جريدة الديار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 06:25 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قصر السكاكيني تحفة معمارية في العاصمة المصرية

قصر السكاكيني
قصر السكاكيني

قصر السكاكيني تحفة معمارية على الطراز الإيطالي، واحد من أجمل القصور التاريخية في مصر،لا يقل روعة عن قصر البارون، وتم تشييده سنة 1897 م على يد حبيب باشا السكاكيني، وعرف محيط القصر لاحقا بحي السكاكيني، ويتواجد بحي الضاهر بالعاصمة المصرية القاهرة.

قصة صاحب القصر

عام 1856 جاء إلى مصر شاب سوري يدعى "جابرييل حبيب السكاكيني" الذي ولد في دمشق عام 1841، وتولى وظيفة بشركة قناة السويس ببورسعيد، لفت الشاب نظر الخديوي إسماعيل، حاكم مصر آنذاك، بعدما استطاع حل أزمة انتشار الفئران وما تنقله من أوبئة في منطقة السويس، وذلك عن طريق إرسال طرود قطط جائعة مُحملة على الجِمال، فقضت على مشكلة انتشار الفئران في منطقة قناة السويس.

تعرف علي جامع محمد علي بالقلعة تحفة معمارية وأشهر معالم القاهرة

ومنذ ذلك الحين، اعتمد الخديوي إسماعيل على الشاب السوري وأسند بناء الأوبرا الخديوية له، ونجح بالفعل في الانتهاء من بناء الأوبرا في الوقت المحدد في 17 نوفمبر 1869، وأنعم عليه الخديوي لقب "بيك"، وبعدها أصبح حبيب السكاكيني من كبار المقاولين، وفي مارس 1901 منحه البابا في روما لقب "الكونت" لخدماته المجتمعية.

بناء قصر السكاكيني والتطور التاريخي

في عام 1897 تم بناء قصر السكاكيني على بركة أرض تسمى "قراجا التركماني"، أو "بركة قراجا" قد منحت له في منطقة الظاهر تسمى بالشيخ قمر، وقد قام بردم البركة وبناء القصر عليها، وبعد وفاته عام 1923 قسمت ثروته بين الورثة الذين تنازلوا عن القصر للدولة، وقام أحد أحفاد السكاكيني وكان طبيبا بالتبرع بحصته لوزارة الصحة.

وفي الفترة من عام 1961- 1983 أصبح القصر مقرا للمتحف التثقيف الصحي، وفي نهاية الفترة بعد نقل المتحف من القصر تم تخزين بعض معروضات المتحف في بدروم أسفل القصر، وفي عام 1987 تم تسجيل القصر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء، ليتم وضعه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.

في عام 1923 توفى حبيب باشا السكاكيني قسمت ثروته بين الورثة الذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة حيث قام أحد أحفاد السكاكيني وكان طبيبا بالتبرع بحصته لوزارة الصحة.

وفي 1961 تم نقل متحف التثقيف الصحي من عابدين إلى قصر السكاكيني وذلك بأمر من محافظ القاهرة، وحاليا ينتظر القصر دوره للتطوير كما حدث مع قصر البارون آمبان.

مساحة والشكل العمراني القصر

تبلغ مساحة القصر نحو 2698 متر مربع وتم بناؤه على الطراز الإيطالي، حيث يعتبر نموذجا لفن "الروكوكو"، وهو فن ينتمي إلى الزخرفة في العمارة والديكور الداخلي والخارجي وكذلك الأثاث والتصوير والنحت، وهو فن منبثق من المحارة غير المنتظمة، وقد كانت بداية ظهور هذا الفن في فرنسا إبان القرن الـ18 الميلادي، حيث بنته شركة إيطالية ليكون نسخة من قصر إيطالي قد رأه حبيب السكاكيني وأراد تقليده أو عمل نسخة منه في القاهرة.

مكونات القصر

يتكون القصر من 5 طوابق، الطابق الأول يتكون من 4 غرف، والثاني مكون من 3 قاعات و4 صالات وغرفتين، أما الصالة الرئيسية تبلغ مساحتها نحو 600 متر مربع، وتحتوي على 6 أبواب تؤدي إلى قاعات القصر، ومجموع غرف القصر تبلغ 50 غرفة، ويحتوي على أكثر من 400 نافذة وباب، و300 تمثال منهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر، وللقصر مصعد ويطل على شرفة بها قبة مستديرة تؤدي إلى غرفة الإعاشة الصيفية.