جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 09:30 صـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

في ذكرى ميلادها .. محطات في رحلة كونتيسة المسرح وصاحبة العصمة ..” دولت أبيض ”

دولت أبيض
دولت أبيض

تحل اليوم ذكرى ميلاد رائدة المسرح والسينما الفنانة " دولت أبيض ، فهي ممثلة من أوائل الفنانات المصريات التي بدأت حياتها الفنية في وقت كانت الأدوار النسائية تقدمها تقتصرفقط على المرأة التي تنتمي إلى بلاد الشام أو اللاتي تحمل الديانة اليهودية ، وقد ولدت " دولت أبيض " في أسرة من الطبقة المتوسطة بمحافظة أسيوط في 29 يناير عام 1896، وتنتمي أمها إلى أصول روسية أما والدها فهو " حبيب بطرس قصبجي " الذي كان يعمل مترجمًا لوزارة الحربية ،و درست في مدرسة الراهبات بمدينة "الخرطوم " السودانية حيث عمل والدها هناك و اكتشفها الفنان " عزيز عيد " عام 1917 عندما التقى بها في إحدى الحفلات الأسرية فاستجابت لدعوته لها للتمثيل بفرقته .

وقدمت " أبيض " أول دور لها في عام 1917 وهو شخصية “الكونتيسة” بمسرحية " خللى بالك من إميلي " لجورج فيدو، ثم أدت دور العروسة بمسرحية “ليلة الدخلة” ، ونجحت في أول تجاربها على المسرح، ثم إنتقلت إلى فرقة "نجيب الريحاني " وبغد أيام قليلة لها مع فرقة الريحاني اكتشفت بنفسها أنها لا تستطيع المشاركة في تقديم المسرحيات الكوميدية، فتركت الفرقة وانضمت إلى فرقة "جورج أبيض " بسبب نصيحة الفنان القدير " نجيب الريحاني لها ، وحينما لاحظ الفنان " جورج أبيض " التز امها ،و جديتها خصها بالرعاية ، فكان يهتم بها ويمطرها بإرشادته ونصائحه، و أسند مهمة تدريبها إلى نجمة الفرقة حينذاك " مريم سماط " وكانت أول شخصية قدمتها بفرقة " جورج أبيض " دور الملكة جوكاستا بمسرحية “أوديب الملك” في عام 1918، وقد تميزت في لتفوقها أداء هذا الدور وتخصصت منذ ذلك الوقت في تجسيد أدوار الملكات والشخصيات النبيلة، كما كانت تقوم بأداء أدوار المرأة العاشقة ،و بعد ذلك سافرت " دولت أبيض " عام 1920 مع فرقة " أمين عطا الله " إلى سوريا بعد ما توقفت غالبية الفرق المسرحية بعد قيام ثورة 1919، ثم التحقت " دولت " بفرقة " منيرة المهدية " ، وفي عام 1921 ومثلت في أوبريت " شهرزاد” لفرقة سيد درويش، ثم انتقلت إلى فرقة الريحاني ثانية ومثلت دور فتاة ثرية من بين الفتايات التي تستدرج إلى عصابة " ريا وسكينة " بمسرحية " ريا وسكينة ".

وعادت بعد ذلك " دولت أبيض " للعمل مع فرقة جورج أبيض وسافرت معها في رحلتها إلى الشام عام 1923، و تزوجت هناك من الفنان " جورج أبيض " الذي حملت اسمه منذ ذلك الوقت ، وذلك بعد التغلب على عدة معوقات أولها موقف أهله منها كسيدة مطلقة، وثانيهما أنها كانت تنتمي إلى طبقة الأقباط “الأرثوذكس” في حين كان ينتمي هو إلى الطائفة “المارونية " مما اضطر أحدهما إلى تغيير ملته ، ومنذ زواجهما عام 1923 لازمت زوجها و كانت تمثل أمامه أدوار البطولة النسائية بجميع مسرحيات فرقته، وأنجبا ابنة واحدة هي سعاد، وكان لدولت ابنتين من زواجها السابق، الصغرى " إيفلين " والتي توفيت في طفولتها ، والكبرى " إيفون" التي نشأت مع والدتها بمنزل جورج أبيض مع ابنتهما سعاد.

وانضمت " دولت أبيض " مع زوجها الى فرقة “رمسيس” ليوسف وهبى في آواخر عام 1923، واشتركا في بطولة عدة مسرحيات من بينها: لويس الحادى عشر، وعطيل، والأب ليبونار، والجريمة والعقاب، وكليوباترا، وفي آواخر عام 1927 انضمت مرة أخرى مع زوجها جورج أبيض إلى فرقة " رمسيس " ولكنهما انفصلا عنها بعد فترة قصيرة، وسافرت مع فرقة “جورج أبيض " في رحلتها إلى أمريكا اللاتينية عام 1930.

دولت أبيض

ويذكر أن " دولت أبيض " قد ساهمت عام 1934 في تأسيس فرقة “إتحاد الممثلين، وذلك عندما تقدمت بمذكرة مع مجموعة من الفنانين إلى وزير المعارف يطالبون فيها بضرورة دعم ومساندة الدولة للفرق المسرحية لمواجهة الظروف والأوضاع السيئة التي تعمل في ظلها الفرق، والتي أدت إلى توقف معظمها عن العمل وانتشار البطالة بين الفنانين كنتيجة لآثار الأزمة الإقتصادية التي اشتدت مع بداية ثلاثينيات القرن الماضي، ويقترحون تكوين فرقة حكومية من أعضاء الفرق المنحلة، واستجابت الدولة وقامت بدعم فكرة إنشاء “إتحاد الممثلين” الذي انضم إليه عدد كبير من الفنانين، ولكنه لم يستمر للأسف أكثر من ستة شهور لكثرة الخلافات وضعف الأدارة وتدني المستوى الفني للعروض.

وانضمت " دولت أبيض " في عام 1935 إلى الفرقة القومية المصرية ومثلت أدوار البطولة في في عدد من المسرحيات من بينها : الملك لير، وشمشون وليلة، ومضحك الملك، والشعلة المقدسة، والمعجزة، وغادة الكامليا، وعند إعادة تشكيل الفرقة باسم “الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى” وهي فرقة" المسرح القومي " عام 1942 كانت أيضا من نجمات الفرقة، ولكنها قدمت استقالتها عام 1944، لتتفرغ لنشاطها السينمائي وتؤسس فرقتها الخاصة بعدما أصبحت نجمة مشهورة، ولكنها لم توفق في فرقتها الخاصة التي اعتمدت فيها على إعادة تقدم مسرحيات فرقة " جورج أبيض" ، ولذا فقد عادت للتعاون مع فرقة المسرح لقومي لفترات قصيرة عام 1948.

و قامت "دولت أبيض " بتأسيس فرقتها المسرحية الخاصة، وقيامها ببناء مسرح بإسمها عام 1944 بمنطقة " حدائق القبة "، ولكن اضطرت بعد عامين لتحويلها إلى دار عرض سينمائي باسم: سينما " هونولولو "، التي أصبحت من أشهر دور العرض في مصر واستمرت لسنوات تقدم مجموعة من أفضل وأشهر أفلام الأربعينيات وبداية الخمسينيات، ولكن للأسف فقد احترقت السينما بالكامل بحريق القاهرة يناير عام 1952 ، فأحدث هذا الحريق خسائر مادية كبيرة لها و تسبب لها في جرح نفسي لتحملها جميع الخسائر بمفردها.

تميزت الفنانة " دولت أبيض" بمهاراتها في تجسيد أدوار الأم برصانة ورسوخ واستطاعت أن تبرز مشاعر الأمومة الصادقة، بصوتها الرصين ولفتاتها ونظراتها المعبرة ذات التأثير القوي، وأن توظف إمكانياتها الصوتية القوية في الأداء، خاصة بعدما أدركت مبكرا الفرق بين التمثيل على خشبة المسرح والتمثيل أمام كاميرات السينما، ويكفي أن نذكر لها تميزها في تجسيد شخصية " أم زينب " في الفيلم الصامت " زينب " من إخراج الرائد محمد كريم عام 1930 ، و كذلك تفوقت في فترة متقدمة من العمر في تجسيد شخصية الأم الأرستقراطية المتسلطة ذات الصوت الحاد الحازم كما في فيلم " المراهقات "، أو الجدة الطيبة كما في فيلم "إمبراطورية ميم ".

وتميزت " دولت أبيض " لملامحها الغربية أصولها العربية وعرفت رائدة المسرح والسينما بأكثر من لقب أطلقته عليها الصحافة ومن أشهرها: كونتيسة المسرح، السيدة الأرستقراطية، بنت الذوات، صاحبة العصمة، خاصة بعدما تميزت في أداء أدوار الأم الأرستقراطية بصفة عامة وأصبحت واحدة من أشهر الأمهات في السينما المصرية مع العديد من الفنانات من بينهن زينب صدقي، علوية جميل، زوزو حمدي الحكيم، زوزو شكيب، زوزو ماضي، ، فردوس محمد، أمينة رزق، ماري منيب، زوزو نبيل، ثريا فخري، سامية رشدي، آمال زايد.

يذكر أنها قد أعلنت إسلامها عام 1953 مع زوجها وأبنتيها إيفون وسعاد، ويقال من أسباب إسلامها إستمتاعها بالإستماع إلى الآذان والقرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت، وقد قضت الأيام الأخيرة من عمرها في تربية أحفادها والاستماع للقرآن الكريم، حتى رحلت عن عالمنا في 4 يناير عام 1978. تمتعت " دولت أبيض " بشخصية قوية، كات تتسم بالحزم في حياتها والصرامة في آوامرها، حيث كانت تعشق النظام والإنضباط، كما كانت تعشق زوجها وأسرتها جدا، الذين وهبتهم كل حياتها ، ويشهد لها كل من عاصرها وشاركها بالعمل مدى إلتزامها الشديد بمواعيد البروفات والعروض وأيضا بجميع توجيهات وإرشادات المخرجين.

واقرأ أيضًا /عبد الله طيرة ” يقدم بلاغًا ضد صناع فيلم ” الشرابية ” بعد حذف اسمه كمؤلف السيناريو والحوار

برشلونة-كريم هنداوي-محمد ممدوح هاشم-رامز جلال-سمية الخشاب -الفنان تامر شلتوت-يوفنتوس ضد سبال-موعد مباراة الزمالك-زوجة ياسر فرج