جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 05:26 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هند هيكل تكتب: عشان ضامن وجوده!!

‏مبدأيًا التعلُق ماهو إلا سجن للنفس!! ليه؟ لإنك رابط نفسك ومشاعرك وأحاسيسك كلها بشخص، بنسبة كبيرة جدًا تكاد تصل 100% مش ضامن وجوده معاك، التعلق عامل زي الإدمان، المُدمن برضه متعلق، صعب أوي عليه يبعد عن الحاجة اللي أتعود عليها وبقى مدمنها، يعني جوه سجن مش عارف يخرج منه، عشان كدة متتعلقوش بسرعه وأوعوا تعلّقوا حد بيكوا وأنتوا مش ضامنين أنتوا هتكملوا معاه ولا لا.. ‏

خليك عارف إن الشخص اللي معاك وبتطنشه عشان ضامن وجوده فى شخص غيرك يتمنى بس نظره منه اللي أنت بتقسى عليه ده، وبتدوس على مشاعره عشان بيحبك وباقى عليك فى غيرك يتمنى يطبطب عليه ويسمع وجعه وشكوته، لازم تعرف أن كلنا بنتعوّض، لأن ربنا بيعّوض بس اللي جنبك وصابر عليك فهو صابر لأنه بيحبك بجد ومش شايف غيرك مش علشان مش هيعرف يعوضك، لا عشان بيحبك..

‏أنك تأذي شخص عشان ضامن وجوده وحبه ليك ده أكبر دليل على أنك شخص مستهتر بتأذيه بغيابك، بتجاهلك، بعدم ردك عليه، لو احتاجك مش هيلاقيك، ببرودك، بأسلوبك، لو الشخص دا استحمل مليون مرة هيجي عليه وقت ومش هيستحمل، ومش هيعديلك، ومش هيستنى يسمع مبررات ملهاش لازمه مفيش مبرر يخليك تبطل تسأل عليه حتى لو بتموت.. ‏

فكرة أنك تتعود على شخص أنت مش ضامن وجوده، ومش ضامن مكانك عنده، أنك دايماً بتعدي لمجرد أنك مش عاوز تخسر الشخص اللى قدامك، ومحستش معاه بنسبة 1% بالأمان أو الأهمية، فا ملهاش لازمه تكون موجود م الأول..

محدش يراهن على قوة تحمل ومحبة اللي قدامه ويفضل ييجي عليه ويبقى ضامن وجوده، لأن ‏التراكمات بتهد رصيد غلاوتك عند اللى بتحبهم، عشان في يوم ممكن وأنت مش حاسس ومتمادي فى اللي بتعمله تصحى تلاقي غلاوتك عنده بقت صفر!!

لإن في النهايه اللى بتضمن وجوده من غير ما تقدره بيكون لغيرك..

‏إنك تتجاهل حد بيحبك من باب التقل أو أنك ضامن وجوده أو بتختبر حبه ليك ف ده يدل على أنك شخص جاهل ومتستحقش أن حد يديك أي اهتمام أصلا..

‏أي حد فى علاقه سواء صحاب أو ارتباط وضامن أن الشخص دا بيحبه وبمعني أصح ضامن وجوده ملكش حق أنك تبقى قاسي وتكّره الطرف التاني فى كل حاجه وتوصله لمرحلة أنه أول ما يلاقي حد يطبطب عليه يروحله، بلاش تيجي عليه عشان ضامن وجوده بلاش تقسى عليه بتصرفاتك ولا تهينه عشان أنت عارف أنه كده كده موجود بلاش تجرح كرامته وأنت قاصد عشان متأكد أنه بيحبك ياريت كل واحد يقدر اللى يقدره، ويضحي ويعدي زي م الطرف التاني بيعدي لازم انت كمان تعدي..

قبل ما تفكر ‏تتجاهل حد أو تقطع علاقتك معاه أو يحتاجك وميلاقكش فكر ثواني كده إن الشخص ده ممكن متشفهوش تاني!! هل أنت ضامن وجوده عشان تزعله كدة؟!! لو مخاصم حد قوم صالحه دلوقتي متقولش هنروح من بعض فين، عشان إحنا بنروح وهنروح من بعض ومش دايماً في بكره، متضمنش وجود حد عشان الندم والفقد وحش..

خوفنا من أننا نقرب أو نتكلم أو نقف جنب حد تاني عشان مبقيناش ضامنين وجوده جنبنا في يوم من الأيام، ولا ضامنين أنهم هيفضلوا زي ماهو مش هيتغيروا علينا بعد كدة، الخوف ده مخلينا مكتفيين باللي جنبنا ورغم كدة واخدين حذرنا منهم وعايشين في رُعب "رُعب الفقد والتغير"..

أوقات بنسيب اللي بيحبنا وبيعمل كل حاجة عشانا ومهتم بينا، ونروح للى مهمشنا ومش بيحبنا، لأن ف اعتقادنا أن الأول أحنا ضامنين وجوده، والتاني اللى استفزنا ورافض رفضه لينا بنعمل كل حاجة عشان نثبتله إننا منترفضش!! الفرق بين الإثنين إن اللى بيحبنا بيحب ضحتنا، قعدتنا، خروجاتنا، بيشوف يومه ناقص من غيرنا، سعادتنا من سعادته، وجودنا من وجوده، مستعد يمشي معانا لو في النار، أما اللى بيستفزنا بنشوف تقله وتجاهله لينا دلال فبنعمل كل حاجة عشان نثبتله أننا لازم نتحب، وللأسف بنفضل اللى بيستفزنا ونخسر اللى بيحبنا لاعتقادنا إننا ضامنين وجوده مهما عملنا!! ‏

نصيحة بسيطة: ما تفضلش تيجي على شخص أنت ضامن وجوده عشان فجأه هتلاقيه أتغير ومش هتعرف ترجّعه زي الأول تانى وهتندم أنه أتغير وهتندم أن السبب كان انت!!

وفى النهاية أوعى ‏تبذل طاقتك أو تقعد فى حياة حد أنت مش ضامن وجوده وهو ضامن وجودك ومتأكد من كدة كمان عشان هتتهان والله..