خبير استراتيجي لـ«الديار»: «3 يوليو» إضافة قوية للجيش ضد التهديدات المحتملة
أهداف استراتيجية متعددة ورسائل سياسية مباشرة وراء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، قاعدة 3 يوليو البحرية بمنطقة جرجوب على الساحل الشمالي الغربي لمصر على البحر المتوسط، في حضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات.
الهدف من قاعدة 3 يوليو الجوية
قاعدة "3 يوليو" هي أحدث القواعد العسكرية المصرية على البحر المتوسط وفق تأكيد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، في بيانه الرسمي، الذي شدد على أن الهدف من القاعدة الجوية "3 يوليو" الآتي:
• تأمين البلاد في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي وصون مقدراتها الاقتصادية.
• تأمين خطوط النقل البحرية والمحافظة على الأمن البحري باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوي.
• إضافة جديدة لمنظومة القواعد البحرية المصرية، وذلك ضمن خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية المصرية.
• القاعدة الجديدة نقاط ارتكاز ومراكز انطلاق للدعم اللوجستي للقوات المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط.
• مجابهة أي تحديات ومخاطر قد توجد بالمنطقة.
• مكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.
القاعدة الجوية في عيون المحللين العسكريين
وتأكيدًا لبيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، رأى محللون عسكريون أن للقاعدة الجوية 3 يوليو أهدافًا استراتيجية، منها الدفاع عن موارد الطاقة للدولة المصرية في ظل التوجه السياسي المصري نحو الحفاظ عليها والموارد الاقتصادية من التهديدات الخارجية الموجودة في حوض البحر الأبيض المتوسط؛ ما يتطلب أن يكون الجيش المصري قادرًا على ردع أي تهديد وحماية مصالحه في كل مناطقه الإقليمية والمناطق التي تقترب من سيادة الدولة أرضًا وجوًا.
وأوضح المحللون أن قاعدة 3 يوليو البحرية تهدف إلى الحفاظ على المناطق الاقتصادية للدولة المصرية داخل مياه البحر المتوسط؛ لحفظ مواردها وثرواتها وحقوقها الشرعية دون المساس بحقوق الآخرين، أي حماية الأمن القومي المصري خاصة الحدود الشمالية للدولة مع الحفاظ على المناطق الجنوبية للدولة المصرية وهي الأسطول الجنوبي في البحر الأحمر.
وتسير الدولة المصرية في اتجاهينِ، اتجاه عسكري عبر بناء قواعد عسكرية تحمي الأمن المصري، والاتجاه الآخر هو السعي نحو التفاهمات الإقليمية مع دول حوض البحر المتوسط: قبرص، اليونان، إسرائيل، تركيا عبر التنسيق المشترك مع هذه الدول والقيام بمناورات عسكرية، وفق ما يرى الخبراء الاستراتيجيون.
ومن ضمن الأهداف الاستراتيجية لهذه القاعدة البحرية منع التهريب والهجرة غير الشرعية، عن طريق حماية البلاد من التهديدات المختلفة عبر منع تهريب الأشياء غير المشروعة مثل: الاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة.
قاعدة 3 يوليو إضافة قوية لمنظومة القواعد البحرية
اللواء دكتور سمير فرج، الخبير العسكري، أكد أن الهدف من القاعدة العسكرية 3 يوليو هو إضافة قوية لمنظومة القواعد البحرية المصرية ضمن خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية المصرية.
وأوضح مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"الديار"، أن افتتاح القاعدة يأتي في توقيت مهم بهدف بث رسائل سياسية مباشرة وقوية منها أن الدول المصرية قادرة على حماية أراضيها وحدودها البحرية بسواعدها وأيادي جيشها ضد أي تهديدات خارجية محتملة.
ومن ضمن الرسائل القوية التي بثها الرئيس السيسي خلال افتتاح القاعدة الجوية أن الدول العربية تقف مع مصر على أرض واحدة ضد أي عدائيات للحفاظ على أمن وسلامة المنطقة العربية، وفق تصريح اللواء دكتور سمير فرج.
وفي هذا الأمر يوضح أيضًا أن الرئيس السيسي رغب في مشاركة الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، لتأكيد متانة العلاقات المصرية الإماراتية المتميزة، وبث رسالة واضحة للدول الأخرى التي تزعم بوجود خلافات بين مصر والإمارات توحي بأن الدولتينِ الشقيقتينِ تقفانِ يدًا واحدة ضد التحديات الراهنة، وأنه لا توجد أي خلافات بين القيادة السياسية للدولتينِ.
ومن الرسائل التي رغبت القيادة السياسية المصرية في بثها للدول الأخرى هي رسالة مباشرة لإثيوبيا، عندما وجَّه العميد ياسر وهبة، مقدم حفل افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية بمنطقة جرجوب، رسالة للأطراف التي تفكر في معاداة مصر، خلال فعاليات الافتتاح، حيث قال: "أمن العدل أنهم يردون الماء صفوًا وأن يُكدر وردي، لا والله لن يُكدر وردي".
غير أن حضور رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، افتتاح قاعدة جرجوب ومناورة قادر ٢٠٢١، يؤكد رسالة أن القاعدة الجديدة تحقق الأمن الليبي كما تحقق الأمن المصري.
كما وضَّح اللواء دكتور سمير فرج، الخبير العسكري، الفرق بين التدريبات المشتركة والمناورة العسكرية، مؤكدًا أن الأولى تقام بين دولتينِ أو أكثر، أما المناورة العسكرية فهي كما حدث في مناورة "قادر 2021"، حيث تقوم بها قوات الجيش؛ بهدف تنفيذ محاكاة واقعية عبر التصدي لهدف معادٍ محتمل.