جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 02:33 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

غادة الحناوي تكتب :بين النصيب والقدر

غادة الحناوي
غادة الحناوي

تواعد كل منهما ،وأتفقا على أن يجمعهما لقاء كما كان يحدث في حلمها،وعالمها الافتراضي لمدة كبيرة ،لم تستطع أن تقدرها،فو على حسابات التوقيت تراها تُعد إلى سنوات،على الرغم من أنها لم تتعدى بضعة أشهر فقط.

قرر هو بعد ذلك أن يجمعهما لقاء،كي تتوج قصة الحب التي قد جمعت بينهما،أتفق معها ذاك الغريب الذي أقتحم محرابه قدسيتها،وقد عاهدها على العودة من أجلها،وقد صانت هذا الوعد باللقاء،ولأنه لم يخلف معها أبدا وعد منذ أن عرفها،وقد هيىء نفسه لرحلته الجديدة معها،والبدء لترتيب حياة جديدة هي بدايتها،وأنه قد قرر أن يعيش ما تصوره حلما واقعا حقيقيا،وظلت هي تعد الأيام والليالي وتهيىء نفسها لاستقباله،وأن تعيش مع هذا الزاهد الذي قد أغلق على نفسه محرابه لسنوات،بين العبث مع عابرات مرة،وبين تأنيب ضميره والرجوع عن تلك المهاترات والنزوات العابرة المنقضية،كي يبدأ بها ومعها قصة الحب الروحانية التي جمعت بينهما دون ترتيب من أي منهما ،مسبقا أو تخطيط لحدوث هذا الأمر،في ظل عتمة وظلمة أيامه وكآبتها قبل أن تطل عليه ،أصبح كلاهما يستعد إلى لقاء الآخر ،ويخشى ويفكر في ردة فعل كل منهما،عند اللقاء،ووقوع رؤية العين وهل سوف تجمعهما،نفس النظرة الحانية،وتكلل الحلم وتحوله إلى واقع ملموس. وفجاءة يحدث ما لا يتوقع أي منهما ،وتحدث ظروف عصيبة تحول دون رجوع الزاهد من محرابه إليها،ظروف لا تعلم هل رتبها القدر لهما،الله أم أن هناك أمرا آخر قد حدث يحول دون إتمام ما اتفقا عليه معا،حدث أن أصيب بوعكه صحية خطيرة ،أعتقدت في بداية الأمر أنه قد يكون يتلاعب بها لعدم تنفيذ ذاك الوعد الذي أتخذه معها،وأنه قد غدر بها.

ولكن سرعان ما قد حدد موعد آخر للقاء،بعد التعافى القريب له،فإذا بالحبيبة ،تستعد إلى اللقاء الموعود،وفجاءة وهي وسط الأمل والرجاء تارة ،والخوف واليأس مرة آخرى من أنها سوف تراه،وقسوتها عليه وزيادة تمسكه بها وبوعوده لها،ورغم كل تلك الاحداث والظروف المعاكسة لاتمام لقاؤهما،وقسمه على أن يعود وأنه لن يفرق بينهما إلا الموت وحده،ولو ينظر إلى عينيها لمرة أخيرة وواحدة،وأنه لم يكن صادقا في لحظة من عمره قدر صدقه معها دون غيرها من النساء،وأنه لم يريد إلا هي ،وبين دخولها في حالة من الامبالاة،وفقدانها الثقة فيه .

وعدم الرغبة في تصديق وعوده معها،حتى لا تتعلق بوهم وأمل كاذب خداع ،فوجئت به يتصل بها ويخبرها أنه بعد لحظات على موعد معها بلقاء كما وعدها ،وأخبرها وبالفعل جاء وهو على بعد خطوات تفصلها عنه.

وهي تنظر إليه من بعيد تتأمله ،وقلبها يرتجف مثل الفتاة المراهقة التي تحب لأول مرة في عمرها،وبدأ النصيب يلعب معهما لعبة القدر المنتظر فهل سيتم من قد بدأت به قصتهما ،أم أن القدر سوف يكون له رأي آخر.