معاريف.. فتور العلاقات مع إدارة بايدن يتطلب منها الاستعداد للمواجهة
تناولت صحيفة معاريف العبرية في مقال رأي لالكاتب الاسرائيلي نداف هعتسني عن نوايا الحكومة الإسرائيلية بالدخول في مواجهة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لعدة أسباب.
وقال هعتسني أن فتور العلاقات مع الإدارة الديمقراطية الأمريكية يتطلب من إسرائيل الاستعداد للمواجهة المقبلة، ومن المشكوك فيه جدا أن ينجح وفد كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين الذي سيتوجه الى واشنطن الأسبوع المقبل للتأثير على صناع القرار في الإدارة الأمريكية، مما يعني أننا أمام حقيقة غير متعاطفة تجاه صديقتنا العظمى التي تسعى لإرضاء عدونا اللدود بأي ثمن.
وتابع الكاتب بالقول إن المحادثات النووية في فيينا تسلط الضوء على حالة التبعية والضعف وفقدان منطق الإدارة الديمقراطية في مواجهة الحكومة الإيرانية، وهذا بالطبع ليس مفاجئًا، لأن صناع القرار الحاليين في واشنطن هم من تعاملوا مع الإيرانيين في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، والأخطر من ذلك أننا قد نكون أمام سلسلة أخرى من التحركات العدائية التي سيقوم بها الأمريكيون تجاه إسرائيل. وأشار هعتسني إلى أن الكثير من السلوكيات الأمريكية الأخيرة تجعل إسرائيل تحن إلى دورة الرئيس السابق دونالد ترامب، ومنها تجديد الدعم للأونروا والسلطة الفلسطينية، وعودة التعريفات الخاطئة والمعادية لوزارة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بالسيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، كل هذا حدث بعد عدة أشهر من الحكم الديمقراطي، مقابل أن الإدارة الحالية في واشنطن لم تفعل الكثير من الوقت للتعامل مع إسرائيل.
ولفت إلى أن إسرائيل تعتقد أن الإدارة الديمقراطية تواجه محيطًا من المشاكل والتحديات، بدءًا من التعامل مع كارثة كورونا وتحدي اللقاح، مرورًا بالصعوبات الاقتصادية، والتظاهر بتمويل إصلاحات ضخمة من خلال ضرائب جديدة، وفي غضون ذلك، لا تزال الولايات المتحدة ممزقة اجتماعياً بين معسكرين سياسيين لا تربطها علاقة، ناهيك عن المواجهة المتصاعدة مع روسيا، والتوترات مع الصين، وانعدام الثقة من جانب الحلفاء التقليديين مثل السعودية. وأكد أن الحمض النووي للحزب الديمقراطي الجديد، أجزاء منه معادية لوجود إسرائيل، ولذلك تلقينا هذا الأسبوع دعوة من السيناتور الديموقراطية إليزابيث وارين لمنع إسرائيل من استخدام المساعدة العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة لتنفيذ عملياتها في الضفة الغربية، فيما سارع زميلها في الحزب ذاته بيرني ساندرز للانضمام إليها، والإعراب عن دعمه لتقييد المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وأوضح أنه رغم كل ذلك، فإن إسرائيل لم تسمع حتى الآن عن نية أمريكية لسحب سيادتها على مرتفعات الجولان، أو نقل السفارة من القدس إلى تل أبيب، رغم أن واشنطن جددت القنصلية الأمريكية في شرقي القدس، لكن التقارب الحميم بين أمريكا وإسرائيل الذي برز في عهد ترامب، أصبح باردًا، وتصريحاتهما الودية فارغة، والاعتراف بالاختلافات في الرأي بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو يحوم حول الخلافات الحقيقية.
وأكد أنه في ذروة هذه الخلافات الأمريكية الإسرائيلية لا يجب نسيان حقيقة أن تل أبيب هي العمود الفقري الوحيد المستقر للولايات المتحدة في المنطقة، وهي صديق حقيقي لها، من خلال القوة الكامنة في التحالف المشكل مع بعض الدول العربية ضد المصالحة الأمريكية مع إيران، وحتى القوة الاقتصادية والتكنولوجية الإسرائيلية، فلا يمكن لواشنطن تجاهلها.