دار الايتام في مصر رعاية واهتمام من قبل الدولة ومسئولية مجتمعية (تقرير)
حث الإسلام على رعاية الأيتام وعلى ضرورة الوقوف معهم ومناصرتهم ومدِّ يد العون لهم، ورتب على ذلك أجراً عظيماً، كما نال اليتيم مكانة متميزة في الشريعة الإسلامية، حيث اعتنى الإسلام بالأيتام عناية كبيرة، «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا»، واليتيم، وهو من فقد والده قبل البلوغ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يُتْم بعد احتلام. وقد حثّ الله تعالى على رعاية اليتيم، قال الله تعالى: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قل إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ اْلمُصْلِحِ». وأمر الله تعالى بإكرام الأيتام، ونهى عن قهرهم وإذلالهم، حتى لا ينفروا ممّن حولهم فيضيعوا ويحقدوا على مجتمعهم ويعادوه. قال تعالى: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ»، وجعل الإسلام برَّ اليتيم وحسن تربيته والقيام على شؤونه من معالم الإيمان الكامل، ووعد من يفعل ذلك مكانة عالية في جنات النعيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ـ أيْ: متجاوريْن- وأشار بأُصْبُعَيْه: السبابة والوسطى». رواه البخاري. ومما شرعه الإسلام في معاملة اليتيم المسحُ على رأسه مؤانسةً وملاطفةً، حتى يشعر بقربه من الناس وحبهم له، لعل هذا يخفف من معاناته ويشحذ عزيمته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مسح رأس يتيم، لم يمسحه إلا لله، كان له بكل شعرة مرَّت عليها يده حسنات». وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح رأس اليتيم ثلاثاً ويدعو له. وأخرج ابن اسحق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم باستشهاد جعفر ابن أبي طالب، طلب أن يؤتى بأبنائه إليه، فأُتِيَ بهم كأنهم أفراخ، فاحتضنهم وشمَّهم، وذرفت عيناه عليهم، ثم أمر بالحَلاَّق فجيء به، فحلق لهم رؤوسهم.
كفالة اليتيم لا تقتصر على النواحي الغذائية فقط، بل يتسع معناها ليشمل احتضانه، وتعليمه، والاهتمام بصحته، وإعداده نفسياً، وتربوياً، ومهنياً لمواجهة المستقبل، والأخذ بيده نحو الفضيلة، وتقوية روحه وعقله، وزرع الأمل في نفسه، ومعاملته بصدق وإخلاص، والحرص على مستقبله وسلوكه، كما يحرص الأب على مستقبل أبنائه وسلوكهم. وشدّد الإسلام على رعايتهم بالمودة والعاطفة الصادقة، تعويضاً لهم عن بعض ما افتقدوه، وتخفيفاً للمصيبة التي يعانونها وهم صغار، لم تقوَ أعوادُهم بعدُ على مجابهة الحياة وشدائدها، كما منع إيذاءهم والإضرار بهم، أو النظر إليهم نظرات قاسية؛ لأنهم إن تعودوا النظرات الجافية الموجعة، وعودُهم لا يزال غضّاً طرياً، تولّد في نفوسهم النفور من الناس، فيكبرون وقلوبهم ممتلئة حقداً على المجتمع؛ لأنهم عاشوا فيه منبوذين، فلا غرابة بعدئذٍ أن تتولّد في أنفسهم الجفوة والعداوة، بدلاً من الألفة والمحبة. ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيرُ بيت في المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُحسَن إليه، وشرُّ بيت في المسلمين بيتٌ فيه يتيم يساء إليه». رواه ابن ماجة. وفي سبيل تحقيق هذا النوع من الرفق وتنفيذه رغَّب الإسلام في مخالطة اليتامى ومؤاكلتهم ودمجهم في المجتمع، ومبادلتهم المحبة، وإشعارهم بقرب الناس منهم. قال تعالى: «قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ».
يتوجب على كافل الأيتام العمل على تنمية اموالهم واستثمارها، وزيادتها بالبيع والشراء، بما يعود عليهم بالربح الحلال، والمال المبارك. قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الطبراني: «اتَّجروا في مال اليتيم حتى لا تأكله الصدقـة». أيْ: حتى لا ينقص ماله بأخذ الزكاة منه عاماً بعد عام. ولقد أكد الإسلام على رعاية مال اليتيم والمحافظة عليه؛ لئلا يتجرّأ أصحاب النفوس الضعيفة على هذا الصغير العاجز، الغُفْل القاصر. قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» وعدّ النبي صلى الله عليه وسلم مدَّ اليد بالسوء إلى مال اليتيم من أكبر الكبائر. فقال فيما رواه الشـيخان: «اجتنبوا السـبع الموبِقات، قيل: وما هنّ يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولّي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات». وأما الإنفاق عليه إن لم يكن له مال، فقد أوجب الإسلام نفقته على قريبه الغني، لأنها من توابع صلة الرحم، وخصوصاً إذا كان فقيراً محتاجاً. وقد اعتبر القرآن الكريم الإنفاق على اليتيم من أقرب القربات إليه، قال تعالى: «لَيْسَ البِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَومِ اْلآَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّيـنَ وَآَتـى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُـرْبَى وَالْيَتَامَى
وزارة التضامن تعقم وتطهر جميع دور الأيتام على مستوى الجمهورية
صرحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ان الوزارة تحتفل مع بداية شهر ابريل من كل عام في اول يوم جمعه من الشهر بيوم اليتيم ونظراً لما يمر به العالم والبلاد خلال هذه الفترة من انتشار فيروس كورونا المستجد واتخاذ الدولة لبعض الإجراءات الاحترازية التي من شأنها مواجهة هذا الفيروس ومنع انتشاره داخل دور الرعاية المختلفة وكذلك حرصاً من الوزارة على صحة الفئات المستفيدة داخل هذه الدور . ولان صحة ابناءنا في دور الرعاية اولوية قصوى قررنا عدم اقامة احتفالات
و قامت وزارة التضامن الاجتماعي بتعقيم وتطهير جميع دور الأيتام على مستوى الجمهورية، وعمل حملات توعية للأبناء بمخاطر الفيروس وطرق انتقال العدوى طبقا للتعليمات الصحية التي أقرتها وزارة الصحة، كما تم منع الزيارات داخل دور الأيتام منعا للتجمعات أو العدوى للحفاظ على أبنائنا، كما أنه تم منع استلام دور الأيتام لأى وجبات ساخنة جاهزة، على أن يتم طهى طعام الأطفال داخل الدور لحفظ وسلامة أبنائنا والتأكد من صلاحية جميع الأطعمة.
واضافت القباج أن وزارة التضامن يتبعها عدد 449 دار لرعاية الأيتام على مستوى الجمهورية تقوم برعاية ما يقرب من 10 آلاف طفل وطفلة في مختلف المراحل التعليمية حيث يوجد منها نسبة 80٪ بمحافظات القاهرة الكبرى والإسكندرية ونسبة 20٪ من دور رعاية الأيتام تنتشر في باقي محافظات الجمهورية..
كما اشارت القباج ان الوزارة قامت بتنفيذ عدد من المبادرات والمشروعات التي من شأنها تحسين جودة الخدمات المقدمة داخل دور رعاية الأيتام منها "مبادرة شبابنا بيخدم بلدنا " والتي تهدف إلي سد العجز الوظيفي بدور الرعاية الاجتماعية من أخصائيين نفسيين واجتماعيين عن طريق تدريب وتأهيل مكلفي الخدمة العامة وتسكينهم بدور الرعاية حيث تم بناء قدرات وتدريب عدد ٣٥٠ مكلف ومكلفة خدمة عامة وتسكين ١٤٣ مكلف ومكلفة خدمة عامة بعدد ٦٩ دار رعاية اجتماعيه علي مستوى ٨ محافظات وهي (القاهرة ، الجيزة ، القليوبية ، الدقهلية ، الغربية ْ، الإسكندرية ، اسيوط ، الاقصر)، كما تم تعيين عدد ٤٢ مكلف/مكلفة بدور الرعاية الاجتماعية.
بالإضافة ايضاً الى مبادرة بينا والتي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي لحث المجتمع متمثلا في أفراده على التطوع بجزء من الوقت داخل دور رعاية الأيتام وذلك بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة داخل دور رعاية الأيتام وإعادة دمج أطفال دور الأيتام في المجتمع بشكل سليم وتعظيم مبادئ المسئولية المجتمعية لدى أفراد المجتمع مما يساهم في الحد من وجود انتهاكات داخل دور الرعاية وتنمية مواهب الأطفال وإعادة دمجهم في المجتمع من خلال مواهبهم كما يتم العمل ايضًا العمل على بناء قدرات متطوعي مبادرة بينا من خلال تدريب متطوعي المبادرة على مساندة المؤسسات في تطبيق معايير جودة رعاية الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية.
كما قامت الوزارة ايضا بتكوين فرق التدخل السريع المركزي بديوان عام الوزارة لمجابهة أي انتهاكات تحدث للأطفال داخل دور رعاية الأيتام ومن ثم تم إنشاء عدد 26 فريق تدخل سريع محلى بكل مديرية تضامن وهم مجموعة من الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين المدربين والمؤهلين على مجابهة أية انتهاكات تحدث ضد أطفالنا داخل دور الرعاية واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد مرتكب الانتهاكات.
كما شكلت الوزارة ايضاً لجان الضبطية القضائية بالتنسيق مع وزارة العدل وذلك لمنح عدد 108 أخصائي اجتماعي ونفسى تابعين للوزارة ومديرياتها صفة الضبطية القضائية وذلك لمجابهة أية انتهاكات تحدث ضد أطفالنا بدور رعاية الأيتام
واضافت القباج ان الوزارة اطلقت ايضاً مشروع لتطوير دور رعاية الأيتام والمسنين على مستوى الجمهورية في أكثر من محور منهم محور تطوير العنصر البشرى من مقدمي الرعاية داخل دور رعاية الأيتام حيث تم وضع حقيبة تدريبية لتدريب مقدمي الرعاية داخل دور رعاية الأيتام على الأساليب المهنية الحديثة في التعامل مع الأطفال في كافة المراحل العمرية كما يتم ايضاً تطوير البنيه والتجهيزات الخاصة بالدور والبرنامج ممول بمبلغ 23 مليون جنيه مصري من صندوق إعانة الجمعيات التابع للوزارة.
كما اطلقت الوزارة ايضاً مبادرة "كورال أطفال مصر " حيث قامت الوزارة بتوقيع بروتوكول مع مؤسسه سليم سحاب للمبدع العربي وكذا وزارة الشباب والرياضة وتهدف المبادرة إلى اكتشاف وتنمية مواهب الابناء الأيتام بدور رعاية الأيتام لتمثيل مصر في الحفلات والمهرجانات داخلياً وخارجياً وقد قامت المبادرة فعلياً باكتشاف موهبة عدد ٢٥٦ ابن وابنه بعدد ٣٦ مؤسسه رعاية اجتماعيه علي مستوى عدد ٣ محافظات (القاهرة، والجيزة، الشرقية)، حيث تم إحياء عدد ٥٣ حفلة في مناسبات اجتماعية ووطنية مختلفة حتى الآن بمحافظات (القاهرة، الجيزة، بورسعيد، الشرقية، بني سويف، الاسكندرية)، حيث يتم تدريب فريق الكورال كاملاً كل يوم جمعه من كل أسبوع بمسرح وزارة التضامن الاجتماعي .
ويقوم فريق عمل مركز الإرشاد النفسي التابع للوزارة بعمل زيارات ميدانية لكافة دور رعاية الأيتام على مستوى الجمهورية وذلك لعمل مسح نفسى شامل لكافة أطفالنا داخل دور رعاية الأيتام بهدف دراسة أحوالهم النفسية ووضع خطة العلاج المناسبة وإجراء التدخلات النفسية اللازمة لهم.
وقالت القباج ان الوزارة قامت مؤخراً بتوقيع بروتوكول تعاون لتنمية وتطوير دور رعاية الأيتام بهدف وضع رؤية استراتيجية للاهتمام بالأبناء المحرومين من الرعاية الأسرية والعمل على تغيير نظرة المجتمع لهؤلاء الأبناء مع العمل على تنمية وتطوير المؤسسات من حيث رفع كفاءة وبناء قدرات العاملين بها ويتم تنفيذ هذا البروتوكول من خلال عدد من المحاور الأساسية التي تعمل وفقها جمعية وطنية وهي التعاون لتطوير منظومة الرعاية اللاحقة خلال المرحلة الأولى والتي تستمر لمدة ثلاث سنوات من مشروع " تأهيل الشباب الأيتام للاستقلالية والرعاية اللاحقة " المنفذ من قبل جمعية وطنية في ثلاث محافظات القاهرة والجيزة والدقهلية" عن طريق تطوير وتفعيل آليات لتمكين فاقدي الرعاية الوالدية من خريجي دور رعاية الايتام اجتماعيًا واقتصاديًا والتنسيق مع الجهات الأخرى مثل وزارة التربية والتعليم والشباب والصحة والجهات الحكومية الأخرى، وإطلاق حملة توعوية لرفع الوعي المجتمعي باحتياجات خريجي دور رعاية الايتام ودور المجتمع تجاهه ورفع وعي دور الرعاية تجاه الأطفال والشباب فاقدي الرعاية الوالدية .