسطاء.

وطالبت حركة فتح الفلسطينيين للمشاركة في “هبة شعبية عاجلة” في كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، نصرة للأسرى، مؤكدة أنها وجماهير الشعب الفلسطيني “لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تم المساس بأسرانا الأبطال في كافة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي”، وأشارت إلى أن الاقتحامات والعقوبات طالت الأسرى في معظم السجون والمعتقلات، والأمور تتجه نحو مزيدٍ من العمل العنصري الانتقامي وبتوجيهات ودعم سياسي وعسكري إسرائيلي.

وحذرت الحركة سلطات الاحتلال من مغبة المساس بحياة الأسرى الفلسطينيين الستة، الذين مارسوا حقهم المقدس بالحرية، وأكدت أن الأولوية اليوم للنضال الوطني الفلسطيني هو الوقوف والتضامن مع الأسرى.

من جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى دودين إن ملحمة نفق الحرية، هي مرحلة مفصلية في حياة شعبنا وأسرانا، وإن على المحتل الغاصب أن يعلم أن بيوتنا وأرواحنا وكل ما نملك تهون من أجل أسرى نفق الحرية وسلامتهم”.

وأكد دودين أن هجمة الاحتلال الشرسة ضد المدن والقرى الفلسطينية وحملات الاعتقال “لن تفلح في ثنيهم عن حماية الأسرى الأبطال الستة وتقديم يد العون لهم، فمعركة أبطال نفق الحرية هي امتداد لمعركة شعبنا من أجل الحرية والخلاص من المحتل”، وحذر في ذات الوقت الاحتلال من مواصلة استهداف عائلات الأسرى لـ”التغطية على عجزه وفشله الاستخباري، وأن هذه العائلات الكريمة هي محاضن للمقاومة والمقاومين”، داعيا جميع الفلسطينيين إلى تصعيد نقاط المواجهة مع الاحتلال نصرة للأسرى داخل السجون، مؤكدا أن محاولات الاحتلال للنيل من معنوياتهم عبر سلسلة الإجراءات العقابية التي اتخذها تعد “محاولة بائسة أمام صورة النصر التي صنعها أسرى نفق الحرية”.

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، إن استمرار حالة الغضب الشعبي في وجه الاحتلال “ستحسم المعركة لصالح أسرانا الأبطال وسنكسر عدوان مصلحة السجون بحقهم”، مشيدا بـ”ثورة الجماهير” التي أشعلت شرارة الغضب في كافة مدن ومحافظات الضفة والقدس وغزة ولبَّت نداء الواجب نصرة للأسرى الأبطال.

وقال “إن وحدة أسرانا في معركتهم تفرض علينا جميعاً أن نقف معهم وأن نبقى موحدين خلفهم، وهذه الوقفة الوطنية الواجبة هي الترجمة الحقيقية للإجماع الوطني على قضية الأسرى”، وأضاف منذرا “على العدو أن يقرأ المشهد جيداً وما مواجهات الليلة الماضية (الأربعاء) إلا بداية الطريق لشعب ينشد الحرية والخلاص”، داعياً المواطنين في كل مكان لاستمرار حالة الغضب والمواجهة في كل المواقع والساحات ونهيب بالشباب الثائر بالتحرك نحو “الطرق الالتفافية” ونقاط التماس والمواجهة.

وعقب تهديد الفصائل المسلحة في غزة، ذكرت تقارير عبرية الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ الاستعداد لاحتمال وقوع تصعيد عسكري مع قطاع غزة، وذكرت أن اعتقال الأسرى الذين نجحوا بالفرار من سجن “جلبوع”، سيؤدي إلى تصعيد.

وتحسبا للتصعيد العسكري مع غزة، قام جيش الاحتلال الخميس، بإجراء مناورة لفحص “صفارات الإنذار” في المستوطنات القريبة من غزة، والتي يجري تفعيلها لحظة إطلاق المقاومة الصواريخ خلال المواجهات المسلحة.