رواد الكاريكاتير| ”طوغان”.. لُقب بشيخ الرسامين.. ووضع بالقائمة السوداء لإسرائيل
فنان من طراز فريد، عادى الصهيونية، ووضع على القائمة السوداء لإسرائيل، هو الفنان أحمد ثابت طوغان، رسام الكاريكاتير الذى قدم مسيرة إباعية على مدار 65 عامًا.
ولد الفنان أحمد ثابت طوغان، فى محافظة المنيا لأب يعمل ضابطا، وكانت بدايته مع الكاريكاتير منذ أن كان أحد تلاميذ «مدرسة الأقباط الابتدائية» في ديروط بأسيوط مطلع الثلاثينيات، حيث اكتشفة مدرس الرسم قائلا له: «أنت طريقك في الحياة إنك تكون رسام، وهذه الموهبة لا تهملها".
وبعد أن أتقن "طوغان" فن الكاريكاتير وقتها قرر أن يرسم، فاتخذ من الجدران في الشوارع مساحة لرسومات خطها بالطباشير، إلى أن كان يوم رآه صدفة محمود السعدني «الولد الشقي»، فأقنعه بضرورة احتراف الرسم للصحف.
واجه طوغان انتقادات كثيرة من مسؤول بقسم الكاريكاتير في أحد الصحف، وأتبعها بتمزيق لوحاته، ردًا على طلبه العمل بالصحيفة، الا ان ذلك زاده اصرارًا على تكرار التجربة، فشجعة محمود السعدنى، فعمل في العديد من الصحف، بدأها عام 1947 بمجلة «12 ساعة»، ثم جريدة «الجمهور المصري»، ومجلة «المساء» المبدعين «رخا» و«زهدي»، وبعدها «روزاليوسف».
كانت علاقة "طوغان" بالرئيس الراحل محمد انور السادات وطيده، حيث كان يرسم كاريكاتير ا سياسيًا فى جريدة الجمهورية التى شارك فى تأسيسها "السادات"، ثم انتقل للعمل «أخبار اليوم» التي ارتفع راتبه فيها من 12 جنيها إلى 80 جنيها، ولكنه قرر ترك العمل بالصحيفة انتصارًا لاستقلاليته.
عمل " طوغان" بعد ذلك فى موقع التلميذ مع ، «رخا» و«زهدي» و«صاروخان»، وانتقل «طوغان» إلى موقع الأستاذية لصلاح جاهين، بعد أن قابله صدفة على «قهوة عبدالله»، وتوسم فيه التميز، فعرّفه بزكريا الحجاوي، وتعهده حتى خرجت أولى رسومات «جاهين» عام 1949 في مجلة اسمها «الأسبوع»، كانت مشروعًا بين «طوغان» و«السعدني»، لم يظهر للنور منه إلا 9 أعداد بشق الأنفس.
وعن موقف «طوغان» السياسي، كان مؤيدًا لثورة يوليو وانتقد فساد وانحرافات بعض الضباط، وبعد هزيمة 1967، كان ضمن الفنانين الذين قرروا تشكيل مجموعة للمقاومة المسلحة ضد الإسرائيليين حال دخولهم القاهرة، كما كان رافضَا لسياسة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومؤيد لثورة 25 يناير.
ولكن قوة أيمان "طوغان" بالقومية العربية كانت كبيرة جدا، فكان يعلن كراهيته لاسرائيل بشكل دائم، حي ذهب للتطوع فى الحرب ضد اسرائيل لتحرير فلسطين، ولكن القدر لم يوافقه، فقرر «طوغان» محاربتهم بالرسم، وتأكيد أن تلك الدولة ليست إلا «كيان مختلق في المنطقة العربية»، وهو ما جعل منه في نظر إسرائيل عدوًا لها ولـ«السامية».
نظم "طوغان" معارض كثيرة للوحاته منها «100 سنة كاريكاتير» في يناير 2011، و«الكاريكاتير والثورة» أكتوبر 2011، و«همّ يضحك» مايو 2012. وحصل على جوائز عديدة، منها «وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، جائزة على ومصطفى أمين، والجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير عن حقوق الإنسان من الأمم المتحدة».