اللواء تامر الشهاوي المشهد في أفغانستان إتضح للدولة المصرية منذ مؤتمر الدوحة
خططت القيادة المصرية والأجهزة السيادية بتنسيق كامل بين القطاعات المختلفة سواء الخارجية أو الأمنية، للقيام بعملية عودة البعثة المصرية من أفغانستان بشكل أمن.
حتي تفاجأ الجميع بوصول البعثة المصرية لقاعدة شرق القاهرة العسكرية،وذلك على متن طائرة عسكرية تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقد أوضح اللواء تامر الشهاوي عضو مجلس النواب السابق و الضابط السابق بجهاز المخابرات العسكرية في تصريحات خاصة لجريدة الديار، أن الدولة المصرية بتثبت يوم عن يوم إنها بتتابع و تحلل و تدقق التطورات التي تجري في كل دول العالم عن كثب، بالإضافة إلى أن لديها إجراءات استباقية في حالة تعرض البعثات المصرية لأي خطر.
وأضاف عضو مجلس النواب السابق، أن بدأ الأمر في الاتضاح للدولة المصرية للأوضاع في أفغانستان،منذ مؤتمر الدوحة وذلك لدى أجهزة صنع و اتخاذ القرار، حيث قرأت الدولة أن هناك تغيير قد يطرأ على الداخل الأفغاني، كما رصدت القراءة المصرية للمشهد في أفغانستان، من خلال قرارات الولايات المتحدة الأمريكية، التي كان يعول عليها في حفظ الأمن داخل أفغانستان.
وأشار اللواء تامر الشهاوي إلى أن التطورات التي طرأت في أفغانستان و استتبعه الاجتياح الطالباني لكافة المدن الأفغانية خلال أيام، كان فيه تقدير موقف بشكل ممتاز من الدولة المصرية، وبالتالي كانت القدرة من جانب مصر لاستباق الحدث.
فقد دفع التقدير المصري للموقف في أفغانستان، إلى أن تعمل البعثة الدبلوماسية من اللحظة الأولى لبداية التوتر في الداخل الأفغاني، على تجميع أعضاء البعثة و الجالية في الأماكن الآمنة التابعة لها.
ويأتي هذا نتيجة أن عملية الإجلاء و الإخلاء كانت مخططة واستبقائها ترتيبات دقيقة تمت من قبل البعثة الدبلوماسية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية المصرية، وقد اتضح ذلك في خلال العملية.
وهذا و أكد اللواء تامر الشهاوي أن الدولة المصرية نسقت مع الجانب الأفغاني، كما أنه أشار إلى أنه من المؤكد أيضا أن مصر أبلغت أن أي مساس ببعثتها الدبلوماسية داخل أفغانستان سيكون بمثابة مساس بالدولة المصرية.
وبذلك فقد أوضح اللواء تامر الشهاوي أنه يحسب للدولة المصرية وأجهزتها، إنها قامت بعملية الإخلاء والإجلاء بنجاح كامل، وذلك نتيجة القراءة الاستباقية من الدولة المصرية للأوضاع في أفغانستان وسرعة اتخاذ القرار.
فيما أفاد اللواء تامر الشهاوي أن الدولة المصرية اختارت الإخلاء للبعثة من خلال طائرة عسكرية، وذلك لأنه الخيار الأنسب، بالإضافة إلى أن هناك قوات ذهبت لتأمين تحرك البعثة، لذا كان مهم نقلها بطيران عسكري.
وأوضح اللواء تامر الشهاوي أن عملية عودة البعثة المصرية من أفغانستان، تعد تدليل جديد بالتناغم ما بين كل الأجهزة و ما بين أجهزة صنع القرار ومتخذ القرار، لذا فتكللت الجهود المصرية بالنجاح في هذه المهمة.
فقد نجحت الدولة من خلال مواقفها على المستوى الدولي،في تقديم رسالة للعالم بأنها تتعامل مع المواقف الطارئة بشكل سريع و دقيق و جيد، بالإضافة إلى أنه يؤكد علي الجاهزية للدولة المصرية و المتابعة الدقيقة لما يجري في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن كابول بها 95 بعثة دبلوماسية، منهم ثلاث دول رفضوا سحب بعثتهم و هم الصين و روسيا و تركيا، فيما قررت باقي الدول سحب بعثتهم.
فيما قررت عشر دول فقط إرسال طائرات لإجلاء بعثتها من أفغانستان ومنهم مصر، و بذلك فقد أصبحنا من الدول الكبرى التي ترعى أبناء في الخارج تحت أي ظرف.