المعارض الإيراني المعروق في الأوساط الثقافية والشبابية الكُردية، والإيرانية عموماً، لظهوره ونشاطه في الإعلام، هو من مواليد العام 1981، وأنتمى للحزب الديمقراطي الكُردستاني منذ العام 1999. هذا الحزب الذي تأسس منذ أوائل الأربعينات من القرن المنصرم، ويطالب بالحقوق القومية لأكراد إيران، بما في ذلك الحُكم الذاتي في مناطقهم الشمالية الغربية من البلاد.
أكراد إيران المُقدرين حسب إحصاءات غير رسمية بحوالي ستة ملايين نسمة.
لم تعط السلطات الرسمية في إقليم كردستان العراق أي تعليق سياسي بشأن الحادثة، خلاف الوعد بإجراء تحقيق شفاف وسريع بشأن الحادثة، لكن وسائل الإعلام وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي في إقليم كردستان، شهدت موجة تنديد كُبرى مناهضة للسلوك الإيراني وفعلته هذه. فالحادثة ليست الأولى من نوعها التي تقوم بها إيران ضد الحزب المذكور داخل إقليم كردستان العراق، إذ استهدفت صواريخ إيرانية مقراً للحزب داخل إقليم كردستان في شهر سبتمبر من العام 2018، مما أدى لمقتل ستة عشر قيادياً في الحزب، كانوا يجرون اجتماعاً حزبياً داخل المقر.
كذلك كانت إيران قد حاولت اغتيال القيادي الكُردي الإيراني حسين يزدان بنا، وهو من حزب حرية كردستان في إيران خلال العام 2019، على الطريق السريع بين مدينتي أربيل وشقلاوة، لكن المحاولة بائت بالفشل.
الناشط والباحث الكُردي الإيراني مريوان بروجي شرح في حديث لـ "سكاي نيوز عربية" مرامي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية من مثل هذه الفعلة "فيما يعيش النظام الإيراني أزمة خانقة متعددة الأوجه، في الداخل حيث القمع وعدم القدرة على توفر أدنى مستويات العيش للمواطنين، وفي الخارج حيث مواجهة العالم بأسره، فإن أكثر ما يخشاه هو التقارب المتزايد بين مختلف القوى السياسية الإيرانية، الذي يشكل خطراً على استقرار حُكمه. والأحزاب السياسية الكُردية الإيرانية، الأربعة الرئيسية منها بالذات، فرعي الديمقراطية وحزبي كوملا والحياة الحُرة، هُم في أقرب مسافة لبعضهم من أي وقت مضى، لذلك فإن الإرهاب ومحاولة تشتيت الانتباه هو أداته الوحيدة لتحطيم ذلك، وجريمة الاعتبار الأخيرة هي ضمن ذلك الإطار فحسب".
خلال تاريخ معارضته الطويل للنظام الإيراني، فإن العديد من قيادي الحزب الديمقراطي الكُردستاني الإيراني قد تعرضوا لعمليات اغتيال مشابهة في الكثير من مناطق العالم. إذ أقدمت الأجهزة الاستخباراتي الإيرانية على اغتيال رئيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني عبد الرحمن قاسملو عام 1989 وثلاثة قياديين آخرين من الحزب في صيف العام 1989 في فندق في مدينة فيينا عاصمة النمسا، حيث كان الحزب يخوض مفاوضات مع الحكومة الإيرانية وقتئذ في نفس المكان. حيث وجه الادعاء العام النمساوي تهمة مباشرة لعدد من الأشخاص المرتبطين بالأجهزة الإيرانية.
كذلك اغتالت الاستخبارات الإيراني زعيم الحزب الديمقراطي الكردي الايراني الدكتور صادق شرفكندي وثلاثة من معارضي النظام الايراني، اثنان منهم من مساعدي شرفكندي وذلك في شهر سبتمبر "أيلول" من العام 1992. الجريمة التي عُرفت باسم "مجزرة ميكونوس" نسبة للمقهى التي حدثت فيها الجرمية، نفذها كاظم دارابي، الذي ألقت السلطات الألمانية القبض عليه وأعترف بالفعلة، لكن أُطلق سراحه عام 2008، في صفقة لتبادل السجناء بين إيران وألمانيا، والتي لاقت شجباً كبيراً من المنظمات الحقوقية والقوى السياسية الكُردية والإيرانية.
ويشار إلى أن السلطات الرسمية في إقليم كردستان العراق، لم تفيد بأي تعليق سياسي بشأن الحادثة، خلاف الوعد بإجراء تحقيق شفاف وسريع بشأن الحادثة.