جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 02:42 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قصة حب سمير غانم ودلال عبد العزيز خطفت قلوب الناس في نهاية حزينة

جانب من الفن
جانب من الفن

حزن كبير أثاره نبأ رحيل أسطورة الكوميديا سمير غانم في قلوب محبيه، ولكن ليس بقدر الألم الذي أنتاب زوجته ورفيقة مشواره دلال عبد العزيز التي وقعت في غرامه منذ لقائه، ولم تتركه إلا وهو زوجها، وفي اللحظات التي أرادت أن تقف بجواره في محطته الأخيرة، فرق بينهما المرض، وأجبرها على أن تودعه دون لقاء، بعد قصة حب بدأت صدفة وإستمرت 37 عاماً وإنتهت برحيل الإثنين، بفارق شهور تفصل بين موتيهما. 

وتعد قصة الحب والإرتباط بين سمير ودلال من أشهر قصص الإرتباط الناجحة بالوسط الفني والمعروفة بقوتها وإستمرارها لسنوات طويلة. 

بدايات القصة جاءت منذ سنوات طويلة، حينما كان الراحل جورج سيدهم يختار أبطال مسرحية "أهلا يا دكتور"، لتأتي إليه فتاة شابة من مدينة الزقايق المصرية تبحث عن فرصة. 

إذ بدأت حين إلتقيا لأول مرة عام 1981 خلال كواليس مسرحية "أهلا يادكتور" التي قدمها سمير غانم، ورشّح حينها الفنان جورج سيدهم دلال عبد العزيز للمشاركة في البطولة، وذهبت إلى مسرح الهوسابير، وبالفعل قدّمت بروفة فى المسرحية وأعجب الجميع بأدائها، وبالفعل أختارها سيدهم وصدق على إختياره غانم، الذي وجد فيها فتاة ذكية صاحبة ملامح جميلة، فقرر أن تحصل على فرصتها في المسرحية.

وفي لقاء تلفزيوني سابق تحدث غانم عن قصة زواجه بدلال، وكيف كانت تطارده، واصفا إياها بالذكية، وأنها أثبتت أنه شخص غبي، لأنه لم يتزوج في سن مبكرة.

وأكد سمير غانم أن دلال هي من عرضت عليه الزواج، ولكنه حذرها وأخبرها أنه يكبرها بـ 20 عاماً، ولكنها لم تلتفت إلى الأمر، وأمام كل محاولاته لإبعادها، إنتصرت هي وتزوجا.

ورزقا بابنتهما الأولى دنيا سمير غانم التي تحدث عنها والدها قائلا "جات شقلبت الدنيا"، مشيرا إلى أنه وزوجته يتشاركان الدرجة العلمية، فهي حاصلة على بكالوريوس الزراعة مثله، مؤكدا أن معظم نجوم الكوميديا تخرجوا في كلية الزراعة، وضرب مثلا بالزعيم عادل إمام.

وفيما يخص أول لقاء بينهما حينما تم إختيارهما للمسرحية، وصفها غانم قائلا: "حاجة كده بيضا زي القشطة.. كلبوظة"، مؤكدا أنها كانت مستقيمة وتتصف بالشهامة مع أصدقائها.

كانت دلال تطارده بإستمرار، وحينما يتحرك إلى أي مكان تستقل سيارتها وتتبعه، وهو ما دفعه للزواج منها في النهاية، واعتبر غانم أن أفضل طريقة لهروب الرجل من المطاردات النسائية هو الزواج، خاصة أن دلال عبد العزيز كانت غيورة، لكنها كانت ممثلة رائعة وسيدة عظيمة.

وظلت دلال عبد العزيز تطارد غانم لأربع سنوات، ووقتها كان هناك رهان مع عدد من كبار النجوم مع الفنانة المصرية على نجاحها في الزواج منه، حيث أخبروها بأنه شخص لا يتزوج، ونصحوها بتركه.

وفي خلال مشاركتهما بفيلم "يا رب ولد" عاتب فريد شوقي، غانم قائلا: "يا ولد مش عايز تتجوز ليه.. ما البت بيضا زي القشطة أهي"، إلا أن غانم كان يحاول دائما التهرب.

أول هدية حصلت عليها دلال من غانم كانت في يناير 1980، في إفتتاح مسرحية "أهلا يا دكتور"، حيث كان عيد ميلادها وأحضر لها "بالطو"، ولم يكن الثنائي قد إرتبطا وقتها، إلا أن دلال كانت قد وقعت في غرام زوجها، بعد أن جاء الحب من أول نظرة..

ولمدة 4 سنوات ظل سمير ودلال يعرضان المسرحية، وتبادلا خلال الكواليس عبارات الإعجاب دون التصريح بأي شيء، ولكن دلال عبدالعزيز قررت وقتها الإقتراب منه بصورة أكبر، رغم أن لديه عددا كبيراً من المعجبات، وأن تكون هي الوحيدة في حياته، ومنذ ذلك الوقت كانت تلازمه في الكواليس وخلال العرض المسرحي، وبعد الإنتهاء منه، كانت تطلب منه أن يوصلها لمنزلها بحجة أنه ليست لديها مركبة نقل، ومن هنا بدأ سمير غانم يلتفت إليها بصورة ملحوظة.

تزوج سمير قبل دلال مرتين، أول زيجة أستغرقت ما يقرب شهرين من سيدة صومالية، ولكنهما سرعان ما أنفصلا، والثانية كانت أيضاً لفترة قصيرة ومن ثم أنفصلا، وبقي مصراً على أن لا يتزوج مرة ثالثة.

ورغم فارق السن بينهما" 23 عاماً ومحاولاته لثنيها عن الزواج به، إلا أن القدر جمعهما اخيرا وإنتهت قصة الحب بأسرة فنية، ورزقا بفتاتين، دنيا وإيمي، ووصف سمير غانم زواجه من دلال فى أحد اللقاء التلفزيونية، قائلا: "تجربة الزواج غلط، ولكن أجمل غلطة".

برز إرتباطهما على الساحتين الفنية والاجتماعية، إذ تشاركا في العديد من الأعمال مثل مسرحية "أهلا يادكتور" ومسرحية "فارس وبني خيبان" ومسرحية "أخويا هايص وأنا لايص"، وأفلام عديدة منها "يارب ولد" وفيلم "حادي بادي" وفيلم "الأغبياء الثلاثة" وغيرها من الأفلام، كما تشاركا مع ابنتيهما في بعض المسلسلات مثل "نيللي وشريهان" ومسلسل "لهفة" وغيرها.

وكما في الحب والفن، شاء القدر أن يتشارك الزوجان بالمرض أيضا، إذ تم نقلهما معا إلى العناية المركزة بعد تدهور حالتهما الصحية منذ نحو 3 أشهر، في شهر مايو الماضي، وتحدثت الكثير من الوسائل الإعلامية أنهما أصيبا بفيروس كورونا.

إلا أن الموت خطف الفنان سمير غانم وغيبه في 20 من مايو، دون وداع أحبته وزوجته التي بقيت في العناية المركزة دون علمها بوفاته، وسط إخفاء المقربين خبر الوفاة خوفاً من تدهور صحتها. وغيب الموت الفنانة المصرية دلال عبد العزيز السبت الماضي بعد وفاة زوجها سمير غانم بثلاثة أشهر،حيث أعلن الإعلامي رامي رضوان، زوج دنيا سمير غانم، عن وفاة الفنانة دلال عبد العزيز بعد تدهور كبير في صحتها، إمتد قرابة 4 أشهر، لتفارق محبيها وأسرتها بعد رحلة طويلة من العطاء والحب.