جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 03:49 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

في مثل هذا اليوم .. وفاة الفنان علي الكسار

توفى في مثل هذا اليوم 15 يناير 1957 الفنان علي الكسار .

يعد علي الكسار فنان كوميدي له شخصية مميزة ، خفيف الظل ، يعتقد الكثيرون انه قد ينتمي لأصول نوبية لشدة ما أتقن اللهجة النوبية في بعض أدواره ، إلا أنه لم يكن نوبيا كما لم يكن أسمر اللون بل كان يقوم بصباغة وجهه بخلطة يصنعها هو بنفسه قبل أن يطل على جمهوره كل ليلة في شخصية "عثمان عبد الباسط"

ولد الكسار بحي السيدة زينب في 13 يوليو 1887 ، و اسمه الحقيقي على خليل سالم وقد أخذ اسمه الفني من عائلة والدته التي تدعي (زينب على الكسار) و ذلك اعترافا لها بالفضل حيث ضحت بالكثير و باعت الفرن الذي تملكه من اجل ان يحقق ابنها علي حلمه بالعمل في مجال الفن .

عمل في بداية حياته بمهنة السروجي و هي مهنة والده ، لكنه لم يستطع إتقانها فاتجه للعمل مساعد طباخ مع خاله ، و من هنا جاء اتقانه للهجة النوبية حيث اختلط بالنوبيين وأتقن لهجتهم و كلامهم .

ذاعت شهرته في مجال المسرح و دخل في منافسة حامية مع الكوميديان الكبير نجيب الريحاني و ابتدع شخصية النوبي (عثمان عبد الباسط) لمنافسة شخصية (كشكش بيه) التي كان يقدمها الريحاني .

نجح الكسار في شخصية «عثمان عبد الباسط» لدرجة جعلت الفنان نجيب الريحاني يقول في مذكراته : «فكرت كثيرا في طريقة لإصلاح الفرقة ، و رأيت أن كازينو "دي باري" المجاور لنا و الذي تديره مدام مارسيل ، و يعمل به الأستاذ علي الكسار ، قد إحتكر إقبال الجمهور ، فما العمل إذن؟» أوقفت التمثيل في مسرحي ليلة أمضيتها بهذا الكازينو لأدرس عن كثب هذا الإقبال و سببه ، و قد أدهشني أن كل ما رأيته عبارة عن استعراض يغلب عليه الطابع الإفرنجي ، و يتخلله بعض مواقف فكاهية يظهر فيها الأستاذ علي الكسار ، و مادام الجمهور يحب هذا النوع الاستعراضي فما المانع أن نقدم له ما يشتهيه؟

أنشأ علي الكسار في يناير 1919 فرقة مسرحية خاصة حملت اسمه و كانت تقدم عروضها على مسرح «الماجيستيك» و قد ضم اليها العديد من فناني عصره ابرزهم صديقه بشارة واكيم ، و من الملحنين ضم سيد درويش ، زكريا أحمد ، كامل الخلعي و داود حسني ، و قد سافرت الفرقة إلى العديد من البلدان العربية لتقدم عروضها .

قد لا يعلم الكثيرون أن على الكسار هو أول فنان يغني أغنية «محسوبكوا إنداس» التي اشتهرت بصوت الفنان إيمان البحر درويش ، حيث قام سيد درويش بتلحينها للكسار في عام 1919 كواحدة ضمن أغنيات رواية «و لسه» .

أحبته الفنانة زكية ابراهيم ، التي كانت تجسد دور حماته في معظم أفلامه ، و بالرغم من أنه لم يتزوجها ، إلا أنها كانت تغار عليه كثيرا ، و يقال أنها كانت سببا في مغادرة الفنانة الشابة وقتها ماري منيب من الفرقة بسبب غيرتها منها .

كانت شخصية الكسار في المسرح مختلفة تماما عن شخصيته في المنزل ، حيث كانت شخصيته في المنزل مهيبة ، يخشاه الكبير و الصغير ، قليلا ما يضحك ، و لم يكن أحد يجرؤ أن يدخل عليه حجرة نومه إلا بعد أن يطرق الباب و يأذن له بالدخول ، و كان يعيش حياة بسيطة ، فكثيراً ما كان يدخل المطبخ ليصنع الفتة باللحمة ، و العاشوراء .

لقّب علي الكسار بالمليونير الخفي و ذلك لأنه كان يمتلك ثروة كبيرة جدا و لكنه كان يفضل الحياة البسيطة حيث ظل يعيش في نفس الحارة طوال حياته ثم انتقل لمنزل بسيط أيضا في حي شبرا .

توفي بمستشفى القصر العينى يوم 15 يناير عام 1957 عن عمر ناهز ال69 عام بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان البروستات و قبل رحيله نظر لابنه ماجد الكسار و قال له : «خد معاك العصايا دي و خلي بالك منها» و عانقه و قبله و كأنه الوداع الأخير و خرج ماجد من المستشفى يحمل معه العصاه و كأنها رسالة سلمه إياها