جريدة الديار
الأحد 27 أبريل 2025 10:10 صـ 29 شوال 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

في ذكراه .. رحلة في حياة أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، ” جوهر الصقلي ”

جوهر الصقلي
جوهر الصقلي

يعد " جوهر الصقلي "، أبو الحسين جوهر بن عبد الله، والذي يعرف أيضًا باسم جوهر الرومي من أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، فهو مؤسس مدينة القاهرة الفاطمية وباني الجامع الأزهر وهو من أقام سلطان الفاطميين في الشرق وهو فاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز وينسب جوهر الصقلي للشيعة والمعروف أن الفاطميين ينسبون إلى الشيعة. أرسل " المعز لدين الله " قائد جيشه جوهر الصقلي للاستيلاء على مصر من العباسيين فدخلها وأسس مدينة القاهرة الفاطمية كما أمر جوهر ببناء الجامع الأزهر وببناء قصر كبير للمعز لدين الله.

ولد " جوهر الصقلي " في جزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط حوالي 316 هـ/ 928 ميلادي ونسب إليها وكانت صقلية في تلك الفترة إمارة فاطمية ، جلب صغيرًا إلى المهدية أيام حكم المنصور بالله الفاطمي وتربى تربية عسكرية وانتظم في سلك الجيش وترقى فيه حتى أصبح بعد ذلك قائد القوات الفاطمية في عهد المعز لدين الله وسرعان ما أثبت جوهر كفاءته بأن ضم مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين وسلطان العباسيين إلى سلطان الفاطميين. ولما استقر" جوهر الصقلي " بمصر أنشأ مدينة القاهرة عام 969 بأمر من الخليفة المعز لدين الله بهدف جعلها عاصمة للدولة الفاطمية كما أمر ببناء الجامع الأزهر ليكون مركزًا علميًا ودينيًا عالميًا ، ثم سيّر عسكرًا إلى دمشق وغزاها فملكها ، ووصلت البشارة إلى مولاه المعز بأخذ البلاد وهو في إفريقية في نصف شهر رمضان المعظم، ويدعوه إلى المسير إليه، ففرح فرحًا شديدًا. حكم "جوهر الصقلي " مصر أربع سنوات نيابة عن الخليفة الفاطمي، وبعد وصول المعز إلى القاهرة لم يعهد إليه بمهمة جديدة حتى ظهور خطر القرامطة في بلاد الشام فاستعان المعز لدين الله به سنة (364هـ= 974م) لقتالهم، وعندما توفي المعز عام 365 هجرية، تولى الخلافة من بعده العزيز، وفي عهده استولي أفتكين من البويهيين علي دمشق وطرد حاكمها من قبل الفاطميين ريان الخادم وجعل الخطبة في بلاد الشام للخليفة العباسي بعد أن كانت للخليفة الفاطمي، فقرر الخليفة العزيز أن يستعين بـ "جوهر الصقلي" لاستعادة ملكه في الشام، فخرج جوهر الصقلي ليستعيد دمشق وحاصرها سبعة أشهر، فأرسل أفتكين إلي الحسين بن أحمد من القرامطة لينضم إليه في قتال الفاطميين فأجابه وسار بجيش إلي دمشق. لما وجد جوهر نفسه أمام جيشين، جيش أفتكين وجيش القرامطة ، فضل الرجوع إلي مصر ، فما كان من أفتكين والحسين القرمطي إلا أن طمعوا في هزيمته فأتبعوه وتقابلوا عند مدينة الرملة في فلسطين، فأرسل جوهر إلى الخليفة العزيز يطلب منه دعماً عسكرياً، فخرج الخليفة العزيز بالله بنفسه في جيش عظيم استطاع به أن يهزم أفتكين والقرامطة ويشتت شملهم ويستعيد دمشق سنة 368 هجرية في شهر ذي القعدة من سنة 381 هجرية اعتل "جوهر الصقلي "، فعاده العزيز، وأرسل إليه خمسة آلاف دينار، ثم بعث له أيضا الأمير منصور بن عبد العزيز ومعه خمسة آلاف دينار أخرى، وتوفي جوهر سنة 381 هجرية الموافق 28 يناير من عام وقد قام العزيز بإرسال الحنوط والكفن للمتوفى، فكُفن في سبعين ثوباً، ما بين مثقل وموشى بالذهب، ثم صلى عليه العزيز، ودفن بالقرافة الكبرى، وأمر العزيز بترقية الحسين بن جوهر الصقلي، وجعله في رتبة أبيه، ولقبه بالقائد ابن القائد، ومكّنه من جميع ما خلّفه أبوه.

في عام 348 هـ أرسل " المعز"، جيشًا بقيادة جوهر الصقلي إلى المغرب الأقصى بعد أن نقضوا البيعة وأظهروا ولاءهم لأمير الأندلس الأموي، فاحتلت الجيوش الفاطمية مدن تاهرت وفاس وسجلماسة ، وألقي القبض على العمال الأمويين في سائر بلاد المغرب ، وتقدموا في البلاد حتى وصلوا إلى سواحل المحيط الأطلسي، فأمر جوهر الصقلي باصطياد الأسماك وجعلها في قلال الماء وإرسالها إلى المعز لدين الله إشارة منه أنه أدى المهمة على أكمل وجه، ولم يرجع القائد جوهر الصقلي إلى مولاه إلا بعد إن أستأصل جميع الفتن في البلاد، ثم عاد جوهر غانمًا مظفرًا ومعه صاحبا سجلماسة وفاس أسيرين في أقفاص من حديد ودخل بهما القيروان في يوم مشهود.

واقرأ أيضًا /عبد الله طيرة ” يقدم بلاغًا ضد صناع فيلم ” الشرابية ” بعد حذف اسمه كمؤلف السيناريو والحوار

برشلونة-كريم هنداوي-محمد ممدوح هاشم-رامز جلال-سمية الخشاب -الفنان تامر شلتوت-يوفنتوس ضد سبال-موعد مباراة الزمالك-زوجة ياسر فرج